الطاقة المتجددة في الأردن.. دراسة حديثة تكشف عن 3 خيارات و”تشوُّه كبير”
كشف الارتفاع بنسبة مساهمة الطاقة المتجددة في الأردن في توليد الكهرباء عن عدد من الأزمات الفنية، المرتبطة بإدارة الطلب على الكهرباء، وفق ما كشفت عنه دراسة لوزارة الطاقة والثروة المعدنية، اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وبحسب الدراسة، التي حملت عنوان “تقييم الأثر لإدارة الطلب على الطاقة الكهربائية في الأردن”؛ فإن هناك 3 خيارات للتعامل مع مشكلة إدارة الطلب على الكهرباء، وهي التعرفة المرتبطة بالزمن، وتخزين الطاقة الكهربائية أو الاستمرار بالوضع الحالي دون تدخل.
وأوضحت الدراسة أن الوزارة تسعى إلى رفع نسبة مساهمة الطاقة المتجددة في الأردن ضمن مزيج الكهرباء، لتصل إلى 31% بحلول 2030، وفقا لإستراتيجية “الطاقة 2020-2030″، في حين بلغت هذه النسبة 26% بنهاية 2023، بقدرات بلغت 2681 ميغاواط.
وتشهد أوقات الذروة المسائية، وفق الدراسة، ارتفاعًا في الطلب على الكهرباء، يتزامن مع انعدام توليد الكهرباء من مصادر الطاقة الطاقة المتجددة في الأردن، التي تتجاوز قدرتها 2000 ميغاواط.
في الوقت نفسه، يصل إنتاج الطاقة الشمسية إلى حده الأقصى خلال وقت النهار؛ ما يؤدي لفائض في إنتاج الكهرباء وتنتج عنه أحيانًا الحاجة لفصل هذا الإنتاج.
الطلب على الكهرباء في الأردن
أرجعت الدراسة، التي أعدتها وزارة الطاقة والثروة المعدنية، الزيادة الكبيرة في الطلب على الكهرباء في الأردن، إلى النمو السكاني وتغير النمط الاستهلاكي للمواطنين؛ إذ يتركز الطلب في أوقات محددة؛ ما يؤدى إلى “تشوّه كبير” في شكل منحنى الحمل الكهربائي.
وأوضحت الدراسة أن القدرة التوليدية لأنظمة الطاقة المتجددة في الأردن من جانب المستهلكين بلغت 1183 ميغاواط في 2023، ما أدى لزيادة الإنتاج خلال النهار وانخفاض معامل التشغيل ومحطات توليد الطاقة التقليدية المتعاقد معها، واللازمة لتغطية الحمل خاصة خلال المساء.
ونتيجة لذلك، تواجه شركة الكهرباء الوطنية مشكلة في إدارة الطلب على الكهرباء؛ ما يدفعها أحيانًا لفصل أنظمة الطاقة المتجددة لتقليل فائض الإنتاج الذي يقدر بنحو 100 غيغاواط/ساعة سنويًا، والإبقاء على تشغيل المحطات التقليدية بكفاءة أقل لإبقائها في وضع الجاهزية لمواجهة أي نقص في توليد الطاقة، وتغطية الأحمال المسائية.
بالإضافة إلى ذلك، تسبب توجه المشتركين من مستعملي الطاقة المتجددة في الأردن، وخاصة القطاعات الداعمة للتعرفة الكهربائية، في انخفاض إيرادات التعرفة الكهربائية؛ إذ تتحمل شركة الكهرباء الوطنية هذه الأعباء المالية والاقتصادية بشكل مباشر، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ولفتت الدراسة إلى أن عدم معالجة اختلال إدارة الطلب على الطاقة سيضطر الشركة الوطنية للتعاقد مع المزيد من مشروعات الطاقة التقليدية لتغطية أحمال الذروة المسائية؛ ما يرفع تكلفة إنتاج الكهرباء ويحملها مزيدًا من الخسائر أو عكس ذلك على تعرفة المشتركين.
معدل تركيب أنظمة الطاقة المتجددة في الأردن
تطرّقت الدراسة إلى معدل تركيب أنظمة الطاقة المتجددة في الأردن، وتحديدًا أنظمة الطاقة الشمسية في المنازل منذ عام 2014؛ إذ بلغ عدد الأنظمة المركبة للقطاع المنزلي في 2017 نحو 4 آلاف و648 نظامًا، كما بلغ عدد الأنظمة في عام 2022 نحو 50 ألفًا و652 نظامًا.
وأوضحت أن الاعتماد على المحطات التقليدية العاملة بالوقود الأحفوري تحتاج إلى وقت لتعديل إنتاجها لتلبية الطلب المتغير، وأن عدم توافر تقنيات تخزين الطاقة الكهربائية أدى لصعوبة في التعامل مع الفائض في إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة في الأردن.

بالإضافة لذلك، أظهرت الدراسة أن القطاع المنزلي يُعَد أكبر القطاعات استهلاكًا للكهرباء، بنسبة بلغت 44% مقارنة مع القطاع الصناعي، الذي يستهلك ما نسبته 22% والقطاع التجاري الذي يستهلك 0.19%، وفق الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأدّى انتشار أنظمة الطاقة المتجددة في الأردن لدى المستهلكين، إلى تغير تدريجي في نمط الاستهلاك منذ 2014؛ إذ أصبحت مدد استهلاك الطاقة تُوزع خلال اليوم على 3 مراحل؛ الأولى هي مرحلة الاستعمال المنخفض، والثانية هي مرحلة الذروة الجزئية، وأخيرًا مرحلة الذروة.
موضوعات متعلقة..
- انتعاشة بالطاقة المتجددة في الأردن.. والهيدروجين يتصدر
- أول مشروع لتخزين الطاقة المتجددة في الأردن يعد بقدرات فائقة
- أول دفعة لأنظمة الطاقة المتجددة في الأردن.. الموافقة لـ200 مشروع
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: سياسات ترمب تجاه كندا متناقضة.. وهذا أثرها في أسواق النفط
- قطاع الكهرباء في سوريا يحتاج 40 مليار دولار.. ودولتان عربيتان في مقدمة الداعمين (حوار)
- حافلات الهيدروجين.. بديل متسرع ينهار في أوروبا (مقال)
المصادر..
- الدراسة المنشورة على موقع وزارة الطاقة والثروة المعدنية
- تقرير عن الدراسة في موقع قناة المملكة الأردنية
إقرأ: الطاقة المتجددة في الأردن.. دراسة حديثة تكشف عن 3 خيارات و”تشوُّه كبير” على منصة الطاقة