تباطؤ نمو مبيعات السيارات العالمية في 2025.. أوروبا تتخلّف عن الصين وأميركا
تشير التوقعات إلى استمرار تباطؤ نمو مبيعات السيارات العالمية في 2025، وسط التحديات التي تُثقل كاهل الأسواق الرئيسة.
وبحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، ستشهد مبيعات سيارات الركاب في العالم نموًا بنسبة 1.6% خلال العام الجاري، مقابل 1.7% في عام 2024.
ومن المتوقع أن ترتفع مبيعات السيارات العالمية في 2025 إلى 89.5 مليون وحدة في 2025، بزيادة تُقدّر بـ1.4 مليون وحدة عن عام 2024، لكنها ما تزال أقل من مستويات ما قبل جائحة كورونا.
وخلال العام الماضي، بدت الصورة مختلفة تمامًا في أسواق السيارات الكبرى حول العالم، إذ شهدت أوروبا تراجعًا ملحوظًا في مبيعات السيارات بنسبة 18% مقارنة بعام 2019.
وفي المقابل، حققت الصين والولايات المتحدة نموًا طفيفًا، بدعم من مبيعات السيارات الكهربائية والسياسات المحفّزة.
توقعات مبيعات السيارات العالمية في 2025
أشار تقرير لبنك الاستثمار الهولندي “آي إن جي” إلى مواصلة تراجع أوروبا في سباق مبيعات السيارات العالمية في 2025.
وأظهرت القارة العجوز أبطأ نمو بين أكبر 3 أسواق للسيارات العام الماضي، حيث سجلت نموًا متواضعًا بنسبة 0.9% فقط مقارنة بعام 2023.
وفي المقابل، ارتفعت مبيعات السيارات الخفيفة في الصين بنسبة 4.5% على أساس سنوي لتصل إلى 31.4 مليون وحدة، في حين زادت المبيعات في الولايات المتحدة بنسبة 2.2%، لتسجل قرابة 15.9 مليون وحدة.
وفي عام 2025، من المرجح استمرار الأداء الضعيف في أوروبا الغربية وسط غياب برامج تحفيزية جديدة لدعم السوق، مع نمو محدود في مبيعات السيارات بنسبة لا تتجاوز 1%.
بينما ستواصل سوق السيارات في الصين النمو، مدعومة ببرامج التحفيز الحكومية وانخفاض أسعار السيارات الكهربائية المصنعة محليًا، إذ تشير التوقعات إلى نمو المبيعات بنسبة 2%.
أما في الولايات المتحدة فيبقى الوضع غير واضح بسبب التغيرات السياسية، لكن من المتوقع نمو سوق السيارات الأميركية بنسبة 1.5%.
وفي ظل التوقعات بتباطؤ الطلب، سيبقى الإنتاج العالمي للسيارات دون مستويات مبيعات السيارات العالمية في 2025، وسيترتب عليه انكماش قطاع التصنيع على أساس سنوي.
تحديات تواجه شركات السيارات الأوروبية
توقع التقرير استمرار التحديات التي تواجه شركات السيارات الأوروبية في عام 2025، ما لم تتدخل الحكومات بسياسات داعمة وإجراءات تحفيزية.
ففي السوق الصينية تواجه شركات تصنيع المعدات الأصلية الأوروبية تحديات متزايدة في ظل المنافسة الشرسة التي تفرضها الشركات الصينية المتخصصة في السيارات الكهربائية، مثل بي واي دي.
بالإضافة إلى ذلك، أصبح المستهلك الصيني أكثر تحفظًا في قرارات الشراء، ما ينعكس على الطلب على السيارات الغربية، وهذه الظروف تشير إلى استمرار تراجع الحصة السوقية للشركات الأوروبية.
أما في السوق الأميركية فتزداد التعقيدات أمام شركات السيارات الكبرى، سواء آسيوية مثل تويوتا وهيونداي وكيا، أو أوروبية مثل فولكسفاغن ومرسيدس وبي إم دبليو، مع مخاطر فرض رسوم جمركية على الواردات، بالإضافة إلى حالة عدم اليقين التي تحيط بالإنتاج وسلاسل التوريد في أميركا الشمالية، بما يشمل المنشآت في المكسيك وكندا.
لا تهدّد هذه التحديات فقط بارتفاع أسعار السيارات، بل تمتد لتؤثر في القدرة التنافسية لهذه الشركات أمام نظيراتها الآسيوية والأميركية.
