الطلب على العناصر الأرضية النادرة قد يرتفع 35% بحلول 2030 (تقرير)
يتجه الطلب على العناصر الأرضية النادرة المغناطيسية إلى الارتفاع خلال السنوات المقبلة لمواكبة الانتشار السريع لتركيبات الطاقة المتجددة حول العالم.
في هذا السياق، يتوقع تقرير حديث -حصلت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- ارتفاع الطلب العالمي على المعادن الأرضية النادرة المستعملة في صناعة المغناطيسات بنسبة 35%، ليصل إلى 123 ألف طن بحلول عام 2030، مقارنة بعام 2024.
وشهد الطلب على العناصر الأرضية النادرة المغناطيسية ارتفاعًا ملحوظًا خلال السنوات الـ4 الماضية، ليصعد من 78 ألف طن عام 2021 إلى 91 ألفًا عام 2024.
وتضم العناصر الأرضية النادرة (REEs) 17 عنصرًا، منها 4 عناصر تُطلق عليها العناصر المغناطيسية، وهي: النيوديميوم، والبراسيوديميوم، والديسبروسيوم، والتيربيوم.
وتُستعمل هذه العناصر في تصنيع المغناطيسات عالية الأداء التي تستعمل بدورها في صناعة المحركات القوية ببعض الصناعات وأبرزها السيارات الكهربائية وتوربينات الرياح.
أما بقية القائمة فتضم العناصر الآتية: اللانثانوم، والسيريوم، والبروميثيوم، والسماريوم، واليوروبيوم، والغادولينيوم، والهولميوم، والإربيوم، والثوليوم، والإيتربيوم، واللوتيتيوم، والسكانديوم، والإيتريوم، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وتستعمل هذه العناصر في صناعة الرقائق الإلكترونية التي تدخل في صناعة الهواتف المحمولة وأجهزة التلفاز والأجهزة الطبية وبعض أجهزة الطيران، نظرًا إلى خصائصها المغناطيسية والضوئية والكيميائية الفريدة، كما تُستعمل في صناعة الزجاج والسيراميك.
الطلب على العناصر الأرضية النادرة حسب القطاع
بلغ الطلب على العناصر الأرضية النادرة المغناطيسية في صناعات الطاقة النظيفة قرابة 19 ألف طن في عام 2024، ما يشكّل 21% من إجمالي الطلب العالمي عليها.
ومن المتوقع أن يتضاعف الطلب في هذه الصناعات إلى 38 ألف طن بحلول عام 2030، ثم إلى 47 ألف طن بحلول عام 2040، بحسب سيناريو السياسات الحالية في وكالة الطاقة الدولية.
على الجانب الآخر، بلغ الطلب على العناصر الأرضية النادرة المغناطيسية في الاستعمالات الأخرى -وأبرزها الإلكترونيات والطيران والأجهزة الطبية- قرابة 72 ألف طن، ما يشكّل 79% من إجمالي الطلب العالمي في 2024.
ومن المتوقع ارتفاع الطلب في هذه الاستعمالات إلى 85 ألف طن بحلول عام 2030، قبل أن تقفز إلى 103 آلاف طن بحلول عام 2040، بحسب سيناريو السياسات الحالية.
مخاطر إمدادات العناصر الأرضية النادرة
استقر المعروض العالمي من العناصر الأرضية النادرة عند 91 ألف طن في عام 2024، ورغم أن هذه الإمدادات كافية لتلبية الطلب الحالي؛ فقد تعرّضت لتهديدات عديدة ظهرت آثارها على مدار العام، بسبب الاضطرابات السياسية في ميانمار، أحد أكبر المصدرين لبعض هذه العناصر عالميًا.
وظلّت ميانمار موردًا مهملًا إلى حد كبير للعديد من العناصر الأرضية النادرة، إلى جانب معادن الأنتيمون والقصدير، إذ دأبت على تصدير موادها الخام من ولاية كاشين عبر الحدود إلى جارتها الصين لمعالجتها وتكريرها.
وقدّرت وكالة الطاقة الدولية حصتها من إمدادات العناصر الأرضية النادرة الثقيلة، مثل الديسبروسيوم والتيربيوم، في عام 2024 بنحو 45% من الإمدادات العالمية، رغم أن هذا القطاع في ميانمار ما زال غير رسمي إلى حد كبير ولا يُبلغ عنه بصورة كافية.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أعلنت حركة جيش استقلال كاشين سيطرتها على منطقة تعدين العناصر الأرضية النادرة في البلاد، ما تسبّب في توقف التعدين المحلي وإغلاق الحدود.
