Categories
Uncategorized

المعادن الأرضية النادرة.. شركات غربية تفجر مفاجأة بخصوص الصين

اتهمت شركات غربية الصين بمطالبتها تقديم معلوماتٍ حسّاسةٍ عن أعمالها بشرطٍ مسبق لتأمين إمداداتها من المعادن الأرضية النادرة، وفق تقرير حديث حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتزداد الحرب التجارية سخونةً بين الصين وأميركا في الوقت الراهن، بعد أن استعملت الأولى العناصر الأرضية النادرة ورقة ضغط على الثانية، ردًا على تعرفات الرئيس الأميركي دونالد ترمب المفروضة على السلع والواردات الصينية.

ففي أبريل/نيسان الماضي، فرضَ البيت الأبيض رسومًا جمركية نسبتها 145% على السلع الصينية؛ ما دفع بكين إلى فرض سوم جمركية على الواردات الأميركية وتشديد القيود على تصدير المعادن النادرة والمغناطيسات إلى واشنطن.

وتُهيمن الصين، دون منازع، على سلسلة إمدادات المعادن الأرضية النادرة؛ إذ تُنتِج 60% من إجمالي تلك العناصر عالميًا، كما تعالج قرابة 90% منها؛ ما يعني أنها تستورد تلك المواد من بلدان أخرى، ثم تعالجها.

ولطالما حذّرت أميركا من أن تلك الهيمنة الصينية تفرض تحدياتٍ في ضوء تدافُع حكومات العالم نحو تأمين مصادر الطاقة المستدامة.

معلومات حسّاسة

تغذّي مزاعم الشركات الغربية بشأن مطالبة الصين إياها بتقديم معلومات حسّاسة عن شركات لتأمين المعادن الأرضية النادرة والمغناطيسات، المخاوف المتنامية بشأن سوء الاستعمال المحتمل للبيانات وكشف الأسرار التجارية.

وتطالب وزارة التجارة الصينية بتفاصيل الإنتاج والقوائم السرّية للعملاء، نظير الموافقة على تصدير العناصر الأرضية النادرة والمغناطيسات، وفق ما قالته شركات متعددة.

وتُستعمَل تلك المغناطيسات على نطاق واسع في الأجهزة الإلكترونية والسيارات الكهربائية وتوربينات الرياح والتطبيقات الدفاعية، مثل الطائرات المقاتلة؛ ما يمنح بكين نفوذًا إضافيًا في علاقاتها مع شركائها التجاريين.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة تصنيع المغناطيسات الألمانية ماغنوسفير (Magnosphere) فرانك إيكارد، إن السلطات الصينية طالبت نظيرتها الصينية بالكشف عن “معلومات سرّية” حول منتجاتها وأعمالها، كي تحصل على موافقات بتصدير المعادن الأرضية النادرة إليها.

وأضاف أن “الأمر كلّه يتعلق بحصول الصين على معلومات رسميًا، بدلًا من محاولتها سرقة تلك المعلومات”، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي أوائل شهر أبريل/ نيسان الماضي، فرضت السلطات الصينية ضوابط تصدير أشد صرامة على 7 معادن أرضية نادرة، ومواد مغناطيسية ذات صلة في إطار حربها التجارية مع الولايات المتحدة؛ ما جعل الشركات حول العالم تتدافع على تأمين إمداداتها للمحافظة على عجلة الإنتاج.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الصيني شيي جين بينغ

اتفاقية أميركية-صينية

أبرمت الصين والولايات المتحدة هذا الأسبوع اتفاقيةً إطاريةً، إذ قال دونالد ترمب، إن بكين ستخفف بموجبها القيود المفروضة على تدفُّق المعادن النادرة إلى الخارج، وهي قضية ما تزال تمثّل أولويةً في خطة البيت الأبيض.

غير أن الصين لم تُعلِن صراحةً أنها ستتخلى عن ضوابط الصادرات التي فرضتها مؤخرًا، ولم يتضح بَعْد إذا كانت الاتفاقية المُبرَمة بين واشنطن وبكين ستؤتي ثمارها بشأن موافقة الصين على تصدير العناصر الأرضية النادرة.

ويلزِم نظام تراخيص المعادن الأرضية النادرة المعمول به في الصين، الشركات الأجنبية بتقديم بياناتٍ شاملةٍ حول عملياتها، والقوى العاملة والتطبيقات النهائية، إلى جانب معلومات عن الإنتاج.

