الغاز المسال القطري.. هكذا تعزّز الدوحة دورها الإقليمي والعالمي (تحليل)
يُبرز الغاز المسال القطري الدور الكبير والمهم الذي تؤديه الدولة الخليجية على الساحة السياسية الدولية، والذي ازداد وضوحًا عقب زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، التي تُعد الأولى من نوعها إلى الدوحة.
وأشار مقال تحليلي، طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، إلى أهمية زيارة ترمب إلى قطر، التي استغرقت يومَيْن، والتي سلّطت الضوء على عودة الدولة إلى الواجهة بوصفها لاعبًا إقليميًا.
وكانت دول الخليج -ومعها مصر- قد فرضت حصارًا على قطر خلال ولاية ترمب الأولى لمدة 3 سنوات، وهو الحصار الذي انتهى في 2021، غير أن المشهد قد تغيّر حاليًا.
وقبل وصول ترمب إلى الدوحة، التقى الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي جاء إلى السلطة بعد الإطاحة ببشار الأسد، وكانت قطر من أولى الدول الداعمة له، في حين وعد رئيس الولايات المتحدة برفع العقوبات عن دمشق.
كما أُبرمت اتفاقيات “تبادل اقتصادي” بقيمة 1.2 تريليون دولار بين الدوحة وواشنطن قبل مغادرة ترمب، في وقت تُبذل فيه مجهودات لزيادة إنتاج الغاز المسال القطري إلى الضعف بحلول 2030، من خلال مشروع توسعة حقل الشمال.
وساطات وصفقات الغاز المسال القطري
خلال السنوات الأخيرة تعدّدت الوساطات السياسية لدولة قطر، فمن الوساطة لوقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل في غزة، مرورًا إلى الدور الذي أدته في تقريب وجهات النظر بين أميركا وإيران، وأسفر عن إطلاق سراح 5 أميركيين محتجزين في طهران.
كما حفّزت الوساطة القطرية محادثات السلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية؛ إذ استضاف أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اجتماعًا مفاجئًا بين الرئيسَيْن الرواندي والكونغولي في مارس/آذار 2025، بعد التقدم الكبير الذي أحرزته حركة “23 مارس” المتمردة المدعومة من رواندا في شرق الكونغو.
غير أن محطة التوافق الأبرز مؤخرًا ترتكز في سوريا، خاصة أن رفع العقوبات الأميركية يفتح الباب أمام مستثمري الخليج لإعادة الإعمار. وأبرز مشروعات الدعم جاءت من قطاع الغاز القطري،
ففي الأسبوع الماضي، وقّع تحالف بقيادة قطر مذكرة تفاهم لبناء 4 محطات كهرباء تعمل بالغاز بقيمة 7 مليارات دولار في سوريا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتسعى الدوحة إلى الوساطة مجددًا بين أميركا وإيران في محادثات الاتفاق النووي الجارية حاليًا، التي تتسم بالهشاشة ومعرّضة للانهيار في أي وقت.

تمدّد قطاع الطاقة في الخارج
شهدت عمليات الاستحواذ من قِبل شركة قطر للطاقة تباطؤًا خلال السنوات الأخيرة، ورغم ذلك ظهرت بقوة في مشروعات الطاقة الأجنبية؛ إذ تستهدف الشركة المملوكة للدولة توسيع أعمالها في مجال الاستكشاف والإنتاج البحري من خلال عقد شراكات صغيرة مع كبريات الشركات العالمية في مشروع توسعة حقل الشمال، خاصة توتال إنرجي الفرنسية وشل العالمية.
وقبل شهر فازت شركة تكنيب إنرجي الفرنسية (Technip Energies) بعقد كبير لتصميم هندسي تفصيلي لمشروع ضغط بحري في حقل الشمال، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة للقطاع.
ويُعد حقل الشمال -المشترك بين إيران وقطر- أكبر حقل غاز طبيعي غير مصاحب في العالم.
ووفق قاعدة بيانات الحقول لدى منصة الطاقة المتخصصة، يقع الحقل قبالة الساحل الشمالي الشرقي لقطر، ويغطي مساحة تزيد على 6 آلاف كيلومتر مربع، أي ما يعادل نحو نصف مساحة الدولة.
وقد اُكتشف الحقل عام 1971، وحُفرت 15 بئرًا تقييمية على مدى 14 عامًا؛ كشفت عن أنه يحتوي على احتياطيات قابلة للاستخراج تزيد على 900 تريليون قدم مكعّبة قياسية، وهو ما يُعادل -حسب الشركة القطرية- نحو 10% من احتياطيات العالم المعروفة.
ويشمل مشروع توسعة حقل الغاز القطري مشروعات حقل الشمال الشرقي، وحقل الشمال الجنوبي، وحقل الشمال الغربي، بهدف رفع الطاقة الإنتاجية للغاز الطبيعي المسال في قطر من 77 مليون طن سنويًا إلى 142 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030.
وأبرمت قطر للطاقة صفقات شراء لأكثر من نصف كميات حقل الشمال الجنوبي وحقل الشمال الغربي، بإجمالي 35.3 مليون طن سنويًا، ما يعني أن جزءًا كبيرًا من إمدادات الغاز المسال القطري يجب إيجاد مشترين لها، في وقت متوقع أن تكون هناك كميات كبيرة من الغاز المسال في الأسواق غير قطرية خلال السنوات الخمس المقبلة.

وتمتد أنشطة قطر للطاقة من الشرق الأوسط مرورًا بشرق البحر المتوسط إلى أفريقيا وأميركا اللاتينية وكندا. كما استحوذت على مرافق تخزين وإعادة تحويل في أوروبا، وحصص في مرافق بتروكيماوية أميركية ومشروعات تطوير الغاز الطبيعي المسال.
ومن هذه المشروعات: “غولدن تريانغل بوليمارز” في تكساس، ومنشأة “غولدن باس” لتصدير الغاز الطبيعي المسال على ساحل الخليج الأميركي، التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 18.1 مليون طن سنويًا، والمقرر أن تبدأ العمل خلال 2025.
كما تمتلك قطر للطاقة حاليًا حصة 50% في مشروع الطاقة الشمسية، بقدرة غيغاواط، الذي تقوده شركة توتال إنرجي في العراق.
موضوعات متعلقة..
- مشروع توسعة حقل الشمال القطري يترقب وصول معدات سايبم
- توسعة حقل الشمال الشرقي في قطر تسجل إنجازًا مهمًا
- قطر للطاقة توقع اتفاقيتين تاريخيتين ضمن مشروع حقل الشمال الجنوبي
اقرأ أيضًا..
- تطور قطاع الكهرباء في سوريا.. خط زمني من النهضة إلى الدمار
- منطقة البصرة.. عاصمة العراق النفطية وصاحبة الحقول الضخمة (تقرير)
- إنتاج الكهرباء في سوريا والعراق ولبنان.. أرقام تكشف حقائق صادمة (تقرير)
المصادر:
إقرأ: الغاز المسال القطري.. هكذا تعزّز الدوحة دورها الإقليمي والعالمي (تحليل) على منصة الطاقة