ومنذ ذلك الحين انخفض تصدير المواد الخام الأرضية النادرة إلى الصين بصورة كبيرة، لكنها عادت بصورة تدريجية إلى بداية مارس/آذار 2025.
وخلال مدة إغلاق الحدود، كانت لدى الصين مخزونات كافية من المواد الخام في مصافي التكرير من المناجم المحلية، ومن الواردات من جمهورية لاوس الديمقراطية الشعبية والبرازيل.
ورغم ذلك، فإذا استمرت النزاعات الحدودية فمن المرجح أن يكون هناك نقص في إمدادات المعادن الأرضية النادرة الثقيلة التي تعالج غالبيتها في الصين.
كما أثر الوضع لدى ميانمار بصورة كبيرة في استقرار إمدادات المواد الكيميائية والكهرباء والمياه اللازمة لعمليات التعدين في مناطق التعدين، ما يجعل من الصعب استئناف الإمدادات على المدى القريب.
على الجانب الآخر، يتوقع ارتفاع الطلب على العناصر الأرضية النادرة المغناطيسية المستعملة في صناعة السيارات الكهربائية وتوربينات الرياح، والمحركات الصناعية، والروبوتات، وغيرها، وإن كان ذلك بمعدلات أبطأ في بعض القطاعات.
وإذا استمر الصراع في ميانمار فقد يؤدي إلى ارتفاع أسعار العناصر الأرضية النادرة المتوسطة والثقيلة خلال السنوات القليلة المقبلة، في حين سيكون التأثير في العناصر الخفيفة محدودًا نسبيًا، بحسب وكالة الطاقة الدولية.
توقعات إنتاج العناصر الأرضية النادرة 2030
تتوقع وكالة الطاقة الدولية ارتفاع الإنتاج العالمي من العناصر الأرضية النادرة بنسبة 35% إلى 123 ألف طن بحلول عام 2030، مقارنة بنحو 91 ألفًا عام 2024.
واستحوذت 3 دول فقط هي: الصين وأستراليا وميانمار على 86% من الإنتاج العالمي خلال عام 2024، لكن من المرجح أن تنخفض حصتها إلى 74% بحلول عام 2030، مع زيادة الإنتاج في دول أخرى.

وتوضح القائمة الآتية الحصص المتوقعة لأكبر 3 دول في تعدين العناصر الأرضية النادرة المغناطيسية بحلول 2030:
- الصين: 51%.
- أستراليا: 13%.
- ميانمار: 11%.
على الجانب الآخر، استحوذت 3 دول، هي: الصين وماليزيا والولايات المتحدة، على 97% من عمليات تكرير العناصر الأرضية النادرة في العالم خلال 2024، في حين يتوقع انخفاض حصتها إلى 92% بحلول 2030، مع انتشار مصافي التكرير في دول أخرى.
وتوضح القائمة الآتية الحصص المتوقعة لأكبر 3 دول في تكرير العناصر الأرضية النادرة المغناطيسية بحلول 2030:
- الصين: 76%.
- ماليزيا: 9%.
- الولايات المتحدة: 7%.
موضوعات متعلقة..
- المعادن الأرضية النادرة.. افتتاح أول مصنع مغناطيسات (فيديو)
- أكبر 10 دول منتجة للمعادن الأرضية النادرة في عام 2022 (إنفوغرافيك)
- أكبر احتياطيات المعادن الأرضية النادرة في العالم.. دولتان أفريقيتان بالقائمة
اقرأ أيضًا..
- تغير المناخ يهدد ملايين الحوامل حول العالم (دراسة)
- الصين تُعزز مشروعات توليد الكهرباء في الخارج.. ودولة عربية ضمن أبرز المستفيدين
- أبرز 5 مناجم في تونس.. ثروات إستراتيجية تُعزّز مستقبل البلاد التعديني
المصدر:
بيانات الطلب على العناصر الأرضية النادرة وإنتاجها من وكالة الطاقة الدولية.
إقرأ: الطلب على العناصر الأرضية النادرة قد يرتفع 35% بحلول 2030 (تقرير) على منصة الطاقة