العراق يمدّد اتفاقية تزويد لبنان بالوقود
يشهد التعاون بين العراق ولبنان تطورًا جديدًا مع موافقة الحكومة، اليوم السبت 29 مارس/آذار 2025، على تمديد اتفاقية تزويد بيروت بالوقود لمدة 6 أشهر إضافية.
وجاء هذا القرار في إطار التزام العراق بدعم استقرار لبنان والإسهام في معالجة أزمة الكهرباء التي تعصف به، إذ أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أن هذه الخطوة تأتي في سياق تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدَيْن.
وفي بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فقد حصلت وزارة النفط العراقية على استثناء، لتزويد لبنان بكميات الوقود المطلوبة، استمرارًا لاتفاقية التعاون التي انطلقت في يوليو/تموز 2021.
ومنذ توقيع الاتفاقية، استفاد لبنان من إمدادات النفط العراقي التي تُستبدل من خلال مناقصات شهرية لتوفير الوقود المناسب لمحطات الكهرباء اللبنانية.
وبموجب الاتفاقية، تزوّد بغداد لبنان بمليون طن سنويًا من زيت الوقود عالي الكبريت، على أن تُدفع قيمته من خلال تقديم بيروت خدمات وسلعًا إلى العراق، مما يعزز الشراكة الاقتصادية بين البلدين.
كما شهد نوفمبر/تشرين الثاني 2024 تجديدًا للاتفاقية وزيادة الكميات إلى مليونَي طن سنويًا، في خطوة تهدف إلى تحسين وضع الطاقة في لبنان.
الوقود العراقي إلى لبنان
بشأن آلية تصدير الوقود العراقي إلى لبنان، يؤكد وزير الطاقة اللبناني السابق، وليد فياض، أن الاتفاقية الموقعة مع العراق تُنفَّذ وفق آليات شفافة، إذ يُستبدل زيت الوقود عالي الكبريت، المستورد من العراق، عبر مناقصات دولية للحصول على وقود يتناسب مع متطلبات المحطات الكهربائية اللبنانية.
وأوضح فياض، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة، في فبراير/شباط الماضي، أن لبنان يحصل على 500 ألف برميل من الوقود العراقي كل 3 أشهر، مقابل ما يعادل 40 مليون دولار تدفعها الحكومة اللبنانية إلى بغداد.
وبفضل هذه الاتفاقية، يتلقّى لبنان شحنتَيْن شهريًا من زيت الوقود المطابق لمواصفات المحطات الكهربائية، كل واحدة بحجم 37 ألف طن، مما يُسهم في استقرار إنتاج الكهرباء.
كما فُتح حساب خاص في مصرف لبنان تديره وزارة المالية العراقية، لاستعمال العائدات في شراء خدمات لبغداد داخل لبنان.
شحنات الوقود المغشوش
في الآونة الأخيرة، أُثيرت شائعات حول وصول شحنات من الوقود المغشوش إلى لبنان، لكن وزير الطاقة اللبناني السابق أكد أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة.
وأوضح أن الشحنات جميعها تخضع لاختبارات جودة صارمة من قِبل جهات دولية متخصصة، إذ أثبتت الفحوصات الأخيرة التي أجرتها شركة “فيريتاس دبي” تطابق الوقود مع المعايير المطلوبة.
وأضاف فياض، أن بعض وسائل الإعلام عمدت إلى تضليل الرأي العام من خلال الترويج لمعلومات مغلوطة حول جودة الوقود، مما أدى إلى تأخير تفريغ إحدى الشحنات لمدة 10 أيام، مُحمِّلًا الجهات التي أثارت هذه الادعاءات المسؤولية عن الخسائر التي لحقت بقطاع الكهرباء في لبنان.
أزمة الكهرباء في لبنان
أدّت أزمة تأخير تفريغ شحنة الوقود الأخيرة إلى تداعيات خطيرة على قطاع الكهرباء في لبنان، إذ تكبّدت مؤسسة كهرباء لبنان خسائر مباشرة تجاوزت 200 ألف دولار، إلى جانب 48 مليون كيلوواط/ساعة من الكهرباء غير المنتَجة، مما أجبر المواطنين على اللجوء إلى المولّدات الخاصة بتكلفة إضافية تبلغ 12 مليون دولار.
كما خسرت مؤسسة كهرباء لبنان نحو 12 مليون دولار من الإيرادات بسبب توقف الإنتاج مؤقتًا، حسبما ذكر فيّاض في تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة.
وفي هذا السياق، دعا فياض إلى محاسبة الأطراف التي تسبّبت في هذه الأزمة، محذرًا من استمرار الحملات الإعلامية التي تستهدف قطاع الطاقة في وقت يحتاج فيه لبنان إلى استقرار إمدادات الكهرباء أكثر من أي وقت مضى.

شراكة عراقية لبنانية
يمثّل استمرار العراق في تزويد لبنان بالوقود دعمًا أساسيًا لقطاع الكهرباء اللبناني، ولا سيما في ظل الأزمة المالية التي تعانيها البلاد.
وتؤكد هذه الاتفاقية متانة العلاقات الثنائية بين البلدَيْن، إذ تسعى بغداد إلى تعزيز استقرار لبنان اقتصاديًا من خلال توفير الاحتياجات الأساسية للطاقة.

وفي ظل استمرار تنفيذ هذه الاتفاقية، تبقى الأنظار موجهة نحو مستقبل التعاون بين بغداد وبيروت، لا سيما في ظل التحديات التي تواجه قطاع الطاقة عالميًا.
فمع استمرار الأزمات الاقتصادية وتقلبات أسعار الوقود، يبقى استقرار هذه الإمدادات عاملًا حاسمًا في دعم الاقتصاد اللبناني وضمان استمرار تشغيل محطات الكهرباء بكفاءة.
موضوعات متعلقة..
- حقيقة الوقود المغشوش إلى لبنان وعلاقة العراق (خاص)
- خسائر قطاع الكهرباء في لبنان تتجاوز 300 مليون دولار نتيجة الحرب الإسرائيلية
اقرأ أيضًا..
- تحفيز رواسب الهيدروجين الطبيعي بالحديد.. ابتكار أميركي
- شحن السيارات الكهربائية في ثوانٍ.. تطوّر يقلب موازين عالم البطاريات
- اكتشاف نفط وغاز جديد في بحر الشمال.. احتياطياته 75 مليون برميل
- حقل نفط احتياطياته تتجاوز 800 مليون برميل يعود لدائرة الاهتمام مجددًا
المصادر:
- بيان المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي من الصفحة الرسمية في “فيسبوك”
إقرأ: العراق يمدّد اتفاقية تزويد لبنان بالوقود على منصة الطاقة