حقل العبدلي.. قصة مُنتِج للنفط نجا من الحرب ليدعم “الطاقة” الكويتية
رغم أنه ليس أحد أقدم الاكتشافات الهيدروكربونية في الكويت فإن حقل العبدلي النفطي يُسهم بإمكانات كبيرة في تلبية جزء من الاحتياجات المحلية للدولة؛ إذ يذهب كثير من إمكاناته إلى قطاع الكهرباء.
وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لقطاع النفط في الكويت، فإن الحقل يكتسب أهمية كبيرة بالنسبة إلى القطاع؛ إذ تكرّرت الاكتشافات النفطية والغازية فيه على مدار السنوات الماضية، ما دعا إلى ضرورة توجيه مزيد من الاهتمام إليه.
وكان حقل العبدلي أحد الحقول النفطية التي تأثرت بالغزو العراقي لدولة الكويت؛ إذ خرجت جميع آباره المنتجة من الخدمة في عام 1990، قبل أن تسعى الدولة الخليجية النفطية إلى استعادة الإنتاج فيه بحلول عام 2003.
ويُعد الحقل جزءًا من إستراتيجية مؤسسة البترول الكويتية، الهادفة إلى زيادة إنتاج الدولة من النفط الخام إلى نحو 3.5 مليون برميل يوميًا، خلال عام 2025، ثم زيادة الإنتاج إلى 4.25 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2030.
وللاطلاع على الملف الخاص بحقول النفط والغاز العربية لدى منصة الطاقة المتخصصة، يمكنكم المتابعة عبر الضغط (هنا)، إذ يتضمن معلومات وبيانات حصرية تغطي قطاعات الاستكشاف والإنتاج والاحتياطيات.
معلومات عن حقل العبدلي
في عام 2003، بدأت شركة نفط الكويت استعادة عملياتها في حقل العبدلي الواقع في شمال البلاد؛ إذ بدأت نحو 22 بئرًا نفطية كانت متوقفة عن العمل بسبب الحرب إنتاج ما يصل إلى 50 ألف برميل يوميًا، وفق ما نشرته الشركة على موقعها الإلكتروني.
وكان كثير من الحقول النفطية قد تعرّض للإغلاق ووقف الإنتاج، إما نتيجة وقوعها تحت سيطرة قوات الجيش العراقي، وإما بسبب المعارك التي أشعلت حرائق أجهدت فرق الإطفاء التي تعاونت بقوة مع مؤسسة البترول الكويتية لإخمادها، وفق ما نشرته وكالة كونا في نسختها الإنجليزية عام 2003.

وخلال أشهر من استعادة الإنتاج في حقل العبدلي، ارتفع الإنتاج فيه -جنبًا إلى جنب مع حقل الرتقة- إلى 85 ألف برميل يوميًا، وذلك بالتزامن مع استعادة إنتاج حقل برقان الكبير أيضًا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويخضع حقل العبدلي لإدارة وتشغيل شركة نفط الكويت، وذلك تحت إشراف من مؤسسة البترول الكويتية، ووزارة النفط.
وفي عام 2007، أخطرت وزارة النفط الكويتية مجلس الوزراء بالتوصل إلى اكتشاف نفط وغاز جديد في حقل العبدلي، مقترحة أن تثمّن الدولة مزارع العبدلي التي توصلت مؤسسة البترول فيها إلى الاكتشافات، وتعويض أصحابها بأراضٍ زراعية في مناطق أخرى.
يُشار إلى أن دولة الكويت كانت قد حققت كشفًا نفطيًا وغازيًا بكميات عملاقة، خلال شهر يوليو/تموز 2024، يعادل إنتاج البلاد من النفط الخام بالكامل لمدة 3 سنوات، وذلك في حقل النوخذة البحري؛ إذ بلغت الكميات المكتشفة نحو 3 مليارات برميل من النفط الخام.
احتياطيات حقل العبدلي
لم تعلن شركة نفط الكويت أو مؤسسة البترول الكويتية أي أرقام رسمية متعلقة باحتياطيات حقل العبدلي، إلا أن التقديرات غير الرسمية تشير إلى أن الاحتياطيات المؤكدة القابلة للاستخراج تبلغ نحو 318.2 مليون برميل من النفط الخام، وفق ما أوردته منصة “غلوبال إنرجي مونيتور” (Global Energy Monitor).
وبحسب أحدث البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، فإن حجم إنتاج حقل العبدلي النفطي يبلغ نحو 72 ألف برميل يوميًا، في حين لا توجد أرقام رسمية أو غير رسمية بشأن إنتاج الغاز المكتشف خلال السنوات الأخيرة.
يُشار إلى أن النفط الخام الموجود في حقل العبدلي من النفط الخفيف ذي الجودة العالية، وهو مختلف عن أغلب النوعيات التي تنتجها دولة الكويت، والتي عادة ما تكون من نوعية النفط الثقيل.
بالإضافة إلى ذلك، تتميّز هذه النفوط الخفيفة باحتوائها على كميات ضخمة من الغاز الطبيعي، الذي تعوّل عليه دولة الكويت ليصبح جزءًا رئيسًا من إستراتيجيتها لتعزيز الإنتاج، ودخول مجال تجارة الغاز الطبيعي والمسال خلال السنوات المقبلة.
يُشار إلى أن دولة الكويت تحتاج في الوقت الحالي إلى ما يزيد على 350 ألف برميل من النفط الخام يوميًا، لتلبية الطلب المحلي على الكهرباء والطاقة والصناعات، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى نحو مليون برميل يوميًا بحلول عام 2035.
موضوعات متعلقة..
- حقل شمال الحمادة في ليبيا.. مراحل تطوير تاريخية تدعم طفرة الإنتاج
- حقل البوري في البحر المتوسط.. قصة عملاق نفطي أشعل الخلاف بين دولتين
- أبرز حقول النفط في الكويت.. أحدها ضمن قائمة الأكبر عالميًا (تقرير)
نرشح لكم..
إقرأ: حقل العبدلي.. قصة مُنتِج للنفط نجا من الحرب ليدعم “الطاقة” الكويتية على منصة الطاقة