تقرير صادم.. أهداف طاقة الرياح البحرية في بريطانيا 2030 بعيدة المنال
تواجه أهداف طاقة الرياح البحرية في بريطانيا المخطط تحقيقها بحلول عام 2030 مصيرًا مشؤومًا، في انتكاسة لطموحات الحكومة بشأن التخلّص من الوقود الأحفوري في مزيج الطاقة الوطني، وفق دراسة تحليلية، طالعت نتائجها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتسعى حكومة حزب العمال ووزير الطاقة في المملكة المتحدة إد ميليباند، إلى نشر ما يتراوح بين 43 و50 غيغاواط من طاقة الرياح البحرية بحلول عام 2030، صعودًا من 15.8 غيغاواط في الوقت الراهن.
ولطالما تعهّد ميليباند بالتخلّص من الوقود الأحفوري في مزيج الكهرباء الوطني بصورة شبه كاملة بحلول عام 2030، وهو الهدف الذي حدّده لاستعمال مصادر الطاقة المتجددة بنسبة 95% بحلول ذلك التوقيت.
ويلقي محللون باللائمة في إخفاق تحقيق أهداف طاقة الرياح البحرية في بريطانيا على تأخيرات عمليات التوصيل إلى الشبكة، وقيود سلسلة الإمدادات وعدم اليقين المحيط بإصلاحات سوق الكهرباء، بوصفها التحديات الرئيسة التي تعيق الخطة.
إخفاق حتمي
من المرجح أن يُخفِق وزير الطاقة إد مليباند في تحقيق أهداف طاقة الرياح البحرية في بريطانيا بحلول عام 2030، بنسبة كبيرة، وسط غياب شهية المستثمرين، بحسب دراسة تحليلية أجرتها وحدة بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس “بلومبرغ إن إي إف” المتخصصة في استشارات أبحاث الطاقة، والتابعة لشبكة بلومبرغ.
وقالت الدراسة إن طموحات وزارة الطاقة البريطانية في الوصول بسعة طاقة الرياح البحرية لدى بريطانيا إلى 43 غيغاواط بحلول نهاية العقد الحالي تبدو بعيدة المنال.
وسيخفق ميليباند في تحقيق أهداف الرياح البحرية بواقع 10 غيغاواط، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وتأتي توقعات “إن إي إف” في أعقاب سحب شركة الطاقة الدنماركية أورستد (Ørsted) مؤخرًا خططًا لمضاعفة حجم مشروع هورنسي (Hornsea) الكائن قبالة سواحل إيست يوركشاير.
وألقت أورستد باللائمة في قرارها على ارتفاع التكاليف، وكان من المخطط أن تنتُج عن توسعة المشروع كهرباء إضافية تكفي لتدبير احتياجات 2.6 مليون منزل من الكهرباء.
وبالمثل تُبطئ شركة الطاقة إس إس إي (SSE) وتيرة استثماراتها في مشروع لبناء أكبر مزرعة رياح بحرية في العالم قبالة السواحل الشرقية لإسكتلندا.
وقد قُوبل المشروع بمعارضة شرسة من قِبل الجمعيات الخيرية المعنية بالحياة البرية التي زعمت أنه سيتسبّب في قتل وتشريد 31 ألف نوع من الطيور البحرية.

تحديات قائمة
تواجه الجهود المبذولة لتوسيع نطاق طاقة الرياح البحرية في بريطانيا تحديات في ضوء أسعار الفائدة المرتفعة، والصعوبات في الحصول على المكونات، والانخفاض المتوقع في أسعار الكهرباء على المدى الطويل.
وقد تسبّب ذلك بعدم جدوى بعض عقود الدعم الحكومي، المعروفة بعقود الفروقات، التي تضمن حدًا أدنى لسعر الكهرباء فور توليدها.
ومع ذلك، فإن ارتفاع التكاليف يعني أن بعض الاتفاقيات التي أُُبرمت سابقًا لم تعد مجدية ماليًا.
وحذّرت دراسة “بلومبرغ إن إي إف” من أن تلك التحديات تعني أن عددًا صغيرًا فقط من مشروعات طاقة الرياح المخططة، والبالغة سعتها 16.6 غيغاواط واط، سيمضي قدمًا في أعمال التنفيذ.
وعلى الرغم من أن إد ميليباند سيخفق في تحقيق مستهدفه من طاقة الرياح البحرية في بريطانيا، البالغة سعتها الإجمالية 43 غيغاواط، قالت الدراسة إنه من الممكن أن ينجز وزير الطاقة مستهدفه الإجمالي بشأن الوصول بحصة الغاز في توليد الكهرباء إلى 5% بحلول نهاية العقد الحالي إذا توافرت موارد الرياح بدرجة معقولة.
كما أوضحت الدراسة أن المملكة المتحدة تهيّأت فعليًا لتحقيق مستهدفات ميليباند بشأن سعة طاقة الشمس التي تتراوح من 47 غيغاواط إلى 50 غيغاواط بحلول عام 2030.
مزاعم مرفوضة
قال متحدث باسم وزارة أمن الطاقة والحياد الكربوني في المملكة المتحدة: “نرفض بشدة تلك المزاعم”، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأضاف المتحدث: “لدينا محفظة مشروعات قوية تستهدف إتاحة ما يتراوح من 43 إلى 50 غيغاواط من طاقة الرياح البحرية بحلول عام 2030، وتضمن إستراتيجيتنا القائمة على الانبعاثات أن بوسعنا المضي قدمًا في طريقنا عبر مواجهة الضغوطات والقرارات التجارية الفردية للوصول إلى مستهدفاتنا”.
وتابع: “من خلال مهمتنا فإننا سنتيح منظومة طاقة تخفض فواتير الكهرباء، وتدعم أمن الطاقة في بريطانيا في إطار خطة أوسع للتغيير”.
تهديدات الهيدروجين
في ضربة أخرى موجعة لوزير الطاقة، أصبح مشروع الهيدروجين الضخم الذي يشكّل جوهر خططه لتحقيق مستهدفات الحياد الكربوني في بريطانيا بحلول عام 2050، تحت تهديدات متنامية.
وكان من المقرر أن يحقق مشروع إتش2 تيسايد (H2Teeside)، التابع لشركة النفط البريطانية بي بي، أكثر من 10% من هدف ميليباند الإجمالي للطاقة النظيفة بحلول عام 2030، غير أن الشركة ربما تلغي هذا الهدف الآن أو تقلصه.
ويستهدف المشروع إنتاج 1.2 غيغاواط من الهيدروجين؛ ما يعادل أكثر من 10% من هدف الحكومة البريطانية لإنتاج الوقود منخفض الانبعاثات والبالغ 10 غيغاواط بحلول عام 2030.
موضوعات متعلقة..
- مشروعات الرياح البحرية في بريطانيا تتحرر من قيود الحظر
- غزو أوكرانيا يُطيل عمر الطاقة النووية في أوروبا (تقرير)
- حوادث الرياح البحرية في بريطانيا أعلى 4 مرات من النفط والغاز (دراسة)
اقرأ أيضًا..
- إنتاج الشرق الأوسط من المعادن الحيوية.. السعودية تتصدر المشهد
- 5 شحنات نفط لأرامكو السعودية.. الأولى من نوعها في الشرق الأوسط
- العراق يواصل دعم مباني الوزارات بالطاقة الشمسية.. تطور جديد
المصدر:
1.طاقة الرياح البحرية في بريطانيا من صحيفة “ذا تيليغراف”.
إقرأ: تقرير صادم.. أهداف طاقة الرياح البحرية في بريطانيا 2030 بعيدة المنال على منصة الطاقة