حقل شتوكمان الروسي.. كنز غاز في قلب القطب الشمالي
يسهم حقل شتوكمان بتعزيز مكانة روسيا بين أكبر الدول المنتجة للغاز الطبيعي في العالم، جنبًا إلى جنب مع عدد من حقول الغاز العملاقة الأخرى، التي تدعم الاقتصاد الوطني لموسكو، من خلال زيادة حجم إنتاجها وصادراتها لمختلف دول العالم.
وبحسب بيانات حقول النفط والغاز العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن حقل الغاز الروسي يعدّ من بين الأكثر شهرة عالميًا، بفضل إمكاناته الضخمة من الغاز الطبيعي، وحجم إنتاجه المنتظر بعد اكتماله، على الرغم من وقوعه في منطقة صعبة التضاريس والمناخ.
بالإضافة إلى ذلك، يعدّ حقل شتوكمان من بين أكبر حقول الغاز الطبيعي في العالم، من حيث الاحتياطيات المؤكدة، وذلك على الرغم من أن اكتشافه يعكس تقدمًا تقنيًا كبيرًا وابتكارًا لدى صناعة الطاقة الروسية، التي تمكنت من استخراج الغاز في ظروف بيئية قاسية.
وعلى مدى السنوات الـ37 الماضية، شهد حقل شتوكمان اهتمامًا عالميًا بسبب موقعه الجغرافي المتميز واحتياطياته الضخمة، مما جعله محورًا لتعاون دولي بين شركات الطاقة الكبرى، لا سيما أن عمليات تطويره مكلفة للغاية.
وللاطّلاع على الملف الخاص بحقول النفط والغاز العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة، يمكنكم المتابعة عبر الضغط (هنا)، إذ يتضمن معلومات وبيانات حصرية تغطي قطاعات الاستكشاف والإنتاج والاحتياطيات.
معلومات عن حقل شتوكمان
تشير المعلومات عن حقل شتوكمان للغاز الطبيعي في روسيا إلى أنه اكتُشِفَ أول مرة في عام 1988 من قبل شركة “غازبروم” الروسية، التي تدير أغلب أصول الغاز في الدولة الأوروبية، وتتولى التصدير لدول العالم.
وقد جاء الاكتشاف جزءًا من الجهود المستمرة لاستكشاف احتياطيات الغاز في منطقة بحر بارنتس، إذ كان الحقل منذ البداية محطّ اهتمام دولي بسبب حجمه الهائل، مع وضع تقديرات ضخمة لاحتياطياته الغازيّة، على الرغم من صعوبة تطويره بسبب وقوعه في أقصى العالم.
ويقع حقل شتوكمان في بحر بارنتس بالقطب الشمالي، على بُعد نحو 550 كيلومترًا من الشاطئ الشمالي الغربي لروسيا، وهو ما يجعله من أكثر الحقول وعورة، بسبب الظروف المناخية القاسية التي تتميز بها منطقة القطب الشمالي.

وتصل درجات الحرارة في منطقة اكتشاف الحقل الغازي العملاق إلى أقل من 35 درجة مئوية تحت الصفر، بالإضافة إلى قوة حركة الرياح هناك، وهو الأمر الذي يتطلب تقنيات متقدمة وهائلة لتطويره والحصول على إنتاجه بشكل مستقر.
وعلى الرغم من أن الحقل يقع ضمن منطقة الجرف القاري الروسي، وهو ما يُعطي لروسيا حق السيادة عليه وفقًا للقانون الدولي، إلّا أن عمليات تطويره تواجه تحديات ضخمة، تتعلق بالتكاليف العالية والظروف البيئية الصعبة.
ويؤدي حقل شتوكمان للغاز دورًا إستراتيجيًا في ضمان أمن الطاقة في روسيا، بالإضافة إلى دوره في تلبية الطلب العالمي على الغاز الطبيعي، وهو ما يسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين روسيا ودول قارة أوروبا، التي تعتمد بشكل كبير على إمدادات الغاز الروسية رغم العقوبات.
ومن خلال تعزيز صادرات موسكو من الغاز وزيادة الإيرادات، من المرتقب أن يؤدي حقل شتوكمان دورًا محوريًا في الاقتصاد الروسي، بجانب إسهامه في دعم موقع روسيا بصفتها أحد أكبر مصدّري الغاز إلى أوروبا والعالم.
