الطاقة المتجددة والمعادن سلاحا المغرب للريادة إقليميًا
يسير المغرب بخطى ثابتة نحو تحقيق إستراتيجية ليكون مركزًا إقليميا في مجال الطاقة المتجددة، مستفيدًا من الإمكانات الطبيعية بموارد الشمس والرياح، بالإضافة إلى الاحتياطيات الضخمة من المعادن الإستراتيجية.
وفي هذا الإطار، أكدت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلى بنعلي التزام المغرب الراسخ بالطاقة النظيفة والتنمية المستدامة، إذ تنظر المملكة إلى التحول الطاقي بكونه خيارًا إستراتيجيًا ومحركًا أساسيًا لنموذج التنمية الجديد في البلاد.
وشددت بنعلي، خلال مشاركتها في فعاليات الدورة الرابعة من منتدى أوروبا-أفريقيا، المنعقد في مرسيليا، على أن المغرب استثمر بكثافة في البنية التحتية للطاقة على مدى 20 عامًا الماضية، إذ أتاحت هذه الاستثمارات للبلاد إنتاج كهرباء تنافسية من مصادر متجددة.
وأشارت إلى أن تكلفة إنتاج الطاقة المتجددة في المغرب -وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- أقل من ثلث تكلفة الطاقة النووية في بعض الدول الأوروبية.
الطاقة المتجددة في المغرب
تشكّل مشروعات الطاقة المتجددة في المغرب ركيزة أساسية في خطط البلاد للتحول الطاقي لتحقيق السيادة الطاقية وتعزيز الأمن الطاقي في سياق عالمي سريع التغير.
وقالت بنعلي، إن المغرب يُركّز على تطوير الطاقة المتجددة، وتوطين التكنولوجيا، وبناء سلاسل توريد صناعية محلية تُسهم في خلق فرص عمل.
ويستهدف قطاع الطاقة المتجددة في المغرب رفع مساهمته في مزيج الكهرباء الوطني إلى 52% بحلول 2030، ويمضي بخطى سريعة لتحقيق ذلك قبل الموعد.
وقفزت حصة الطاقة المتجددة بمزيج توليد الكهرباء في المغرب خلال 2024 إلى 26.48%، مقابل 21.71% في العام السابق له، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة.
في مداخلتها خلال جلسة رفيعة المستوى ضمن فعاليات الدورة الرابعة لمنتدى أوروبا-أفريقيا المنعقد بمدينة مرسيليا الفرنسية، د.ليلى بنعلي @LeilaBenali_، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة تسلّط الضوء على الركائز الأساسية للإستراتيجية الطاقية الوطنية، #منتدى_أوروبا_إفريقيا #الطاقة pic.twitter.com/yUYcMO3xDN
— MTEDD وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة (@MTEDDMAROC) May 6, 2025
وأشارت بنعلي إلى أن البلاد تتمتع بإمكانات قوية لإنتاج منتجات الهيدروجين الأخضر، مثل الميثانول والأمونيا، التي يُمكن أن تُشغّل أساطيل الشحن الدولية بتكلفة أقل من الغاز المسال.
ويخطط المغرب لإنتاج نحو 3 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا بحلول عام 2030، بالاعتماد على إمكاناته في مجال الطاقة المتجددة وتحلية مياه البحر، ما من شأنه تسريع تحقيق هدف الحياد الكربوني في 2050.
وتعهّد “عرض الهيدروجين” الذي أطلقته حكومة الرباط خلال 2024، بتخصيص ما يصل إلى مليون هكتار (10 آلاف كيلومتر مربع) من الأراضي لمشروعات الهيدروجين الأخضر في المغرب، في قطع تتراوح مساحتها بين 100 و300 كيلومتر مربع.
المعادن في المغرب
تحدثت بنعلي خلال فعاليات منتدى أوروبا-أفريقيا عن المعادن في المغرب، مشددةً على أهمية إدراج المعادن الإستراتيجية في جهود التحول الطاقي.
وأوضحت أن المغرب يعمل مع شركاء أفارقة ودوليين لتحديث معايير الاستدامة وشهادات ESG (البيئة والمجتمع والحوكمة) للمعادن الحيوية.
وقالت: “هذا جزء من منطقة عملاقة تمتد من قازاخستان إلى جنوب أفريقيا مرورًا بالمغرب، تهدف لبناء سلاسل توريد قوية ومستدامة وتعزيز التكامل الأفريقي”.
وأضافت بنعلي أن المغرب يأمل في إعلان إطار موحَّد جديد لممارسات التعدين المستدامة خلال مؤتمره الوطني للتعدين المقبل.
وأكدت بنعلي أن الحديث عن الانتقال الطاقي هو أيضًا حديث عن تحول في التجارة الخارجية والاقتصاد، تواكبه تحولات اجتماعية وسياسية، مؤكدةً الحاجة إلى المعادن والمواد الحرجة، مع العمل على تعزيز الاقتصاد الدائري والترابط الدولي، لضمان تحوُّل طاقي ورقمي عادل.
وأشارت إلى أن المغرب يعدّ ممر منشأ، وعبور، وتصديق على المعادن الحرجة والمنتجات الطاقية بين بلدان أفريقيا، والحوض الأطلسي، وأوروبا، بشكل يستجيب لمتطلبات الاستدامة، ويعزز مكانة المملكة بين مختلف الفاعلين الدوليين.
وتحتوي التربة المغربية -وفق تقارير اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة- على أكثر من 70 معدنًا إستراتيجيًا، ما يضع المملكة في موقع المُصدّر الرئيس المحتمل للصناعات العالمية.
وإلى جانب الصين وأستراليا، اللتَيْن تمتلكان احتياطيات كبيرة من المعادن الأرضية النادرة، فإن دولتَيْن أفريقيتَيْن فقط -المغرب وجنوب أفريقيا- تمتلكان رواسب كبيرة من الزنك والليثيوم والكوبالت.
كما يمتلك المغرب أكثر من 50 مليار طن من احتياطي الفوسفات، وهو ما يمثّل 70% من إجمالي موارد الفوسفات في العالم، التي تُعدّ ضرورية لإنتاج البطاريات والأسمدة.
ويُعدّ المغرب ثالث أكبر منتج لمادة الفوسفات، وأول مصدّر لها على مستوى العالم، إذ يُنتج أكثر من 37 مليون طن متري من المعدن سنويًا، وهو مُصدّر عالمي رائد للأسمدة، إذ يوفر 54% من احتياجات أفريقيا من الأسمدة.
ويسهم قطاع التعدين بنسبة 10% من الناتج المحلي الإجمالي للمغرب، إذ تمثّل صناعة الفوسفات 90% من عائدات التعدين في البلاد.
موضوعات متعلقة..
- شركة فرنسية تنفذ مشروعين بقطاع الطاقة المتجددة في المغرب
- الطاقة المتجددة في المغرب تشهد 4 مشروعات بحثية رائدة
اقرأ أيضًا..
- مزيج توليد الكهرباء في تونس خلال 2024.. الغاز الطبيعي يهيمن (إنفوغرافيك)
- إنتاج حقل غاز عربي يفوق التوقعات.. احتياطياته 15 تريليون قدم مكعبة
- تقرير أميركي يخفض توقعات أسعار النفط للمرة الثانية على التوالي
المصادر..
إقرأ: الطاقة المتجددة والمعادن سلاحا المغرب للريادة إقليميًا على منصة الطاقة