بتروبراس البرازيلية تخطط للاستثمار في 3 دول أفريقية
تستعد شركة بتروبراس البرازيلية لتكثيف نشاطها في أفريقيا، في إطار خطة أعدّتها لتحديد أهم المواقع ذات الأولوية في التوسع الخارجي، وفي ضوء إبداء 3 دول في القارة السمراء اهتمامها بالعمل معها.
وقالت الرئيسة التنفيذية للشركة ماغدا تشامبريارد، إن بتروبراس تخطط لأن تكون أفريقيا منطقة النشاط الرئيس لها خارج البرازيل، “وأبدت دول نيجيريا وأنغولا وناميبيا اهتمامًا بالعمل معنا”، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ولشركة بتروبراس وجود محدود في أفريقيا منذ عام 2023. وتأتي التوسعات المرتقبة في القارة، في وقت تواجه فيه مشكلات ببعض أنشطتها داخل البلاد، لأسباب تتعلّق بمعايير بيئية.
وتزداد حدة الجدل حول أنشطة النفط والغاز وعلاقتها بأضرار بيئية، مع اقتراب موعد قمة المناخ كوب 30، التي تستضيفها البرازيل العام الجاري (2025).
وتنعقد القمة في المدينة الأمازونية “بيليم”، التي تقع في الغابات المطيرة، والتي شهدت حرائق هائلة خلال السنوات الأخيرة، وتستهدف خفض الانبعاثات لتحقيق هدف الـ1.5 درجة حرارة مئوية.
الاستثمار خارج البلاد
أظهرت بتروبراس البرازيلية (شركة النفط المملوكة للدولة) اهتمامًا بالاستثمار خارج البلاد خلال السنوات الأخيرة، خاصة في أفريقيا.
وقالت الرئيسة التنفيذية، ماغدا تشامبريارد: “إن الشركة خبيرة بالعمل عند حدود البرازيل الشرقية، وهي جيولوجيًا تشبه أفريقيا، والعلاقة مع القارة السمراء واضحة، لذلك نريد التوجه إليها”.
وتمثّل تصريحات تشامبريارد بمثابة العودة إلى أفريقيا، بعد قرار للحكومات السابقة بتصفية استثماراتها في الخارج، والتركيز على الحقول الغنية في مناطق ما قبل الملح البرازيلية.
بدأت العودة إلى أفريقيا من قِبل بتروبراس البرازيلية عام 2023، حيث اشترت حصة في حقل نفط بحري بجنوب أفريقيا، وفي مطلع 2024، اشترت حصصًا في حقول لدى دولة ساو تومي وبرينسيبي، التي تقع وسط القارة، وتأمل الشركة في حفر بئر فيها خلال العام الجاري، وفق تشامبريارد.
وتبذل بتروبراس مجهودات كبيرة للفوز بعمليات في صناعة النفط والغاز بأفريقيا، ورغم ذلك تفوّقت عليها شركة توتال إنرجي الفرنسية في عرض الاستحواذ على حصة من شركة “غالب إنرجي” الناميبية، التي تعمل في حقل “موبان” البحري على ساحل الدولة الأفريقية.
وقالت تشامبريارد: “نتمنى أن نُدعى للمشاركة في تطوير حقل موبان”، لكنها لم تذكر تفاصيل إضافية.

جدل بيئي
تدرس بتروبراس العمل في أنشطة النفط على سواحل الهند، والمشاركة في مناقصة طرح مناطق استكشاف النفط خلال يوليو/تموز المقبل، وفق تصريحات الرئيسة التنفيذية للشركة ماغدا تشامبريارد.
وتسعى الشركة مؤخرًا إلى تعزيز استثماراتها في الخارج، ودعم احتياطياتها، في وقت تواجه فيه تأجيلًا متكررًا لإصدار تراخيص بيئية لحفر آبار نفطية جديدة على سواحل غابات الأمازون المطيرة.
وبينما يؤيّد رئيس البلاد خطوة بتروبراس البرازيلية للعمل في المنطقة، تتعرّض الشركة لانتقادات واسعة من قِبل نشطاء البيئة والمدافعين عن غابات الأمازون.
وقبل شهرَيْن تقريبًا، شنّ الزعيم القبلي والمدافع الشرس عن غابات الأمازون راوني ميتوكتيري، هجومًا على الشركة بسبب طرح مناقصة للحفر والاستكشاف في المنطقة.
وجاء تصريح ميتوكتيري، بعد أيام من لقائه رئيس البلاد لويس إيناسيو لولا دا سيلفا؛ حيث قال: “أخبرت الرئيس شخصيًا بأنني ضد هذا المشروع، ولا أقبل استكشاف النفط في الأمازون”.
وانتقد الرئيس البرازيلي وكالة البيئة (إيباما) لتأخرها في منح الشركة ترخيصًا لاستكشاف النفط في حوض فوز دو أمازوناس الحساس بيئيًا بنهر الأمازون.
ورفضت إيباما في مايو/أيار 2023، طلب الشركة للحصول على رخصة التنقيب بالحوض بسبب مخاوف بيئية. ورغم طعن بتروبراس البرازيلية على قرار وكالة البيئة فإنها لم تستجِب وعلّقت القرار.
ويقع حوض فوز دو أمازوناس في الهامش الاستوائي بالبرازيل، وفازت الشركة بعطاء للتنقيب عن النفط في المربع “إف زد إيه-إم-59” البحري شمالًا عام 2013، لكن لم تحصل على التراخيص اللازمة.
وأشارت الوكالة البيئية إلى أنه من بين أسباب رفض الترخيص وجود تناقضات في الدراسات البيئية، وأنها تعتمد على معايير ضعيفة بالنسبة إلى تأثيرات الحفر في المجتمعات الأصلية، وحماية الحياة البرية.
ويقول مدافعون عن البيئة، إن موقع التنقيب يقع على بُعد 160 كيلومترًا فقط من مصب حوض الأمازون أحد أكبر أنهار العالم.
موضوعات متعلقة..
- اكتشاف نفطي جديد على يد شركة بتروبراس البرازيلية
-
بتروبراس تحقق أرقامًا قياسية في إنتاج النفط والغاز خلال 2023
اقرأ أيضًا..
- منطقة البصرة.. عاصمة العراق النفطية وصاحبة الحقول الضخمة (تقرير)
-
قطاع الطاقة الروسي يترقب تحولات جذرية في ظل تقلب أسعار النفط (مقال)
-
أكبر 5 مناجم يورانيوم في الوطن العربي.. احتياطيات تدعم برامج الطاقة النووية
المصادر:
إقرأ: بتروبراس البرازيلية تخطط للاستثمار في 3 دول أفريقية على منصة الطاقة