Categories
Uncategorized

انبعاثات النفط والغاز في ماليزيا قد تتجاوز 4.15 مليار طن (تقرير)

تقف مشكلة انبعاثات النفط والغاز في ماليزيا حجر عثرة أمام توسُّع خطط استكشاف الموارد الهيدروكربونية في ثاني أكبر بلد منتجة على مستوى جنوب شرق آسيا.

ويرتبط اقتصاد ماليزيا ارتباطًا وثيقًا بإنتاج الوقود الأحفوري، لكن هذا الارتباط يثير مخاوف بيئية من زيادة الانبعاثات المترتبة على استخراج واستهلاك النفط والغاز.

وتُقدّر دراسة حديثة -حصلت عليها وحدة أبحاث الطاقة، ومقرّها واشنطن- حجم انبعاثات النفط والغاز في ماليزيا المتوقع حال الاستمرار في استخراج الاحتياطيات القائمة واستهلاكها، بنحو 4.15 مليار طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.

وتمتلك ماليزيا قرابة 9.84 مليار برميل نفط مكافئ من موارد النفط والغاز الملتزم باستخراجها، ومعظمها من الغاز الطبيعي.

وتتركز هذه الاحتياطيات في حوض ساراواك (Sarawak) جنوب جزيرة بورنيو، حيث يضم أكبر الحقول المالكة لأكثر من نصف إجمالي احتياطيات البلاد من النفط والغاز.

إنتاج النفط والغاز في ماليزيا

على صعيد إنتاج النفط والغاز في ماليزيا، أنتجت أكثر من 9 مليارات برميل من النفط و 50 تريليون قدم مكعبة من الغاز منذ عام 1974 حتى عام 2023، بحسب التقرير الصادر عن مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف.

وقدَّر التقرير -استنادًا إلى بيانات شركة بتروناس الوطنية- إجمالي إنتاج ماليزيا من الغاز الطبيعي في عام 2023 بنحو 2.86 تريليون قدم مكعبة، أو ما يعادل 7 مليارات قدم مكعبة يوميًا.

بينما قدَّر إجمالي إنتاج البلاد من النفط الخام والمكثفات بنحو 189 مليون برميل، أو ما يعادل 660 ألف برميل يوميًا.

وبلغ إنتاج ماليزيا من النفط الخام فقط قرابة 348 ألف برميل يوميًا خلال عام 2024، وهو المستوى ذاته الذي يدور حوله إنتاجها في عام 2025، إذ وصل إنتاج آخر شهر معلن (أبريل/نيسان) إلى 343 ألف برميل يوميًا، بحسب بيانات منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك.

ويوضح الرسم التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تطور إنتاج النفط الخام والمكثفات والسوائل الغاز في ماليزيا منذ 1965 حتى عام 2023:

إنتاج النفط الخام والمكثفات والسوائل الغازية في ماليزيا 2024

وتُقدَّر الاحتياطيات المتبقية القابلة للاستخراج التجاري في البلاد بأكثر من 17 مليار برميل نفط مكافئ، موزعة على أكثر من 400 حقل، يشكّل الغاز 75% من إجمالي هذه الاحتياطيات، بحسب تقرير المركز.

ومن حيث التصنيفات الدولية والإقليمية، تُصنَّف ماليزيا ثاني أكبر منتج للنفط والغاز في جنوب شرق آسيا، وتاسع أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم.

حصص الوقود الأحفوري في ماليزيا

يرتبط الوقود الأحفوري في ماليزيا ارتباطًا وثيقا باقتصاد البلاد المعتمدة عليه في مزيج إنتاج الكهرباء بنسبة 81%، بينما تسهم الطاقة الكهرومائية بنسبة 16%، تليها الطاقة الشمسية بنسبة 2% فقط، بحسب بيانات مركز أبحاث الطاقة النظيفة (إمبر) لعام 2024.

أمّا مزيج الطاقة العام في البلاد، فيتوزع بين مصادر الوقود الأحفوري حسب الحصص التالية، وفق بيانات مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف:

  • الغاز الطبيعي : 42.4%
  • النفط الخام والمشتقات: 27.3%
  • الفحم: 26.4%.

وحتى فبراير/شباط 2025، بلغ عدد المركبات الشخصية المسجلة في ماليزيا قرابة 36.6 مليون سيارة على الطريق، وغالبيتها العظمى من المركبات التقليدية العاملة بالبنزين والديزل.