كما يمكن أن تطالب بكين الشركات الأجنبية بتقديم صور فوتوغرافية للمنتجات والمنشآت وتفاصيل عن علاقات الأعمال السابقة، بحسب إرشادات وزارة التجارية الصينية بشأن الصادرات ذات الاستعمال المزدوج.

وقال مدير سلسلة الإمدادات في شركة بي أند سي سبيكرز (B&C Speakers) الإيطالية المصنّعة لمكبرات الصوت المُستعملَة في الحفلات الموسيقية، أندريا براتيسي: “إنهم (الصين) يطلبون أشياء كثيرةً، حرفيًا أشياء كثيرةً”.

وأضاف براتيسكي أن شركته قدّمت صورًا ومقطع فيديو عن خط إنتاجها، إضافةً إلى معلومات تتعلق بسوقها، وأسماء عملائها وبعض حجوزات عملائها مع إخفاء أسمائهم.

وتابع: “كان يتعين علينا فعل ذلك، وإلّا فسيلقون كل أوراقنا جانبًا، ويتعين علينا حينها الانتظار لما سيطلبونه مجددًا منّا”، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأشار إلى أن “بي أند سي سبيكرز” قد تلقّت موافقة على طلبين، وتنتظر الموافقة على الطلب الـ3″، مردفًا: “ليس لدينا ما نخفيه، فنحن لا نُنتِج سوى مكبرات الصوت”.

طلبات متجاوزة

يتفق الخبراء على أن مطالب وزارة التجارة الصينية أحيانًا تتجاوز ما هو منشور في إرشادات الوزارة.

وقال محامي صيني متخصص في ضوابط التصدير، إن الوزارة غالبًا ما تطلب معلومات تتعلق بالمستعملين النهائيين “للمنتجات والعمليات”.

وقال مدير المنتجات في شركة ماغنيت أبليكيشنز (Magnet Applications) -ومقرها المملكة المتحدة- ماثيو سوالو، إن شركته تلقّت عمليات رفض عديدة في شهر أبريل/نيسان الماضي، “لعدم تقديمها دليلًا يثبت هوية المُستعمِل النهائي”.

وأضاف سوالو: “نقدّم الآن صورًا فوتوغرافية للمغناطيسات في مرحلة الإنتاج، وتفاصيل التطبيق النهائي والعملاء من المستعملين النهائيين، من بين تفاصيل أخرى”.

ولفت إلى أن هناك مخاوف مؤكدة بشأن كشف عملائها، مردفًا أنه كان ينصح العملاء بعدم إدراج أسرار تجارية أو أسرار تتعلق بالملكية الفكرية في تطبيقاتهم.

عامل في منجم معادن نادرة بمقاطعة جيانغشي الصينية
عامل في منجم معادن نادرة بمقاطعة جيانغشي الصينية – الصورة من Getty Images

سرقة الأسرار

تُقدَّم طلبات استيراد المعادن الأرضية النادرة عادةً إلى مكتب التجارة المحلي بوساطة المورّدين الصينيين نيابةً عن عملائها؛ ما يبرز المخاوف بشأن السرقة الممكنة لأسرار تجارية وشركاء الأعمال.

وقال رئيس غرفة التجارة التابعة للاتحاد الأوروبي في الصين، جينز إسكيلوند، إن مستوى التفاصيل المطلوبة من قِبل بكين زاد من صعوبة امتثال الشركات في الصناعات الحسّاسة لشروط تراخيص التصدير.

وتابع: “بالنسبة لبعض التطبيقات، فإنك تحتاج إلى أن تُبيِّن الاستعمالات بهذا المستوى من التفاصيل الدقيقة؛ ما يزيد القلق إزاء الملكية الفكرية”.

لكن مسؤولًا تنفيذيًا أوروبيًا آخر يرى أن معظم الشركات تمنح أولويةً لحاجتها إلى العناصر الأرضية النادرة، على مخاوف أمن الطاقة على المدى الطويل، مردفًا: “الشركات مستعدة لتنفيذ ما تطلبه الصين من أجل الحصول على إمداداتها من المعادن النادرة”.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

 المصادر:

1.المعادن الأرضية النادرة والشركات الغربية من “فايننشال تايمز”

2.هيمنة الصين على سلسلة إمدادات المعادن الأرضية النادرة من “سي إن بي سي”

إقرأ: المعادن الأرضية النادرة.. شركات غربية تفجر مفاجأة بخصوص الصين على منصة الطاقة