Categories
Uncategorized

العراق يوفر الوقود مجانًا لأصحاب المولدات الأهلية

في محاولة جديدة لمواجهة التحديات المتكررة في قطاع الكهرباء، أعلن العراق توفير الوقود مجانًا لأصحاب المولدات الأهلية لمدة 3 أشهر، ابتداءً من يونيو/حزيران المقبل، وذلك في إطار خطة حكومية طارئة لضمان استمرار التيار الكهربائي خلال ذروة الطلب الصيفي.

ووفقًا لبيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، جاء هذا الإعلان خلال الجلسة الخامسة لاجتماع هيئة الرأي في وزارة النفط، والتي ترأسها وزير النفط المهندس حيان عبدالغني، اليوم السبت 31 مايو/أيار 2025.

وأكد الوزير، خلال الاجتماع، أن هذا القرار يأتي تنفيذًا لتوجيهات مجلس الوزراء، ويهدف إلى دعم استقرار الشبكة الكهربائية وتقليل الانقطاعات التي يعانيها المواطنون سنويًا.

وشدد الوزير على أن الوزارة وضعت خطة متكاملة لتأمين الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء والمولدات الأهلية، متضمنةً زيادة إنتاج الغاز المحلي وتوفير مخزون إستراتيجي من زيت الغاز (الكاز) بلغ مليون متر مكعب.

ويتزامن هذا التوجه الحكومي مع تنامي المخاوف من ارتفاع استهلاك النفط في العراق لتوليد الكهرباء إلى مستويات غير مسبوقة خلال موسم الصيف الحالي، وفقًا لتقارير صادرة عن وحدة أبحاث منصة الطاقة.

المولدات الأهلية في العراق

تُعد المولدات الأهلية في العراق عنصرًا محوريًا في تلبية الطلب على الكهرباء، ولا سيما خلال أشهر الصيف التي تسجل فيها البلاد ذروة الاستهلاك.

وتشير التقديرات الحكومية إلى أن آلاف الأحياء السكنية تعتمد على هذه المولدات لتأمين الكهرباء لساعات طويلة يوميًا، في ظل عجز المنظومة الرسمية.

ووفقًا لما أعلنه الوزير عبدالغني، فإن توفير الوقود لهذه المولدات مجانًا يمثل خطوة استباقية لتقليل الضغط على الشبكة الوطنية، ولا سيما في ظل النقص المتوقع في واردات الغاز والكهرباء من إيران.

حقل نفط عراقي
وزير النفط العراقي حيان عبدالغني – أرشيفية

وفي السياق ذاته، يُفترض أن يسهم هذا الدعم في خفض أسعار الكهرباء التي يشتريها المواطنون من أصحاب المولدات، وهو ما قد ينعكس إيجابًا على مستويات الاستهلاك الفردي والإنفاق الأسري.

وجاء هذا القرار الحكومي في وقت حرج، إذ تُظهر بيانات “وحدة أبحاث الطاقة” أن استهلاك النفط في البلاد لتوليد الكهرباء قد يصل إلى 295 ألف برميل يوميًا في أغسطس/آب 2025، مقارنة بـ133 ألف برميل في أبريل/نيسان، ما يعكس زيادة بأكثر من الضعف في غضون أشهر قليلة.

الطلب القياسي على الكهرباء

يرتبط هذا التصاعد الكبير في استهلاك النفط بعدة عوامل متشابكة؛ أبرزها ارتفاع درجات الحرارة الموسمية التي تدفع بمعدلات التبريد إلى أقصاها، فضلًا عن استمرار التوقفات المتكررة في إمدادات الغاز الإيراني.

كما قد تشكّل العقوبات الاقتصادية، فضلًا عن عدم تجديد الإعفاءات الأميركية لاستيراد الطاقة من طهران، ضغوطًا إضافية على بغداد.

ويواجه العراق تحديًا هيكليًا يتمثل في فجوة إنتاجية ضخمة؛ إذ لا يتجاوز إنتاج الكهرباء المحلي 17 ألف ميغاواط، في حين يصل الطلب في الصيف إلى أكثر من 45 ألف ميغاواط، ما قد يترتب عليه فقدان ما يصل إلى 11 ألف ميغاواط يوميًا في حال استمر توقف الإمدادات الإيرانية، وفق بيانات رسمية.

وفي هذا السياق، تتسارع جهود وزارة النفط لتعويض النقص عبر اعتماد خطة إنتاج قصوى للغاز المحلي، بالإضافة إلى استعمال المخزون الإستراتيجي من زيت الغاز لتشغيل المحطات.

وفي هذا الإطار، أشار الوزير حيان عبدالغني إلى نية الوزارة رفع الطاقة الإنتاجية للمشتقات النفطية بهدف تقليل الاعتماد على الواردات، وتحويل البلاد إلى مصدر للوقود خلال السنوات المقبلة.

من الجلسة الخامسة لاجتماع هيئة الرأي في وزارة النفط العراقية
من الجلسة الخامسة لاجتماع هيئة الرأي في وزارة النفط العراقية – الصورة من حساب الوزارة في فيسبوك

مشروعات مستقبلية

رغم التحديات؛ فإن بغداد تسعى إلى تنويع مصادر إمداد الغاز عبر التفاوض مع دول مثل الجزائر وقطر لاستيراد الغاز المسال بعقود متوسطة الأجل.

ومن المتوقع أن تصل أولى الشحنات نهاية العام الجاري أو مطلع العام المقبل، في خطوة قد تخفف الضغط تدريجيًا على منظومة الكهرباء وتقلل استهلاك النفط بدءًا من عام 2026.

كما تعتزم الحكومة العراقية مضاعفة واردات الكهرباء من تركيا، من 300 إلى 600 ميغاواط خلال صيف 2025، في ظل محدودية قدرة محطات الكهرباء المحلية على مواكبة الطلب المتصاعد.

ووسط هذا المشهد، يبقى دعم المولدات الأهلية في العراق بالوقود المجاني خلال الأشهر المقبلة إجراءً إسعافيًا قد يحد من تفاقم الأزمة، لكنه لن يكون حلًا دائمًا ما لم تُستكمل إصلاحات جذرية في البنى التحتية للطاقة، وتعزيز إنتاج الطاقة النظيفة والغازية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إقرأ: العراق يوفر الوقود مجانًا لأصحاب المولدات الأهلية على منصة الطاقة