بالإضافة إلى ذلك، يُسهم حقل الغاز الطبيعي العملاق في روسيا -من خلال عمليات تطوير البنية التحتية في المناطق الشمالية- بخلق فرص عمل في قطاع الطاقة للروس، وفق البيانات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
احتياطيات حقل شتوكمان
تشير التقديرات غير الرسمية إلى أن احتياطيات حقل شتوكمان تُقدَّر بنحو 4 تريليونات متر مكعب من الغاز الطبيعي، وهو ما يجعله واحدًا من أكبر حقول الغاز في العالم، من حيث الاحتياطيات المؤكدة، وكذلك الاحتياطيات المتبقية فيه.
وتعدّ هذه الاحتياطيات كافية لتلبية الطلب العالمي على الغاز الطبيعي لسنوات طويلة مقبلة، وهو ما يمنح الحقل، على وجه الخصوص، وروسيا عمومًا، أهمية إستراتيجية وجيوسياسية كبرى بالنسبة لقطاع الطاقة العالمي.
وبالإضافة إلى هذه الاحتياطيات العملاقة من الغاز الطبيعي، يشتمل حقل شتوكمان -الواقع في القطب الشمالي- على احتياطيات من المكثفات تُقدَّر بنحو 31 مليون طن، وفق بيانات الاحتياطيات والإنتاج العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وعلى الرغم من احتياطياته الهائلة، فإن الإنتاج الفعلي من حقل شتوكمان قد تأخَّر بسبب تحديات تقنية وبيئية، إذ تُشير التقديرات إلى أن الحقل يمكن أن يُنتج نحو 70 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا بمجرد تشغيله بالكامل، وهو ما يُمثّل إضافة كبيرة لصادرات الغاز الروسية.
جهود تطوير حقل شتوكمان
تتواصل جهود تطوير حقل شتوكمان للغاز الطبيعي في روسيا، التي مرّت بعدد من المراحل، إذ تضمنت المرحلة الأولى عمليات تقييم الاحتياطيات وإجراء الدراسات البيئية للتأكد من حجمها والقدرة على تحقيق إنتاج تجاري مُجْزٍ.
وفي المرحلة الثانية، بدأت عمليات تطوير البنية التحتية لاستخراج الغاز ونقله، بما في ذلك إنشاء منصات بحرية متطورة، وبناء أنظمة نقل تحت الماء، وهي العمليات التي تتأثر بسبب التحديات التقنية والتغيرات في السوق العالمية.
وقع حقل شتوكمان تحت سيطرة شركة “غازبروم” الروسية، التي تعدّ المالك الرئيس للحقل، وهي تُدير المشروع بالتعاون مع شركات دولية مثل “ستيت أويل” النرويجية و”توتال إنرجي” الفرنسية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وكانت هذه الشراكات تهدف إلى الاستفادة من الخبرات الدولية في تطوير الحقل الغازي العملاق، بالإضافة إلى إدخال تقنيات متقدمة لاستخراج الغاز من بيئة القطب الشمالي، وهي العمليات التي عاقتها الحرب في أوكرانيا، التي بدأت في 24 فبراير/شباط 2022.
وعلى الرغم من مواصلة روسيا جهودها لتطوير الحقل، فإنها تعدّه واحدًا من أهم أعمدة صناعة الغاز لديها، إذ يعزز مكانتها بصفتها قوة نافذة في قطاع الطاقة العالمي، بالإضافة إلى أنها تعدّه رمزًا لإمكاناتها الهائلة في هذا المجال.
نرشّح لكم..
- حقول النفط والغاز في سوريا تدفع ثمن الحرب (ملف خاص)
- حقول النفط والغاز في سلطنة عمان.. ملف خاص عن الاحتياطيات والإنتاج
- حقول النفط والغاز في الجزائر.. ملف خاص عن الاحتياطيات الضخمة والإنتاج
- حقول النفط والغاز في الإمارات.. أرقام الاحتياطيات والإنتاج (ملف خاص)
- حقول النفط والغاز في السعودية.. قصص الاكتشافات والاحتياطيات الضخمة (ملف خاص)
المصادر
- تقرير عن الأعمال في حقل شتوكمان من جانب “غازبروم”.. من موقع “بارنتس أوبزرفر”
- تقرير عن اكتشاف الحقل وجهود تطوير من منصة “أوفشور تكنولوجي”
- تقرير عن حجم احتياطيات الحقل من الغاز والمكثفات.. من “غلوبال إنرجي مونيتور”
إقرأ: حقل شتوكمان الروسي.. كنز غاز في قلب القطب الشمالي على منصة الطاقة