Categories
Uncategorized

توليد الكهرباء بالكتلة الحيوية في بريطانيا.. هل اقترب من نهايته؟

بدأ توليد الكهرباء بالكتلة الحيوية في بريطانيا يشهد تحولًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة، ولا سيما مع إعلان الحكومة خطة جديدة للحد من دعم المحطات التي تعتمد على هذا الوقود، وتمهيد الطريق نحو تقليص الدور طويل الأمد له.

ومن المتوقّع أن يبدأ هذا التحول الجذري في 2027، عندما يتراجع توليد الكهرباء في محطة “دراكس” الشهيرة بنسبة 55% مقارنة بالمستويات الحالية، بحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

ونتيجة لذلك، ستمثل الكتلة الحيوية أقل من 2% من إجمالي إمدادات الكهرباء في المملكة المتحدة بحلول عام 2030.

ويتماشى هذا القرار مع رؤية المملكة في تحقيق تحول طاقة شامل نحو مصادر أكثر استدامة، في إطار إستراتيجية “الطاقة النظيفة بحلول 2030”.

التخلص من توليد الكهرباء بالكتلة الحيوية في بريطانيا

أعلنت الحكومة في فبراير/شباط (2025) تقليص الدعم لمحطات توليد الكهرباء بالكتلة الحيوية في بريطانيا، وذلك في إطار الخطة الممتدة من 2027 حتى 2031.

وبحسب التقرير الصادر عن مركز أبحاث الطاقة النظيفة (إمبر)، سينخفض الدعم المالي المقدم للمحطة الأكبر في المملكة “دراكس”، ليصل إلى 1.2 مليون جنيه إسترليني يوميًا (1.6 مليون دولار) بدءًا من أبريل/نيسان (2027).

(الجنيه الإسترليني = 1.33 دولارًا أميركيًا).

وحاليًا، تحصل المحطة على دعم قدره مليونا جنيه إسترليني يوميًا، وتسهم بقرابة 4% من الطلب السنوي على الكهرباء، معتمدةً على حبيبات الخشب المستوردة.

ومن المتوقّع أن يتسبب هذا التحول في خفض الانبعاثات إلى 5.8 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، مع الإشارة إلى أن “دراكس” ستظل المحطة الأكبر من حيث الانبعاثات في المملكة المتحدة.

كما تلزم الخطة المحطة بالتشغيل بحد أدني 22% وحد أقصي 27% من قدرتها الإنتاجية، حتى في حالة ارتفاع أسعار الطاقة، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

بالإضافة إلى ذلك، تتضمّن الخطة الجديدة آلية لفرض ضريبة على الأرباح غير المتوقعة، فضلًا عن خفض الواردات من حبيبات الخشب.

ويمثل هذا التغيير فرصة ذهبية للحد من الانبعاثات والتكاليف على المستهلكين في السنوات المقبلة؛ إذ تعد المدة بين 2027 و2031 بمثابة بداية لتراجع دور الكتلة الحيوية في مزيج الكهرباء الوطني، مع تصاعد دور مصادر الكهرباء النظيفة والمرنة.

ومع ذلك، سيبدأ التحدي الحقيقي بعد عام 2031؛ حيث يتعيّن وضع حدود صارمة لأي دعم مستقبلي لتفادي مخاطر أمن الطاقة وارتفاع الفواتير.

محطة دراكس لتوليد الكهرباء بالكتلة الحيوية في بريطانيا
محطة دراكس – الصورة من الموقع الرسمي للمحطة

تحديات تواجه محطة دراكس

تُصنف لجنة تغير المناخ البريطانية تقنية “الطاقة الحيوية مع احتجاز الكربون وتخزينه”؛ كونها وسيلة ضرورية لتعويض الانبعاثات السلبية، مثل تلك الناتجة عن قطاع الطيران.

ورغم ذلك؛ فقد كشفت التقارير الأخيرة عن أنها من أكثر تقنيات خفض الكربون تكلفةً؛ ما دفع اللجنة لتقليص توقعاتها بشأن دورها في موازنات الكربون المستقبلية.

وتُعَد محطة دراكس أكبر مثال على هذه المعضلة؛ فالمشروع الذي كان من المقرر أن يبدأ في 2027، شهد تأجيلًا إلى أوائل الثلاثينيات، وسط غياب سياسات داعمة وارتفاع في التكاليف.

ومع إعلان المحطة احتمال تقليص استثماراتها في التقنية وسط هذا الغموض، واللجوء إلى نماذج تجارية بديلة مثل بيع رماد النفايات، تتزايد المخاوف من حجم الانبعاثات الفعلية، وتحمل المستهلك أعباء إضافية.

في المقابل، تبرز فرصة حقيقية لتسريع تطوير تقنيات بديلة منخفضة الكربون تحقق أهداف الحياد الكربوني بكفاءة أكبر.

أهمية الطاقة النظيفة في بريطانيا

أظهر التقرير أن مواصلة نشر الطاقة النظيفة بحلول 2030 أصبحت عنصرًا أساسيًا في تسريع إغلاق محطات توليد الكهرباء بالكتلة الحيوية في بريطانيا.

وستُسهم هذه الخطوة في تقليل الأوقات التي يتزامن فيها ارتفاع الطلب مع انخفاض إنتاج الطاقة المتجددة، ومن ثم تقليل الحاجة إلى مولدات احتياطية مكلفة.

محطة دراكس لتوليد الكهرباء بالكتلة الحيوية في بريطانيا
عامل داخل محطة دراكس – الصورة من الموقع الرسمي للمحطة

ومع توقعات بزيادة الطلب على الكهرباء بعد عام 2030؛ فإن الاستمرار في نشر الطاقة النظيفة بعد 2031 أمر حيوي لضمان التخلص التدريجي من توليد الكهرباء بالكتلة الحيوية في بريطانيا.

وأشار إلى أن مزادات العقود مقابل الفروقات المستقبلية خطوة حاسمة لإتمام عملية إغلاق هذه المحطات، بالإضافة إلى الحاجة لتقليص زمن تطوير مشروعات الطاقة الشمسية والرياح لتسريع تحقيق الأهداف بحلول 2030، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وبالنظر إلى خطط المملكة المتحدة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، هناك حاجة ملحة لتقليص توليد الكهرباء بالكتلة الحيوية، وخاصة من محطة “دراكس”، وتطوير نظام كهرباء نظيف ومرن لا يعتمد على مولدات احتياطية ملوثة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إقرأ: توليد الكهرباء بالكتلة الحيوية في بريطانيا.. هل اقترب من نهايته؟ على منصة الطاقة