تركيا تستعد لأول مناقصة في تاريخها لمشاريع الرياح البحرية: الأنظار تتجه نحو 2027
سولارابيك، تركيا- 3 يونيو 2025: تتجه أنظار قطاع الطاقة العالمي نحو تركيا التي تستعد لفتح صفحة جديدة في مسيرتها نحو الطاقة النظيفة، مع تجهيزها لإطلاق أول مناقصة في تاريخها مخصصة لمشاريع طاقة الرياح البحرية. ومن المتوقع، حسب مصادر مطلعة في قطاع الطاقة التركي، أن تُجرى هذه المناقصة الهامة أواخر العام المقبل (2026) أو في مطلع عام 2027. وتمثل هذه الخطوة بداية الطريق نحو تحقيق هدف البلاد الطموح المتمثل في الوصول إلى 5 جيجاواط من طاقة الرياح البحرية بحلول عام 2035، وذلك على الرغم من عدم امتلاك تركيا حالياً أي مزارع رياح بحرية عاملة، مما يضفي على هذه المناقصة الأولى أهمية استراتيجية كبرى.
طاقة الرياح التركية: آفاق بحرية واعدة ونمو بري مستمر
وفقاً لإبراهيم إردن، رئيس جمعية طاقة الرياح التركية (TWEA فإن هذا التوجه الحكومي بدأ منذ عام 2022 ليشمل طاقة الرياح البحرية إلى جانب القدرات البرية القائمة. ويدعم هذا التوجه توقعات باستثمار مرتقب يبلغ 1.5 مليار دولار في قدرات رياح جديدة إجمالاً خلال عام 2025، وفقاً لصحيفة “ديلي صباح”. ويأتي ذلك في وقت يواصل فيه قطاع الرياح البري نموه، حيث سجلت تركيا تركيب 1.5 جيجاواط من طاقة الرياح البرية الجديدة خلال عام 2024، ما وضعها في المرتبة الثالثة أوروبياً بعد ألمانيا وفنلندا. وكانت “ويند يوروب” قد أشارت إلى إضافة تركيا 1.3 جيجاواط أخرى من طاقة الرياح البرية العام الماضي، ليصل إجمالي قدرتها التراكمية البرية إلى 13.8 جيجاواط، متفوقة بذلك على إيطاليا ومقتربة من قدرة المملكة المتحدة. وتتوقع “ديلي صباح” إضافة ما بين 300 إلى 400 ميجاواط سنوياً على مدى السنوات الأربع المقبلة، لتصل القدرة المركبة الجديدة من الرياح البرية إلى 3.5 جيجاواط بحلول عام 2029، وإن كان هذا يشير إلى تباطؤ محتمل مقارنة بمعدلات التركيب السابقة.
واقع مزيج الطاقة الوطني وتحديات الاعتماد على الوقود الأحفوري
يساهم قطاع طاقة الرياح حالياً بنسبة 11% من إجمالي الكهرباء المنتجة في تركيا. وبشكل أعم، تشكل طاقتا الرياح والشمس مجتمعتين 18% من إنتاج الكهرباء، بينما تسهم الطاقة الكهرومائية بنسبة 22%. وبإضافة الطاقة الحرارية الأرضية والنووية، بلغ إنتاج الكهرباء من مصادر منخفضة الكربون حوالي 45% في عام 2024. وعلى الرغم من تفوق تركيا في بعض هذه الإحصاءات على المتوسط العالمي، يظل 55% من كهربائها معتمداً على الوقود الأحفوري، وبشكل خاص الفحم، الذي يُعد الأكثر تلويثاً. ويُظهر التوجه نحو الطاقة النظيفة أن 98% من قدرات التوليد الجديدة التي دخلت الخدمة العام الماضي، من أصل 6,182 محطة كهرباء، جاءت من مصادر متجددة. وتلعب تقنيات تخزين الطاقة دوراً محورياً في هذا السياق، حيث ستستفيد مزرعة رياح “يوكتيكا” من بطاريات متطورة مقدمة من شركة رولز رويس لتخزين فائض الإنتاج، ما يُعد عاملاً أساسياً لنمو طاقة الرياح والطاقة الشمسية في البلاد.
الطموحات المستقبلية في ميزان المقارنات الدولية والإمكانات الاقتصادية
ومع ذلك، تبدو أهداف تركيا المستقبلية متواضعة نسبياً، إذ تستهدف الوصول إلى 47% فقط من كهربائها من مصادر منخفضة الكربون بحلول عام 2030. وتقارن هذه النسبة بأهداف أكثر طموحاً لدول مثل المغرب التي تسعى لتحقيق 52%، بينما تشير التوقعات العالمية المتوسطة إلى بلوغ 60% من الطاقة المتجددة في الشبكات بحلول ذات العام. وتوضح تحليلات شركة “إمبر” أن تركيا، من حيث النسبة المئوية لإنتاج الكهرباء من الرياح تحديداً، تتقدم على دول متوسطية أخرى مثل إيطاليا (8.5%) وفرنسا (7.7%). وبالنظر إلى مكانة تركيا كإحدى دول مجموعة العشرين، وسادس عشر أكبر اقتصاد عالمي بناتج محلي إجمالي اسمي يبلغ 1.1 تريليون دولار، وتعداد سكاني يصل إلى 85 مليون نسمة، ونصيب فرد من الناتج المحلي الإجمالي الاسمي يبلغ 16,000 دولار، متجاوزة بذلك دولاً كالأرجنتين وروسيا والصين، فإن الآمال معقودة على بذل جهود أكبر وتحديد أهداف أكثر جرأة لتسريع وتيرة التحول نحو اقتصاد أخضر بالكامل.
تابعونا على لينكيد إن Linked–in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: juancole
image credit: canva
The post تركيا تستعد لأول مناقصة في تاريخها لمشاريع الرياح البحرية: الأنظار تتجه نحو 2027 appeared first on Solarabic سولارابيك. Written by بسمه عبود