Categories
Uncategorized

تأكيدًا لـ”الطاقة”.. إنتاج الكهرباء في العراق يفقد 3500 ميغاواط

يواجه إنتاج الكهرباء في العراق أزمة حادّة ومتفاقمة، نتيجة الانخفاض المفاجئ في واردات الغاز الإيراني، ما أدى إلى فقدان 3 آلاف و500 ميغاواط من قدرته الإنتاجية خلال شهر مايو/أيار 2025، ما يهدّد استقرار منظومة الطاقة في البلاد، ويضع الجهات المختصة أمام تحديات جسيمة لتأمين الوقود وتشغيل المحطات.

وبحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) -التي كانت سباقة في الكشف عن حجم الفقد البالغ 3 آلاف و500 ميغاواط- فإن إنتاج الكهرباء يتأرجح حاليًا بين 20 و25 ألف ميغاواط، متأثرًا بصفة مباشرة بكميات الغاز الواردة من إيران، التي انخفضت إلى ما دون النصف مقارنة بالكميات المتعاقد عليها.

وكان مصدر مطّلع قد أكد في تصريحات إلى منصة الطاقة، أن الإمدادات الإيرانية بلغت ذروتها في أبريل/نيسان الماضي عند 35 مليون متر مكعب يوميًا، لكنها تراجعت حاليًا إلى 20 مليون متر مكعب فقط، في وقت تنص فيه العقود على توريد 55 مليون متر مكعب يوميًا.

وتسبّب هذا الانخفاض المفاجئ في عجز كبير بقدرة المنظومة على تلبية الطلب المتزايد، لا سيما مع دخول فصل الصيف، إذ ترتفع درجات الحرارة ويزداد استهلاك الكهرباء.

من جانبه، أكد مدير مديرية الوقود في وزارة الكهرباء العراقية، سعد فريح، أن البلاد فقدت نحو 3 آلاف و500 ميغاواط من الكهرباء، مشيرًا إلى أن استمرار الوضع على ما هو عليه خلال يونيو/حزيران المقبل سيؤدي إلى فقدان إضافي يصل إلى 5 آلاف و300 ميغاواط.

وأضاف أن “الوضع سيكون أكثر تعقيدًا في ظل تصاعد الأحمال، ما يجعل من الضروري إيجاد حلول عاجلة لتعويض نقص الوقود”.

وأكّد فريح أن وزارة الكهرباء تنسّق حاليًا مع وزارة النفط لتوفير بدائل محلية، في مقدمتها زيت الوقود، لتشغيل المحطات والحفاظ على استمرارية الخدمة، رغم الفارق الكبير في الكفاءة الإنتاجية مقارنة باستعمال الغاز الطبيعي.

سبب انخفاض الإمدادات الإيرانية

في غضون ذلك، كشف المصدر المطلع إلى منصة الطاقة المتخصصة عن أن سبب خفض الإمدادات لم يُبلّغ به الجانب العراقي رسميًا، رغم أن إيران تمتلك فائضًا من الغاز في الوقت الحالي.

وحذّر من أن استمرار هذا النقص قد يخفّض إنتاج الكهرباء في العراق إلى 16 ألف ميغاواط، أي بخسارة قد تصل إلى 12 ألف ميغاواط من السعة النظرية التي تبلغ 28 ألف ميغاواط في حال توفر الوقود.

وبالتوازي، أكدت وزارة الكهرباء أنها أكملت برامج الصيانة الشاملة لمحطات الإنتاج، التي نفذتها شركات عالمية مثل سيمنس وجنرال إلكتريك، وأن المحطات على أتم الجاهزية للعمل بكامل طاقتها حال توفير الوقود اللازم.

الغاز الإيراني إلى العراق

تحركات عاجلة لتأمين البدائل

ضمن الجهود الحكومية الجارية، تتجه الأنظار إلى مشروع المنصة العائمة في خور الزبير، التي يُنتظر أن تستقبل شحنات غاز مسال من دول خليجية وعربية مثل قطر وسلطنة عمان، وكذلك الجزائر، عبر شركة وسيطة.

وتهدف هذه الخطوة إلى تقليص الاعتماد على الغاز الإيراني، وتنويع مصادر التوريد، وضمان استقراره خلال ذروة الأحمال الصيفية.

وبحسب المصدر المطلع، فإن مشروع المنصة لم يُستكمل بعد، ما يُرجح تأخر وصول أولى الشحنات إلى ما بعد منتصف فصل الصيف، مشيرًا إلى أن وزارة النفط هي الجهة المشرفة على هذا الملف، وأنها تسعى إلى تسريع وتيرة العمل فيه.

كما تجري حاليًا مفاوضات فنية متقدمة مع تركيا لرفع قدرة الربط الكهربائي من 300 إلى 600 ميغاواط بدءًا من يونيو/حزيران المقبل، في محاولة لتعويض جزء من العجز في الشبكة الوطنية.

إجراءات حكومية

في سياق متصل، أصدر وزير الكهرباء زياد علي فاضل، قرارًا في 19 مايو/أيار الجاري، يقضي باستثناء المدارس والجامعات، سواء كانت حكومية أو أهلية، من القطع المبرمج خلال فترة الامتحانات النهائية للعام الدراسي 2025، في خطوة تهدف إلى تخفيف الأعباء على القطاع التعليمي وسط الأزمة المتصاعدة.

إنتاج الكهرباء في العراق
وزير الكهرباء العراقي زياد علي فاضل

ورغم هذه التدابير، فإن إنتاج الكهرباء في العراق لا يزال مرشحًا لمزيد من التراجع، ما لم تُفعّل آليات الاستيراد البديلة بصفة عاجلة.

كما أن التأخر في استكمال مشروعات البنى التحتية الخاصة باستيراد الغاز المسال، واستمرار الغموض بشأن المباحثات مع دول مثل تركمانستان، يزيد من حالة الضبابية حول مستقبل الطاقة في البلاد.

تحديات إنتاج الكهرباء في العراق

أمام هذه التحديات، تؤكد وزارة الكهرباء أنها تواصل العمل على رفع كفاءة منظومة النقل والتوزيع، وتنويع مصادر الوقود، وتعزيز البنية التحتية، للحفاظ على الحد الأدنى من استقرار المنظومة. إلا أن جميع هذه الخطط تصطدم بعقبة الوقود التي باتت تمثّل التهديد الأكبر أمام استدامة إنتاج الكهرباء في العراق.

وبين تعثّر الإمدادات، وتباطؤ إنجاز المشروعات البديلة، وازدياد الأحمال، يبدو أن صيف العراق 2025 سيكون صعبًا، وربما الأسوأ خلال السنوات الأخيرة، ما لم تُترجم الخطط الطارئة إلى واقع عملي في أسرع وقت.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إقرأ: تأكيدًا لـ”الطاقة”.. إنتاج الكهرباء في العراق يفقد 3500 ميغاواط على منصة الطاقة