الهند تتفاوض لتخزين النفط في الشرق الأوسط.. وهذه الدولة أول محطة
تتطلّع الهند إلى عدد من دول الشرق الأوسط بصفتها موقعًا ملائمًا لتخزين النفط، في ظل خططها لزيادة الإنتاج بالتزامن مع ضعف إمكانات التخزين المحلية، بالإضافة إلى مخاوف التقلّبات الجيوسياسية العالمية.
ولم يحدّد مسؤولو الدولة الآسيوية أسماء الوجهات المرتقبة للتخزين خارج البلاد، باستثناء دولة عربية واحدة هي سلطنة عمان.
وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) تفاصيل المفاوضات الجارية، تعدُّ سلطنة عمان أولى وجهات نيودلهي للتخزين خارج البلاد؛ إذ أفضت المفاوضات إلى اتفاق وكُلّلت بالنجاح.
وزادت الواردات الهندية من النفط الروسي في أعقاب اندلاع الحرب الأوكرانية عام 2022، في محاولة لإنعاش الاحتياطي الإستراتيجي بالاستفادة من الأسعار المخفضة آنذاك.
تخزين النفط الهندي في سلطنة عمان
يُعد تخزين النفط الهندي في سلطنة عمان سابقة تحدث للمرة الأولى للدولة الواقعة جنوب آسيا، وقد تسفر المفاوضات عن ملامسة الكميات المستهدف تخزينها حاجز 5 ملايين برميل خام، وفق ما نقلته رويترز عن الرئيس التنفيذي لشركة الاحتياطيات الإستراتيجية “إل آر جين”.
وكشف جين عن أن الشركة تطمح إلى تخزين النفط في دول شرق أوسطية أخرى، لكن السلطنة قد تُعد الدولة الأولى التي تستقبل الإمدادات خارج المرافق المحلية.

وتأتي هذه الخطوة بالتزامن مع تعزيز السعة المحلية للتخزين، إذ أوضح جين أن شركته بصدد بناء مرافق تخزين جديدة مثل منشأة في ولاية إيسترن أوديشا تتسع لنحو 4 ملايين طن، ومنشأة أخرى في مدينة تشيناي بولاية تاميل نادو يمكنها استيعاب 2.5 مليون طن.
بالإضافة إلى ذلك، تبحث الشركة إمكان بناء مرفق تخزين تحت سطح الأرض يكفي لاحتضان 5 ملايين طن من الخام والغاز، في ولاية راجستان.
ومن المتوقع أن يجري بناء هذه المرافق بالشراكة بين القطاعَيْن العام والخاص، إذ تفتح الحكومة الفيدرالية للبلاد المجال أمام الشركات الخاصة مع احتفاظ الحكومة بحق أولوية السحب خلال أزمات نقص الإمدادات.
الاحتياطي الإستراتيجي الهندي
يُقدّر الاحتياطي الإستراتيجي الهندي المملوك للشركة -المعروفة اختصارًا بـ”آي إس بي آر إل”- بنحو 5.33 مليون طن نفط، مقسمة على 3 منشآت تخزين تقع جنوب البلاد.
وتُشير المعطيات إلى أن سعة التخزين الحالية من الخام والوقود في البلاد تغطي 74 يومًا فقط، تملك شركة الاحتياطيات الإستراتيجية إمدادات 9.5 يومًا منها، في حين الإمدادات المتبقية (الكافية لنحو 64.5 يومًا) تعود إلى شركات هندية أخرى.
وتهدف ثالث أكبر الدول المستوردة والمستهلكة للنفط في العالم إلى تعزيز طاقتها التخزينية، بهدف الانضمام إلى وكالة الطاقة الدولية، إذ تشترط الوكالة على أعضائها امتلاك احتياطيات كافية لتلبية الطلب لمدة 90 يومًا بحد أدنى.
ويكشف الرسم التالي تدرّج واردات نيودلهي النفطية خلال الأعوام الـ3 الأخيرة:
ويساعد إنعاش الاحتياطي الإستراتيجي على تعزيز مقاومة نيودلهي لتقلبات الإمدادات العالمية، خاصة أنها تؤمّن ما يزيد على 80% من إمداداتها النفطية عبر الواردات.
وتتطلّع الهند إلى زيادة احتياطيها الإستراتيجي بنحو 3 أضعاف خلال العقد المقبل، وعزّزت طموحها بمقترح تخصيص 646 مليون دولار من موازنة العام المالي المقبل لإعادة ملء الاحتياطي.
(العام المالي في الهند يبدأ في أبريل/نيسان من كل عام، وينتهي في مارس/آذار من العام اللاحق له)
وبجانب الاتجاه للتخزين في سلطنة عمان، تنوي الحكومة الهندية الاحتفاظ بسعة تصل إلى 50% من الاحتياطي الإستراتيجي، مع السماح بتأجير 30% من السعة وطرح 20% للتداول.
وتُعد الكهوف الصخرية الهندية في منشأة مانغالور ملجأً لتخزين 5.86 مليون برميل تتبع شركة أدنوك الإماراتية، التي تُعد أولى الشركات الأجنبية والوحيدة التي تستعمل مرافق تخزين نيودلهي.
موضوعات متعلقة..
- سلطنة عمان خيار الهند لدعم احتياطي النفط الإستراتيجي.. وهذا دور الإمارات
- الهند تدعم احتياطي النفط الإستراتيجي في موازنتها بـ646 مليون دولار
- اتفاقية جديدة لزيادة قدرات تخزين النفط في سلطنة عمان
اقرأ أيضًا..
- فيرتيغلوب الإماراتية: دولة عربية يمكنها تصدير الهيدروجين في أنابيب الغاز
- واردات مصر من الغاز الإسرائيلي في 2024 ترتفع لمستوى قياسي
- السعودية توقّع أكبر عقود بطاريات تخزين الكهرباء في العالم
المصادر:
إقرأ: الهند تتفاوض لتخزين النفط في الشرق الأوسط.. وهذه الدولة أول محطة على منصة الطاقة