تقنية تخفض تكلفة إنتاج الطاقة النووية 30%
نجحت شركة ناشئة في ابتكار تقنية قادرة على خفض تكلفة إنتاج الطاقة النووية بنسبة 30%؛ بما يعزز انتشار الكهرباء النظيفة وتحقيق أمن الطاقة.
وتسعى الشركة، وهي “كلين كور ثوريوم إنرجي” ومقرّها الولايات المتحدة، إلى تطبيق تقنية إنتاج الوقود الجديد الذي أُطلق عليه “أنيل” وخلق سلسلة توريد له في الهند، اعتمادًا على معدن الثوريوم.
والثوريوم معدن فضي اللون يوجد عادة في الصخور النارية ورمال المعادن الثقيلة وهو أكثر وفرة من اليورانيوم بـ3 مرات ويندر استعماله في توليد الكهرباء أو الصناعة كونه ليس وقودًا نوويًا وذا نشاط إشعاعي ضعيف لكن يمكن استعماله لاستحداث وقود نووي، بحسب تحديثات قطاع الطاقة النووية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتشير تقديرات إلى أن الهند تمتلك نحو ربع احتياطيات العالم من الثوريوم، وخاصة على سواحلها الشرقية الغنية بالمعدن الواعد بولايات كيرالا وتاميل نادو وأوديشا.
وحاليًا، تمتلك الهند -التي تسعى لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2070- نحو 24 مفاعلًا نوويًا بقدرة إجمالية 8.2 غيغاواط، لكنها تمثل أقل من 2% من مزيج الكهرباء.
تكلفة إنتاج الطاقة النووية في الهند
تقول شركة “كلين كور ثوريوم إنرجي” إن تقنيتها ستخفض تكلفة إنتاج الطاقة النووية في الهند بنسبة تتراوح بين 20 و30%، كما تبشّر بتوفير الوقود النووي اللازم لتشغيل مفاعلات الماء الثقيل المضغوط (PHWR) محليًا.
ويثمّن الرئيس التنفيذي للشركة والمؤسس ذي الأصول الهندية ميهول شاه، التقنية بقوله إنها قادرة على تعزيز دور الطاقة النووية في إنتاج الكهرباء النظيفة من محطات الحمل الأساسي التي تعتمد على الفحم لتوليد 3 أرباع الكهرباء.
وبحسب شاه، ما زال الابتكار قيد التجريب بمختبر إيداهو الوطني في الولايات المتحدة، لكن النتائج الأولية أثبتت أن مستويات الإشعاع من الوقود المستحدث أعلى 4 مرات مقارنةً بوقود المفاعلات التقليدية في الهند.
وأضاف: “تبلغ التكلفة المستوية للكهرباء من مفاعلات اليورانيوم الطبيعي اليوم 5 روبيات لكل كيلوواط/ساعة، ونتوقع أن تنخفض التكلفة بنسبة بين 20% و30% باستعمال وقود أنيل”.
وتسعى الشركة لاستصدار الموافقات على تطبيق التقنية، كما تخطط للعمل مع شركة “إن تي بي سي” المملوكة للدولة (NTPC) ولارسن توبرو الخاصة (Larsen & Toubro).
وأكد شاه أن السلطات الهندية أبدت اهتمامها بتجربة التقنية في أحد المفاعلات، كما أن الشركة طلبت من السلطات الأميركية السماح لها بالمثل.
وفي السياق نفسه، وقّعت الشركة في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2024، مذكرة تفاهم مع “لارسن آند توبرو” لتساعد الشركة الهندية في إرساء قواعد سلسلة توريد للوقود النووي الجديد، عبر الاستفادة من مهاراتها التصنيعية الفائقة.
معدن الثوريوم
يُصنع الوقود النووي الجديد من معدن الثوريوم المشع وكمية صغيرة من اليورانيوم المخصب وهي مناسبة لمفاعلات الماء الثقيل المضغوط المنتشرة في الهند.
ويمكنه خفض تكلفة إنتاج الطاقة النووية من خلال تقليل الفضلات بنسبة تزيد على 85%، كما يتميز بمميزات أكثر تطورًا مثل مقاومة الانتشار التي تحول دون حيازة أسلحة نووية أجهزة متفجّرة نووية.
ويوضح الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- وجود الهند على قائمة أكثر الدول تطويرًا لمشروعات الطاقة النووية:
بدوره، سلّط المدير ونائب الرئيس التنفيذي في شركة “لارسن آند توبرو” أنيل باراب، الضوء على الفرص المتاحة أمام الوقود الجديد في ضوء توقعات بحدوث قفزة بقدرات الطاقة النووية في الهند إلى 22 غيغاواط بحلول عام 2032.
وأشار إلى التوسعات النووية بين عامي 2025 و2032 لبناء مفاعلات بهارات المعيارية الصغيرة بقدرة 220 ميغاواط التي أعلنتها الحكومة لإزالة الكربون من مصانع الصلب والأسمدة والأسمدة ومصافي التكرير.
كما ستكون مفاعلات الماء الثقيل المضغوط مفيدة للغاية لتوليد الكهرباء النظيفة اللازمة لتلبية الطلب من قطاعات الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات.
وأبدت السلطات المعنية في نيودلهي اهتمامًا “مشوبًا بالحذر” تجاه التقنية الجديدة، رغم التوقعات بخفض تكلفة إنتاج الطاقة النووية، حسب وكالة بلومبرغ.
وهنا، قال مؤسس الشركة الأميركية ميهول شاه، إن شركته المعنية بتصنيع الوقود النووي وليس المفاعلات ستورّد الوقود إلى إدارة الطاقة الذرية التي بدورها ستزوّد بها مشغلي المفاعلات.
وطمأن “شاه” باستمرار الإمدادات، خاصة بعد إعلان مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، في 6 يناير/كانون الثاني الجاري، أن حكومة بلاده بصدد إزالة القيود الطويلة التي تمنع التعاون النووي المدني بين المؤسسات النووية الهندية والشركات الأميركية بعد اختبار نيودلهي لأسلحة نووية في عام 1998.
موضوعات متعلقة..
- %70 زيادة بقدرات الطاقة النووية في الهند خلال 5 سنوات
- الطاقة النووية في الهند تترقب استثمارات بالمفاعلات المعيارية الصغيرة
- الطاقة النووية في الهند تنتعش بتطوير مفاعلات جديدة
اقرأ أيضًا..
- أكبر الدول الأفريقية المنتجة للنفط في أوبك خلال 2024
- احتياطيات الصخر النفطي في المغرب.. “كنز” بـ53 مليار برميل (تقرير)
- مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في 2024 (ملف خاص)
- أسعار خامات النفط العربية في 2024.. الجزائر تواصل الصدارة (تقرير)
المصادر:
إقرأ: تقنية تخفض تكلفة إنتاج الطاقة النووية 30% على منصة الطاقة