العراق يحل معضلة حرق الغاز بتزويد إيران بالسوائل.. وتطوير مشترك لحقل
وقّع العراق اتفاقًا جديدًا مع إيران لتعزيز التعاون في قطاع النفط والغاز، في توقيت بالغ الأهمية للسوق الإقليمية والدولية، وسط محاولات أميركية لمحاصرة صادرات طهران من الخام.
وتضمنت مذكرة التفاهم بنودًا سرية للتعاون، والاتفاق حول الالتزامات التمهيدية، وفق تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويغطي الاتفاق نقاطًا عدة، من بينها: التنقيب البحري، وتطوير حقل مشترك، بالإضافة إلى طرح مقترح قد يحل معضلة حرق الغاز في العراق.
وجاء الاتفاق في خضم حالة من التوتر وزخم الأحداث، إذ شهدت الآونة الأخيرة تصعيدًا أميركيًا ضد إيران ضمن “سياسة الضغوط القصوى” لوقف برنامجها النووي، وصل إلى التهديد بوقف صادراتها النفطية.
ومن جانب آخر، توقفت صادرات الغاز الإيراني إلى بغداد منذ أشهر، ما فاقم نقص الكهرباء المحلي.
اتفاق المسارات الـ3
استهدفت عناصر اتفاق المسارات الـ3 بين العراق وإيران تعزيز الجهود المشتركة في قطاع النفط والغاز، عبر تحديد الخطوات الفعلية لاتفاقيات موقعة مسبقًا أو الاتفاق حول بنود جديدة.
وفي هذا التقرير، نستعرض أبرز مسارات الاتفاق بين البلدَيْن، وفق معلومات نشرتها وكالة أخبار النفط الإيرانية “شانا”.
1) تطوير حقل مشترك:
اتفق البلدان على بدء تطوير حقل مشترك بينهما، إذ يحمل من الجانب الإيراني اسم “حقل خرمشهر”، والجانب العراقي “السندباد“.
وأُسندت مهمة مراجعة استعدادات بدء التطوير إلى لجان فنية ذات صلة بالمشروع، تمهيدًا لبدء التنفيذ.
وكانت بغداد قد وقّعت اتفاقًا مع شركة هاليبرتون الأميركية، مطلع شهر فبراير/شباط الماضي، لتطوير حقل السندباد.
ويشمل ذلك بدء عمليات التقييم والتطوير لتحقيق الاستفادة القصوى من الاستثمار في الموارد، وإعداد نموذج تقني واقتصادي لاستثمارات الغاز المصاحب.

2) التنقيب البحري:
تضمّن اتفاق الدولتَيْن الإعداد بصورة مشتركة للتنقيب البحري، بالاستفادة من خبرات الشركات الإيرانية في هذا الشأن.
ولم يتطرق وزير النفط الإيراني، محسن باكنجاد، إلى المزيد من التفاصيل حول كيفية التنقيب أو المناطق المستهدفة.
وكان باكنجاد قد زار بغداد، أمس (الإثنين 14 أبريل/نيسان 2025)، وبحث مع نظيره العراقي المهندس حيان عبدالغني سبل التعاون في ظل القيود الأميركية وإلغاء الإعفاء من العقوبات.
3) سوائل الغاز:
تضمّنت بنود مذكرة التفاهم الاتفاق على تصدير الوقود اللازم لتشغيل وحدات إنتاج سوائل الغاز الطبيعي.
ويجري ذلك عن طريق نقل الإمدادات من الحقول الحدودية في بغداد إلى محطات المعالجة المختصة في غرب إيران.
ويعني ذلك الاستفادة من بعض إمدادات الغاز المصاحب الذي تحرقه بغداد ويشكّل عبئًا بيئيًا عليها، خاصة في الحقول الحدودية مع طهران وخلال عمليات استخراج النفط.
ويُعد الغاز المصاحب “مادة خام أولية” تحوله استثمارات القطاع الخاص الإيراني إلى سوائل غاز، مثل: البروبان، والبيوتان، والنافثا، وغيرها.

تفاصيل الزيارة الرسمية
كان منع التجديد الأميركي للموافقة على استيراد بغداد الكهرباء من طهران حاضرًا ضمن تفاصيل الزيارة الرسمية، التي جمعت وزيري النفط في البلدَيْن.
وامتدت المناقشات إلى خسارة محطات كهرباء بغداد 8 غيغاواط، إثر توقف الإمدادات الإيرانية، وسبل إنقاذ الموقف قبل حلول فصل الصيف وارتفاع الطلب.
وبجانب بحث توقف الغاز الإيراني إلى بغداد منذ 24 نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي لأغراض الصيانة، ألغت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب -في مارس/آذار- الاستثناء الذي حظيت به بغداد لاستيراد الكهرباء من طهران.
ويأتي هذا الموقف ضمن محاولات البيض الأبيض محاصرة طهران لإجبارها على العودة للتفاوض حول البرنامج النووي.
ومن شأن الإجراءات الأميركية التأثير في انتظام التيار الكهربائي في بغداد، ومواجهة خطر الانقطاعات، مما دفع بغداد إلى البحث عن منافذ بديلة والتفاوض على صفقات طويلة الأجل لاستيراد الغاز المسال مع قطر والجزائر.
موضوعات متعلقة..
- وزير النفط الإيراني يزور العراق.. هل تعود إمدادات الغاز؟
- الغاز الإيراني إلى العراق.. مسؤول يكشف حقيقة إلغاء الإعفاء الأميركي
- العراق يضع سيناريوهات لمواجهة أزمة الغاز الإيراني
اقرأ أيضًا..
- شحنة نفط روسي كبيرة تصل إلى سوريا خلال أسبوع (خاص)
- وكالة الطاقة الدولية تعلن أول توقعاتها للطلب على النفط في 2026
- مشروع ضخم لتصدير نفط وغاز العراق.. صفقة تاريخية مرتقبة
المصادر:
إقرأ: العراق يحل معضلة حرق الغاز بتزويد إيران بالسوائل.. وتطوير مشترك لحقل على منصة الطاقة