أما في الاتحاد الأوروبي فإن القوانين المتعلقة بانبعاثات الكربون باتت أكثر صرامة، ما يضيف أعباء جديدة على المنتجين.
في الوقت ذاته، يؤدي الإلغاء التدريجي للحوافز الممنوحة للسيارات الكهربائية إلى تعقيد الصورة، حيث تسعى الشركات إلى إيجاد التوازن بين الامتثال للمعايير البيئية وتعزيز الجدوى الاقتصادية.
سباق السيارات الكهربائية في السوق الصينية
توقع تقرير “آي إن جي” استمرار تفوّق الصين على بقية العالم في قطاع السيارات الكهربائية.
وتجاوزت حصة الصين من السيارات الكهربية في مبيعات السيارات الجديدة 40% خلال عام 2024، ومن المتوقع أن تواصل النمو لتصل إلى 50% خلال 2025.
وحاليًا، تهيمن الصين على أكثر من 60% من مبيعات السيارات الكهربائية العالمية، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وتتجلّى الفجوة المتزايدة بين الشرق والغرب في صناعة السيارات من خلال النمو السريع للحصة السوقية للعلامات التجارية الصينية الجديدة.
ففي الوقت الذي كانت فيه الشركات الغربية، مثل مرسيدس وبي إم دبليو، هي المسيطرة على الأسواق العالمية لعقود، بدأت الشركات الصينية، مثل بي واي دي وجيلي، في تحقيق تقدم ملحوظ.
اتجاهات السيارات الكهربائية في 2025
كشف التقرير عن أن حصة السيارات الكهربائية في أوروبا قد ترتفع إلى 27% خلال العام الجاري، حال استمرار السياسات الحالية المتعلقة بتحفيز الانتقال إلى السيارات الكهربائية وتقليل الانبعاثات الكربونية من قطاع السيارات.
وفي ظل تباطؤ التحول نحو السيارات الكهربائية، بدأت السيارات الهجينة القابلة للشحن (PHEVs) تعود إلى الواجهة من جديد، حيث شهدت تحسّنًا في مدى بطارياتها، ليصل إلى 140 كيلومترًا أو أكثر، إلا أنها أصبحت أقل جاذبية للمصنعين، ولن تحقق نموًا هائلًا خلال 2025.
أما السوق الأميركية فتوقع التقرير أن يتباطأ نمو السيارات الكهربائية في المدى القصير بعد تراجع الدعم الفيدرالي.
وحول سوق البطاريات، شهدت أسعارها العالمية انخفاضًا بنسبة 20% في عام 2024، ومن المتوقع استمرار انخفاض الأسعار عام 2025، ما قد يُسهم في تقليل تكاليف الإنتاج.
ومع ذلك، يظل الاعتماد المتزايد على الصين في توفير البطاريات ومكوناتها مصدر قلق، إذ كانت الشركات الكبرى مثل، كاتل وبي واي دي، مسؤولة عن 85% من الإنتاج العالمي في 2023.
الخلاصة..
من المتوقع أن تشهد مبيعات السيارات العالمية في 2025 نموًا محدودًا بنسبة 1.6%، مع تراجع ملحوظ في أوروبا، في حين تواصل الصين والولايات المتحدة تحقيق نمو طفيف.
موضوعات متعلقة..
- السيارات الكهربائية ترفع شعار للأغنياء فقط.. أدلة بالأرقام
- خبراء يؤكدون: قطاع السيارات الكهربائية سيحقق طفرة خلال العقد المقبل
- إعادة تدوير البطاريات في أوروبا تواجه عدة تحديات.. ما علاقة مبيعات السيارات الكهربائية؟
اقرأ أيضًا..
- مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في 2024 (ملف خاص)
- حصاد وحدة أبحاث الطاقة.. تغطية عربية وعالمية لأحداث 2024 وتوقعات 2025
- صادرات النفط العراقي في ديسمبر 2024 تنخفض 36 ألف برميل يوميًا
- صادرات الجزائر من النفط في 2024 ترتفع 7%.. وهؤلاء أكبر المستوردين
المصادر:
إقرأ: تباطؤ نمو مبيعات السيارات العالمية في 2025.. أوروبا تتخلّف عن الصين وأميركا على منصة الطاقة