Categories
Uncategorized

توليد الكهرباء بالغاز في السعودية يتسارع مع انطلاق حقل الجافورة (تقرير)

مع تسارع توليد الكهرباء بالغاز في السعودية، تدخل المملكة مرحلة جديدة من تحول الطاقة، واضعة نهاية تدريجية لعقود من الاعتماد على حرق النفط الخام في محطات الكهرباء.

فقد اعتادت البلاد على تلبية الطلب المحلي على الكهرباء، البالغ نحو 171 تيراواط/ساعة، عبر حرق كميات ضخمة من النفط، التي تصل إلى قرابة 1.1 مليون برميل يوميًا.

وأظهر تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، أن السعودية على وشك تقليص استهلاك النفط الخام في محطات الكهرباء بنحو 350 ألف برميل يوميًا بحلول 2030.

وهذا التحول الجذري بدأ يتبلور مع قرب تشغيل حقل غاز الجافورة الصخري في عام 2025، الذي يُعد الأكبر في الشرق الأوسط، باحتياطيات تصل إلى 229 تريليون قدم مكعبة.

ومن المتوقع أن يرتفع إنتاج الغاز ليصل إلى 13 مليار قدم مكعبة يوميًا بحلول 2030، ليضع السعودية في المرتبة الثالثة عالميًا ضمن قائمة الدول المنتجة للغاز الصخري.

حقل الجافورة للغاز الصخري

بات حقل الجافورة للغاز الصخري جزءًا محوريًا من رؤية السعودية 2030، التي تسعى إلى زيادة إنتاج الغاز بنسبة 60% بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات 2021، مع تنويع مزيج الطاقة في المملكة، بحسب تقرير صادر عن شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي.

ومع استثمارات إجمالية تتجاوز 100 مليار دولار على مدى العقد المقبل، سيعزّز المشروع الإنتاج، وسيُسهم في الحد من استهلاك النفط في المملكة، ما يُتيح توجيه كميات أكبر من الخام والمنتجات المكررة إلى الأسواق العالمية.

بالإضافة إلى ذلك، يمثّل موقع الجافورة الجغرافي القريب من معمل أرامكو لمعالجة الغاز في العثمانية نقطة قوة للمشروع، إذ تكمن الفائدة الرئيسة في تقليل الحاجة إلى خطوط أنابيب طويلة وتوفير التكاليف.

كما أن البنية التحتية المتطورة والخبرة الكبيرة في معمل العثمانية ستكون أساسية في معالجة مخرجات الحقل، مثل فصل سوائل الغاز والإيثان والمكثفات والمنتجات الثانوية الأخرى، وسيساعد ذلك في تحسين القيمة التجارية للحقل.

عمال داخل منشأة تابعة لأرامكو تعمل على تعزيز توليد الكهرباء بالغاز في السعودية
عمال داخل منشأة تابعة لأرامكو – الصورة من أويل آند غاز ميدل إيست

وفي هذا الصدد، قال نائب الرئيس لأسواق السلع الأساسية لدى ريستاد إنرجي، بانكاج سريفاستافا، إن السعودية تسعى إلى تعزيز استثماراتها في الغاز كونه بديلًا أنظف من النفط والفحم.

وأوضح أن هذا التوجه يتزامن مع تحديد سقف إنتاج شركة أرامكو من النفط عند 12 مليون برميل يوميًا بحلول 2030، بعدما كان من المقرر سابقًا زيادته إلى 13 مليونًا، ويهدف ذلك إلى دعم استقرار الأسعار وتعزيز الاستهلاك المحلي للغاز.

وأشار إلى أن نجاح هذه المبادرة يعتمد على تطوير بنية تحتية متكاملة لقطاع الصناعات الوسطى، وتعزيز التكامل مع الأنشطة اللاحقة بقطاع المصب، بالإضافة إلى تبني تقنيات الحفر في الطبقات العميقة.

الجافورة يعزّز توليد الكهرباء بالغاز في السعودية

مع قرب اكتمال تطوير حقل الجافورة، من المتوقع أن يعوّض 35 ألف برميل يوميًا من استهلاك النفط الخام بحلول عام 2025، ليصل إلى 350 ألفًا بحلول عام 2030.

وتأتي هذه الخطوة في وقت حرج، حيث من المتوقع أن يرتفع الطلب المحلي على المنتجات النفطية بنحو 100 ألف برميل يوميًا حتى 2030، ويرجع ذلك إلى تزايد استهلاك البنزين والديزل.

وبحسب التقرير، يتفوّق توليد الكهرباء بالغاز في السعودية على النفط، حيث تتراوح تكلفة الغاز المحلي بين 2-2.5 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، في حين يُتداول النفط العربي الخفيف بأكثر من 70 دولارًا للبرميل.

وهذه الفجوة تجعل محطات توليد الكهرباء بالغاز، خاصة وحدات الدورة المركبة، أكثر كفاءة من نظيرتها العاملة بالنفط، إذ تصل كفاءتها إلى 60% مقارنة بنحو 30% فقط للأنظمة العاملة بالخام.

ويؤدي هذا الفارق إلى تقليص التكاليف التشغيلية بمقدار 6 إلى 8 مرات كيلوواط/ساعة، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

توليد الكهرباء بالغاز في السعودية بحلول 2030

جاءت السعودية في الترتيب السادس عالميًا في توليد الكهرباء بالغاز بنحو 265 تيراواط/ساعة بنهاية العام الماضي، وفق بيانات مركز إمبر، التي يوضحها الرسم أدناه:

أكثر 10 دول توليدًا للكهرباء بالغاز الطبيعي في 2024

وتسير السعودية بخطوات حثيثة نحو تحول جذري في مزيج توليد الكهرباء، إذ تخطط للحد من الاعتماد على الوقود السائل بحلول عام 2030، في مقابل زيادة الاعتماد على الغاز إلى 50%، وكذلك 50% للطاقة المتجددة.

وتوقع تقرير ريستاد إنرجي ارتفاع حصة توليد الكهرباء بالغاز في السعودية خلال العام الجاري (2025) إلى 65%، في حين ستتراجع حصة السوائل النفطية إلى 32%، مقارنة بـ42% في 2020.

وستشكّل الطاقة الشمسية 3% من إجمالي التوليد المتوقع بنحو 453 تيراواط/ساعة، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وبحلول 2030، من المتوقع ارتفاع إجمالي توليد الكهرباء في السعودية إلى 525 تيراواط/ساعة، وسيظل الغاز المصدر المهيمن ليشكل 64% من مزيج الكهرباء، مع ارتفاع حصة الطاقة الشمسية لتشكّل 20%، في حين ستتراجع حصة الوقود السائل إلى 11%.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

  1. توليد الكهرباء بالغاز في السعودية من ريستاد إنرجي.

إقرأ: توليد الكهرباء بالغاز في السعودية يتسارع مع انطلاق حقل الجافورة (تقرير) على منصة الطاقة