الحرب ترفع تكلفة تأجير ناقلات النفط من الشرق الأوسط إلى آسيا 20%
ارتفعت تكلفة تأجير ناقلات النفط من منطقة الشرق الأوسط إلى دول آسيا بنسبة 20% يوم الجمعة 13 يونيو/حزيران 2025، بسبب اندلاع الحرب بين إيران وإسرائيل، والمخاوف -لدى المحللين- من أن يطول أمدها.
وصباح الجمعة 13 يونيو/حزيران (2025) شنّت إسرائيل ضربات عديدة على مواقع مختلفة في إيران، أسفرت عن مقتل أكثر من 10 من قادتها العسكريين الكبار، إضافة إلى 9 من علمائها النوويين في مواقع نووية.
ووفق بيانات تتبُّع السفن من “إل إس إي جي”، قفزت تكلفة تأجير ناقلات النفط الكبيرة جدًا (في إل سي سي)، التي تنقل الخام من منطقة الشرق الأوسط إلى اليابان، والمعروفة باسم “تي دي 3″، بنسبة 20%، فور توجيه الضربات الإسرائيلية إلى إيران.
غير أن تكلفة تأجير ناقلات النفط من الشرق الأوسط إلى اليابان قد استقرت اليوم الإثنين 16 يونيو/حزيران 2025، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ورغم استمرار الضربات المتبادلة بين الجانبين، ووقوع قتلى ودمار مبانٍ، فإن الأسواق العالمية شهدت حالة من الهدوء، وتعافى معظمها مستردًّا نسبة من خسائره التي فقدها يوم الجمعة.
استقرار أسعار تأجير ناقلات النفط من الشرق الأوسط
رغم ارتفاع تكلفة تأجير ناقلات النفط من منطقة الشرق الأوسط إلى آسيا، عقب اندلاع الحرب الإيرانية الإسرائيلية، فإن أسعار الشحن حققت مكاسب محدودة، بسبب توقُّف أصحاب السفن والمستأجرين لترقُّب الموقف، خاصة في ظل أراء محللين، أشاروا إلى توقعات بعدم إغلاق مضيق هرمز نتيجة لهذه الحرب.
وكان من مستبعدي إغلاق مضيق هرمز، خبير اقتصادات الطاقة، ومستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، إذ قال، إن معظم المضيق يقع في جانب سلطنة عُمان، وليس في إيران.
كما يدعم وجود قوات أميركية وبريطانية وهندية في المضيق عدمَ إغلاقه، وفق الحجي، الذي أشار إلى أن اتّساع المضيق يُصعِّب على إيران إمكان إغلاقه.

وقال رئيس أبحاث الشحن العالمي في شركة “أويل بروكيريدج” أنوب سينغ: “توقفت عمليات تحديد المواقع من المنطقة يوم الجمعة تقريبًا، لذلك قد لا تكون العلامات المادية مؤشرًا.. ما تزال السفن داخل الخليج تبحث عن رحلات مستأجرة للخارج”.
وأضاف: “ومع ذلك ما يزال الأمر غير مستقر، والأوضاع متغيرة، وقد نسمع اليوم عن مزيد من فتح الأسواق”.
بينما علّقت شركة الشحن “سنتوسا شيبروكيرز” بقولها: “لاحظنا ارتفاعًا طفيفًا في تكلفة الشحن، لكن قد نشهد مزيدًا من الصعود خلال الأيام المقبلة”.
بينما أوضح كبير محللي الخام ومشتقات النفط في “إل إس إي جي” إيمريل جاميل أن سعر شحن النفط سيتوقف على مدى التصعيد، وموقف إيران في مضيق هرمز.
ويتدفق عبر الممر المائي الذي يربط الخليج بخليج عمان ما بين 18 و19 مليون برميل يوميًا من الخام ومشتقات النفط.
أقساط التأمين على مخاطر الحرب
توقَّع كبير محللي الخام ومشتقات النفط في “إل إس إي جي” إيمريل جاميل أن يظل صعود أقساط التأمين على مخاطر الحرب على حاله في المدى القريب، نظرًا لاستمرار التوترات المتبادلة بين إسرائيل وإيران.
وسيكون هناك مزيد من الارتفاع بصورة ملحوظة إذا طالت الضربات المتبادلة أيًّا من منشآت النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط، وفق جاميل.
وأضاف أن هناك احتمالات أن ترتفع أقساط التأمين بنحو 3-8 دولارات للبرميل، إذا شهدت مزيدًا من الضربات، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وقبل بدء الحرب في المنطقة، بلغت تكلفة شحن مشتقات النفط لحمولة 90 ألف طن من البنزين أو الديزل أو وقود الطائرات من الشرق الأوسط من 3.3-3.5 مليون دولار، وفق تقدير 3 مصادر من شركات شحن، وتوقّع تاجر في سنغافورة أن تصل التكلفة إلى 4.5 مليون دولار.
من جهة أخرى، تباطأ نشاط حجز ناقلات النفط في منطقة الشرق الأوسط، وسط مخاوف من تمدُّد الصراع الإسرائيلي الإيراني، الذي اشتعل صباح الجمعة بضربات إسرائيلية على إيران، وردّ الأخيرة بوابل من الصواريخ مساء اليوم نفسه.
وأشارت شركة الشحن “سنتوسا” لوسطاء السفن، في مذكرة لعملائها، إلى أن العديد من مالكي السفن يُحجمون عن عرض السفن للطرق في الخليج حتى تتضح الأمور، ما قد يزيد من فرص الرحلات من الشرق الأقصى إلى غرب السويس ومن شمال غرب الهند.
موضوعات متعلقة..
- حريق في حقل بارس الجنوبي الإيراني إثر هجوم إسرائيلي
- أسعار الغاز في أوروبا ترتفع 3% بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران
- استهداف المنشآت النووية الإيرانية.. هل تعمِّق إسرائيل توترات الشرق الأوسط؟ (مقال)
اقرأ أيضًا..
- أسعار النفط ترتفع.. وخام برنت لشهر أغسطس قرب 75 دولارًا
- حقل يامبورغ للغاز.. قصة 4.7 تريليون متر مكعب تدعم صادرات روسيا
- أنس الحجي: الصين صدمت ترمب بشأن النفط والغاز المسال.. وهذا سر المكسيك
المصادر:
إقرأ: الحرب ترفع تكلفة تأجير ناقلات النفط من الشرق الأوسط إلى آسيا 20% على منصة الطاقة