الغاز المسال يؤدي دورًا عالميًا في أمن الطاقة.. وشركتان عربيتان بالمقدمة
يراهن العديد من كبريات شركات الطاقة العالمية على استمرار الطلب على النفط والغاز، خاصة الغاز المسال لسنوات طويلة، حتى في ظل تحول الطاقة، وتسعى إلى العمل بمنهج يعزز تحقيق الحياد الكربوني، وخلال الوقت نفسه ضمان أمن الطاقة، وفي مقدمة ذلك شركتان عربيتان.
وهاتان الشركتان هما قطر للطاقة وأدنوك الإماراتية، والأخيرة بدأت منذ العام الماضي (2024)، مشروعًا في بحر الشمال بالمملكة المتحدة، يُعد الأول في العالم الذي يزيل الكربون عند إنتاج الغاز، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
الرئيس التنفيذي لشركة “أوفشور إنرجيز يو كيه” ديفيد وايتهاوس، يرى أن بحر الشمال سيظل قوة لمنظومة الطاقة في المملكة المتحدة، وحماية لأمن الطاقة والاقتصاد مستقبلًا.
ومن مشروعات بحر الشمال الرائدة في مجال إنتاج الغاز مع دمج تقنيات إزالة الكربون، مشروع تبلغ استثماراته عدة مليارات من الدولارات، تابع لشركة أدنوك الإماراتية.
وبدأ هذا المشروع في الإنشاءات الحديدية تحت سطح البحر، العام الماضي، وتقول أدنوك الإماراتية إنه سيحقق عدة إنجازات في قطاع الطاقة العالمي؛ حيث إنه أول مشروعات الغاز في العالم الذي يهدف إلى الحياد الكربوني في مراحل العمل.
ولتحقيق هذه الأهداف، ستجمع أدنوك التقنيات المتقدمة في حل متكامل لالتقاط 1.5 مليون طن سنويًا من ثاني أكسيد الكربون مع إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون، والذي يمكن أن يحل محل الغاز بوصفه وقودًا لتسريع خفض الانبعاثات.
كما أنه من المتوقع أن تضيف أدنوك الإماراتية لمشروع بحر الشمال، الطاقة النظيفة إلى مزيج الطاقة لإثراء عملية تطوير الغاز بالطاقة النووية والمتجددة؛ ما يعزز من قدرة الشركة على تحقيق هدف الحياد الكربوني.
الغاز المسال في أوروبا
يرى الرئيس التنفيذي لشركة قطر للطاقة سعد بن شريدة الكعبي، أن إجراءات الاتحاد الأوروبي لتحقيق تحول الطاقة والحياد الكربوني تمثل مخاطر محتملة لشركات القارة في مجال الطاقة، قد تجعلها تنتقل بعيدًا باستثماراتها لتجنب العقوبات الجديدة المتعلقة إزالة الكربون، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتبدو تصريحات الرئيس التنفيذي لشركة قطر للطاقة أنها تشير إلى آثار سلبية محتملة في أمن الطاقة بأوروبا.
ولا تُظهر تصريحاته قلقًا بشأن الإنتاج الأكبر من جانب أميركا، وارتفاع حدة المنافسة في الأسواق.
فقد كشف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، عن حماسه لإطلاق العنان لعصر ذهبي للنفط والغاز، وتقليص عراقيل تصدير الغاز المسال.
وكانت رابطة الغاز الأوروبية “يوروغاز” قد أكدت، قبل أشهر، الاحتياج لمشروعات غاز مسال أميركية إضافية؛ لدعم أمن الطاقة في أوروبا، بعد أن سبَّبت الحرب في أوكرانيا “أزمة طاقة غير مسبوقة”.
وكان أمين عام منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول “أوابك” المهندس جمال اللوغاني، قد أشار قبل شهرين، إلى استحواذ كل من أميركا وقطر وأستراليا -مجمعة- على 60% من صادرات الغاز المسال العالمية في عامي 2022 و2023؛ كما سمحت الأزمة الحالية لأميركا بتصدر المركز الأول خلال عام 2023، والظهور لاعبًا رئيسًا في السوق؛ إذ تمكّنت خلال مدة وجيزة من تغيير أوضاع السوق وتغيير “أوراق اللعبة”.