ويُقدَّر استهلاك ماليزيا من وقود البنزين بأكثر من 17.5 مليار لتر، أو ما يعادل 520 غالونًا للفرد سنويًا، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

وتصف الحكومة الماليزية قطاع الطاقة بأنه المحرك الرئيس لنمو الاقتصاد القومي، حيث يسهم بنسبة 28% من الناتج المحلي الإجمالي، و25% من إجمالي القوى العاملة في البلاد.

كما أسهمت عائدات الوقود الأحفوري في ماليزيا بنسبة 31% من إجمالي إيرادات الحكومة الفيدرالية في عام 2022، وأغلبها يأتي من إسهامات شركة النفط والغاز الوطنية بتروناس.

انبعاثات النفط والغاز في ماليزيا

تقرّ حكومة ماليزيا بأن قطاع الطاقة هو أكبر متسبب في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة تصل إلى 78% من إجمالي الانبعاثات الوطنية، أو ما يعادل 295.3 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.

ويوضح الرسم التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تطور انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من قطاع الطاقة في ماليزيا منذ عام 1965 حتى عام 2023:

انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة في ماليزيا

وبلغ متوسط نصيب شركة بتروناس وحدها من انبعاثات النطاقات الثلاثة المعروفة في الصناعة قرابة 254 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويًا، خلال المدة بين 2019 و2022.

بينما ارتفعت انبعاثاتها خلال عام 2022 فقط إلى 361.6 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، أو ما يعادل إجمالي انبعاثات دولة مثل العراق.

بعبارة أخرى، لو كانت بتروناس دولة، فإنها ستحتلّ المركز الـ28 بين أعلى دول العالم في انبعاثات الكربون، بحصّة تعادل 0.7% من إجمالي الانبعاثات العالمية خلال عام 2022، حسب التقرير.

انتقادات خطط انبعاثات النفط والغاز في ماليزيا

رغم أن شركة بتروناس قد وضعت في عام 2021 مسارًا للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، فإن هذا المسار يستثني انبعاثات النطاق (3) التي تمثّل 80% من انبعاثات النفط والغاز في ماليزيا.

بينما تركّز إستراتيجية الشركة الماليزية على خفض انبعاثات استخراج الوقود الأحفوري وشحنه ومعالجته عبر استعمال تقنيات احتجاز الكربون.

وعلاوة على ذلك، فإن هذا المسار لم يتضمن أيّ حدود قصوى مطلقة للانبعاثات أو لإنتاج الشركة، ما قد يؤدي إلى التوسع في استخراج النفط والغاز، ومن ثم زيادة انبعاثات النفط والغاز في ماليزيا، بدلًا من تحقيق تخفيضات ملموسة في هذا المجال.

وكان وزير الطاقة الماليزي قد دافع عن الغاز الطبيعي في عام 2023، بوصفه أنظف وقود للمباني، مع تأكيده أنه سيؤدي دورًا محوريًا خلال العقود المقبلة، كما أشار إلى أن الحاجة للانتقال إلى الطاقة النظيفة ليست أكثر من توجُّه غربي يُراد تعميمه على العالم.

لهذه الأسباب، تبدو خطط ماليزيا للتحول في مجال الطاقة، بما في ذلك خريطة الطريق الوطنية المنشورة عام 2023، غير كافية إلى حدّ كبير لخفض الانبعاثات، وربما تؤدي إلى نتائج عكسية، بحسب تقرير مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف.

وتنصّ هذه الخطة على تحويل أنظمة الطاقة القائمة على الوقود الأحفوري إلى أنظمة منخفضة الكربون، مع التخلص التدريجي من الفحم بحلول عام 2050، وزيادة قدرة الطاقة المتجددة بنسبة 70% بحلول عام 2050.

ورغم ذلك، فإن مسار التحول الأساس سيكون لصالح الغاز الطبيعي، الذي يُخطط لزيادة حصّته في مزيج الطاقة العام بنسبة 16%، لتصل إلى 57% بحلول عام 2050، ليصبح المصدر الرئيس للطاقة في البلاد.

بينما سترتفع حصة المصادر المتجددة في مزيج الطاقة من 4% في عام 2030 إلى 18% بحلول منتصف القرن.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

  1. تقييم انبعاثات النفط والغاز في ماليزيا من مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف
  2. بيانات إنتاج النفط الخام في ماليزيا من أوبك

إقرأ: انبعاثات النفط والغاز في ماليزيا قد تتجاوز 4.15 مليار طن (تقرير) على منصة الطاقة