الطاقة المتجددة في المملكة المتحدة تعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي (دراسة)

توصّلت دراسة حديثة إلى أن وجود الطاقة المتجددة في المملكة المتحدة يسهم بخفض الاعتماد على الواردات وتحقيق قدر أعلى من الاكتفاء الذاتي بموارد البلاد المحلية.

وأوضحت دراسة تحليلية لوحدة “إنرجي آند كليمت إنتيليجنس” (إي سي آي يو)، أن زيادة معدلات توليد الكهرباء من الشمس والرياح في البلاد خلال العقد الأخير، أسهمت في جعل إمدادات الطاقة أكثر “بريطانيةً”، مع انخفاض كبير في الاعتماد على الواردات من الغاز.

وخلصت إلى أن زيادة مزارع الرياح البحرية (تمثّل النصيب الأكبر) لم تحقق استقلالًا أكبر في مجال الطاقة محليًا فحسب، بل حفّزت انتشار هذه المشروعات عالميًا خارج حدودها أيضًا.

وقالت الدراسة، التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، إن نصف البريطانيين فقط اعتمدوا على كهرباء مستوردة العام الماضي (2024) بفضل نمو معدلات توليد الطاقة المتجددة في المملكة المتحدة.

وعلى عكس الحكومة السابقة، تكثّف حكومة حزب العمال الحالية بزعامة كير ستارمر، نشاطها في مجال الطاقة المتجددة وإنتاج الطاقة الخضراء وتحقيق الحياد الكربوني، رغم الانتقادات المتصاعدة من عدة أطراف، التي يتمحور معظمها حول أن التركيز في هذه المصادر يرفع التكلفة على المستهلكين ونشاط الأعمال.

تراجع واردات الطاقة

وجدت دراسة تحليلية لـ”إي سي آي يو” أن واردات الطاقة التي استهلكها البريطانيون العام الماضي؛ تراجعت بنسبة 65%، مقارنة بعام 2014. واستحوذ الغاز على 30% تقريبًا من إمدادات الكهرباء في المملكة المتحدة في 2024.

ويأتي ذلك في وقت يزيد الاهتمام بتحقيق أمن الطاقة، ويحظى بتسليط الضوء بصورة متنامية، خاصة بعد أزمة الأسعار التي تعرضت لها المملكة المتحدة خلال عامي 2022 و2023، عقب غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022.

وشهد الغاز ارتفاعات في الأسعار هائلة حتى من قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا، وكانت المملكة المتحدة من أكبر المتضررين، وأدت هذه الأزمة إلى إفلاس العشرات من شركات الكهرباء. وقال صندوق النقد الدولي، حينها، إن المملكة المتحدة كانت الدولة “الأكثر تضررًا” في أوروبا الغربية من أزمة الطاقة بسبب اعتمادها على الغاز للتدفئة والكهرباء.

وأعلن حزب العمال أنه سيحقق الحياد الكربوني في شبكة الكهرباء بنسبة 95% بحلول نهاية هذا العقد، من خلال الاعتماد بشكل رئيس على المزيد من مزارع الرياح والطاقة الشمسية.

ويقول خبراء إنه إذا كان لمشروعات الطاقة المتجددة في المملكة المتحدة دور واضح لتؤدّيه خلال هذه المدة، كان سينعكس على فاتورة الواردات ويخفض أسعار الكهرباء في السوق البريطانية.

وهذه القضية ستكون موضوع مناقشات قمة كبيرة، تستضيفها الحكومة ووكالة الطاقة الدولية، وتنعقد في العاصمة لندن خلال آخر يومين في الأسبوع الجاري.

ويأتي التحليل خلال وقت تسعى فيه حكومة حزب العمال للقفز بمعدلات توليد الطاقة المتجددة في المملكة المتحدة خلال السنوات الخمس المقبلة؛ بهدف تحسين أمن الطاقة بالبلاد.

تعزيز الطاقة المتجددة في المملكة المتحدة

قال رئيس قسم التحليل في “إي سي آي يو” سيمون كران-ماكغريهين: “تزداد أهمية الكهرباء، وهذا هو هدف الحياد الكربوني قيد التنفيذ (يقصد نمو الطاقة المتجددة)؛ ما يُقلل من طلبنا على الغاز الأجنبي من خلال تعزيز مصادر الطاقة المتجددة في المملكة المتحدة”.

وفي المدة الأخيرة من حكومة حزب المحافظين برئاسة ريتشي سوناك، المتحمسة لقطاع الوقود الأحفوري، وللعمل على زيادة إنتاج الغاز من بحر الشمال، كاد أن يشهد هذا القطاع انتعاشة.

وفي يناير/كانون الثاني 2024، واجه سوناك ضغوطًا بشأن خططه للتوسع في عمليات التنقيب عن النفط والغاز ببحر الشمال. وأثار مشروع قانون يسمح بمزيد من التراخيص للتنقيب عن النفط والغاز، احتجاجات واسعة النطاق؛ بما في ذلك استقالة وزير الطاقة البريطاني السابق كريس سكيدمور من البرلمان، وهو عضو سابق في حزب المحافظين.

واستهدف مشروع القانون حينها تعزيز استخراج الوقود الأحفوري من خلال إنشاء نظام جديد تُمنَح بموجبه تراخيص للتنقيب عن النفط والغاز في بحر الشمال سنويًا.

ويشهد إنتاج الغاز من بحر الشمال انخفاضًا منذ عقود، لكن مصادر الطاقة المتجددة في المملكة المتحدة، مثل طاقة الرياح البحرية، بدأت تتدخّل للمساعدة في توليد المزيد من الكهرباء البريطانية.

وتُشير أرقام هيئة تنظيم الطاقة إلى أن أي حفر جديد للغاز لن يُحدث فرقًا يُذكر في الإنتاج؛ لذا فإن مصادر الطاقة المتجددة هي التي ستتولّى العبء الأكبر في أمن الطاقة؛ “ما يحمي من المخاطر الجيوسياسية المحيطة بالطاقة، والتي كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نموذجًا لها.

موضوعات متعلقة..

• فواتير الطاقة في بريطانيا تهدد بإفلاس الشركات

• إنتاج النفط والغاز في بحر الشمال يترقب تطوير حقلين باحتياطيات 500 مليون برميل

• شركة الكهرباء الـ27 في بريطانيا تعلن إفلاسها متأثرة بأسعار الغاز القياسية

اقرأ أيضًا..

• أسعار النفط تنخفض 1.5%.. وخام برنت لشهر يونيو تحت 67 دولارًا

• مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في الربع الأول (ملف خاص)

• أكثر الدول تطويرًا لخطوط أنابيب النفط.. 4 دول عربية ضمن السباق

المصادر:

مصادر الطاقة المتجددة في المملكة المتحدة تجعل الطاقة أكثر بريطاني من إنرجي فويس.

دراسة المستقبل أخضر: الفرص الاقتصادية التي يجلبها الحياد الكربوني لاقتصاد المملكة المتحدة من “إي سي آي يو”.

إقرأ: الطاقة المتجددة في المملكة المتحدة تعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي (دراسة) على منصة الطاقة