وقال إن كل سيناريوهات التوقعات المستقبلية للطلب العالمي على الغاز المسال تأخذ اتجاهًا تصاعديًا، وتصب في الاتجاه نفسه، وهو تصدُّر منطقة آسيا -بأقاليمها المختلفة- بصفتها سوق “طلب” على الغاز على المديين المتوسط والبعيد، مدفوعةً بعدد من العوامل؛ إذ ستواصل ريادتها في استهلاك الغاز المسال.

تنافسية كبيرة
أكدت رابطة الغاز الأوروبية، التي تمثل التجار والموزعين “يوروغاز”، أن سوق الغاز المسال العالمية تشهد تنافسية كبيرة؛ ما يعني أن القلق بشأن أمن الطاقة لا يزال قابعًا، رغم أن أوروبا نجحت في تحقيق تقدم ملحوظ في الحد من تقلبات أسعار الطاقة.
وعقب أزمة الطاقة التي واجهتها القارة بسبب شن روسيا حربها على أوكرانيا في فبراير/شباط من عام 2022، وفي إطار فك الاعتماد على الغاز الروسي، وتحقيق استقرار للأسعار، نوّعت القارة من مصادر الغاز من جميع أنحاء العالم.
وتوقّعت “يوروغاز” ارتفاع الطلب العالمي على الغاز المسال بنسبة 5% سنويًا حتى عام 2030، بدءًا من العام الماضي (2024).
وقال الأمين العام لـ”يوروغاز” أندرياس غوث، إن “الغاز الطبيعي والغازات المتجددة ومنخفضة الكربون ضرورية لأنظمة طاقة مرنة؛ فهي لا تحمي القدرة التنافسية الصناعية لأوروبا وتحافظ على استقرار أسعار الطاقة فحسب، بل توفر أيضًا المرونة اللازمة للتكيف مع الظروف المتغيرة مع توجهنا نحو تحقيق الحياد الكربوني”.
وأكدت رابطة مشغلي البنية التحتية للغاز في أوروبا، أن هذه المرونة زادت من أهمية الغاز المسال بوصفه مصدر إمداد لأوروبا في بيئة متقلبة.
وتظهر بيانات رسمية، أن محطات الغاز المسال وفرت 41% من إمدادات الغاز في الاتحاد الأوروبي عام 2023، مقارنة بـ17% عام 2021.
وترى الرابطة أن صناعة الغاز المسال “ضرورية للحفاظ على أمن الإمدادات للسنوات المقبلة مع الاستعداد لاستيعاب أنواع من الغازات الأخرى مثل الهيدروجين”.
وتوسّع أوروبا من محطات الغاز المسال، ومن المتوقع أن ترتفع سعتها إلى أكثر من 4000 تيراواط/ساعة سنويًا بحلول عام 2030؛ ما يشجع تحول الطاقة وفي الوقت نفسه تحقيق أمن الطاقة عبر تعزيز الإمدادات.
موضوعات متعلقة..
- بنغلاديش تتفاوض مع قطر للطاقة على صفقات ضخمة.. وتعلن حجم ديونها لـ”عُمان”
-
أدنوك تورّد غاز النفط المسال الأميركي إلى الهند.. والشرق الأوسط ملاذ الصين
-
واردات أوروبا من الغاز المسال ترتفع إلى مستوى قياسي.. وهؤلاء أكبر المستوردين
اقرأ أيضًا..
- انخفاض أرباح شركات النفط الكبرى في الربع الأول من 2025 (إنفوغرافيك)
-
مشروع تركيا لأنبوب نفط وغاز العراق.. 3 خبراء يحددون 5 محاور تهدد الصفقة المرتقبة
-
أكبر 3 محطات كهرباء في مصر.. قدرات عملاقة تدعم المنظومة بـ14.4 غيغاواط
المصدر:
إقرأ: الغاز المسال يؤدي دورًا عالميًا في أمن الطاقة.. وشركتان عربيتان بالمقدمة على منصة الطاقة