الطاقة المتجددة في أوروبا “رهينة” الطقس.. 3 دول نموذجًا
أصبحت الطاقة المتجددة في أوروبا بمثابة “طوق نجاة” في مرحلة ما بعد انقطاع الغاز الروسي؛ إذ تشكّل الموارد الطبيعية عادة مصدر أمان وموثوقية للمستهلكين وبأسعار مخفّضة نظرًا إلى توافرها.
وخَطَت دول القارة العجوز خطوات مهمة في هذا الشأن، سواء على صعيد البنية التحتية أو جذب الاستثمارات وتشغيل المنشآت.
ووفق دليل الإنتاج العالمي للطاقة المتجددة لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، حصدت 3 دول نصف قدرة القارة المولّدة من مصادر معتمدة على الطقس، العام الماضي 2024.
ورغم توافر أركان “الطفرة المتجددة” فإنها واجهت عائقًا أسهم في “تقطع” إنتاج الكهرباء منها، إذ لطالما حالت الظروف الجوية وحالة الطقس دون الحصول على عدد الميغاواط المستهدفة يوميًا.
الطاقة المتجددة في أوروبا
ينظر صُنّاع السياسات ونشطاء البيئة -على حدّ سواء- إلى الطاقة المتجددة في أوروبا بصفتها ملاذًا آمنًا، سواءً لتقليل الاعتماد موارد الطاقة الروسية أو خفض استهلاك الوقود الأحفوري.
وتدريجيًا، نجحت دول في زيادة حصة الطاقة المتجددة بمزيج الكهرباء، عبر إطلاق العنان للشركات العامة والخاصة للتوسع في المشروعات، ومن بين هذه الدول ألمانيا وفرنسا وبريطانيا.

ومن أبرز مصادر الطاقة المتجددة المعتمدة على الطقس: الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح.
وسيطرت الطاقة الشمسية على الحصة الأكبر من إنتاج مرافق الطاقة المتجددة الجديدة للعام الماضي، بحصة 75%، حسب تقرير نشره موقع إنرجي نيوز.
ولاقى التوسع في مصادر الطاقة المتجددة المعتمدة على الطقس توافقًا مع الأهداف البيئية، إلا أن ذلك لا ينفي وجود تحديات قوية تهدّد الطفرة الطموحة.
تحديات الإنتاج
واجه إنتاج مصادر الطاقة المتجددة المعتمدة على الطقس تحديات عدة في أوروبا، نذكر منها:
– تحديات مالية وتشغيلية، خاصة أن تكلفة التحول للمصادر المعتمدة على الطقس كبّدت أوروبا 2.6 تريليون دولار، وفق بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
ووضع ذلك مصادر الطاقة المتجددة في مقارنة مستمرة مع استعمال الغاز المستخرج عبر التكسير المائي (الهيدروليكي)، الذي جعل سعر الكهرباء في أميركا يعادل 25% من سعرها الأوروبي.
وبمقارنة مصادر الطاقة المتجددة بالطاقة النووية والفحم، نجد أن الأولى تتفوّق بإنفاق يبلغ تريليونات ويشكّل عبئًا اقتصاديًا.
– انخفاض معدل توليد الكهرباء في ظل تراجع كفاءة الأنظمة إلى الربع (25%) لاعتمادها على مصادر متقطعة، في حين أن مصادر الطاقة التقليدية توفّر كفاءة تقارب 90%.
– سجّلت الطاقة الشمسية أقل إنتاج من بين مصادر الطاقة المتجددة المعتمدة على الطقس، خاصة في شمال أوروبا، إذ بلغ الإنتاج 10% بحد أقصى في غالبية الأوقات.
– فجوة بين القدرة المركبة والإنتاج الفعلي.

3 دول أوروبية تعاني
سلّطت تقارير الضوء على إنتاج 3 دول أوروبية من مصادر الطاقة المتجددة المعتمدة على الطقس، وهي: ألمانيا، وبريطانيا، وفرنسا.
1) ألمانيا:
بلغت حصة الطاقة المتجددة لإنتاج ألمانيا من الكهرباء 13.3%، في حين سجل إنتاج الطاقة النووية انخفاضًا، مقابل زيادة في توليد الكهرباء من الفحم.
وتعاني برلين “تقطع” الإشعاع الشمسي والرياح، ما يؤدي إلى إنتاج منخفض لمدد طويلة.
وتلجأ أكبر الاقتصادات الأوروبية في هذه الحالة إلى استيراد الكهرباء من النرويج، ومع تقليص الأخيرة لصادراتها بات أمن الطاقة الألماني واستقلاله في خطر.
2) بريطانيا:
تعهّدت بريطانيا بتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050، وتطلّب ذلك تركيب 48 غيغاواط من الطاقة المتجددة المعتمدة على الطقس (ما يعادل 66% من إجمالي القدرة المركبة).
وجاء أداء العام الماضي صادمًا، بعدما أنتجت هذه المصادر 18% فقط من مزيج الكهرباء، ما اضطر الدولة المنفصلة عن الاتحاد الأوروبي إلى الاعتماد على واردات الغاز لسد العجز.
وتملك بريطانيا بالفعل احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي، لكن رفض الحكومات المتعاقبة للتكسير المائي (الهيدروليكي) لم يترك حلًا سوى الاستيراد.
3) فرنسا
تشكّل الطاقة النووية الحصة الأكبر من مزيج الكهرباء الفرنسي (بنحو 75%)، ويدعم ذلك إطلاقها معدلًا منخفضًا من ثاني أكسيد الكربون.
ورغم امتلاك باريس مشروعات رياح وطاقة شمسية، فإن إنتاجها من الكهرباء لا يزال أقل من الطاقة النووية.
وبصورة إجمالية، تراجعت كفاءة إنتاج الكهرباء في فرنسا إلى ما دون 50%.
موضوعات متعلقة..
- تضاعف الطاقة المتجددة في أوروبا 3 مرات لن يحقق الأهداف المناخية (دراسة)
- الطاقة المتجددة ترفع أسعار الكهرباء في أوروبا.. ما القصة؟
- صادرات بريطانيا من الطاقة المتجددة إلى أوروبا تواجه تهديدًا خطيرًا
اقرأ أيضًا..
- إنتاج طاقة الرياح في مصر ينتعش من 3 شركات عالمية
- حقل الريشة الأردني للغاز ينتظر حفر 80 بئرًا لاستغلال 15 تريليون قدم مكعبة
- البصمة الكربونية لصناعة الألواح الشمسية.. 4 أسئلة تكشف عن الأثر البيئي
المصادر:
إقرأ: الطاقة المتجددة في أوروبا “رهينة” الطقس.. 3 دول نموذجًا على منصة الطاقة