الإسكندرية تحت “التهديد المناخي”: عاصفة قياسية تسجل أمطار 6 أشهر في نصف ساعة
سولارابيك، مصر- 7 يونيو 2025: ضربت عاصفة رعدية عنيفة وغير مسبوقة في توقيتها مدينة الإسكندرية الساحلية، يوم السبت (31 مايو)، مخلفة وراءها تساؤلات عميقة حول مستقبل المدينة في مواجهة التغيرات المناخية المتسارعة، وهو ما دفع خبراء إلى دق ناقوس الخطر، مؤكدين أن ما حدث يتجاوز كونه مجرد طقس سيئ ليصبح تهديدًا مناخيًا واضح المعالم.
الإسكندرية تحت وطأة تغير مناخي قاسٍ
شهدت مدينة الإسكندرية ظاهرة جوية وصفت بأنها من بين الأعنف خلال السنوات الأخيرة، حيث أكد الدكتور كريم طنبل، أستاذ علوم المحيطات الفيزيائية وعلم المناخ وعميد البحث العلمي للشؤون البحرية في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، أن ما جرى هو “تغير مناخي وليس مجرد طقس سيئ”. وحذر طنبل، عبر صفحته الرسمية على موقع “فيسبوك”، من أن “ما يسمى سوء الطقس أصبح الآن تهديدًا مناخيًا متكررًا ومركبًا”، مما يستدعي وقفة جادة لتقييم الأوضاع والاستعداد للمستقبل. فاجأت العاصفة السكان بشدتها وتوقيتها، إذ يُفترض أن يكون هذا الوقت من العام بداية لفصل الصيف وليس موسمًا لمثل هذه الاضطرابات الجوية.
أرقام قياسية تكشف حجم الظاهرة وتداعياتها
كشفت بيانات محطة الرصد الجوي الأوتوماتيكي التابعة للأكاديمية في أبوقير، والتي نشرها الدكتور طنبل، عن أبعاد الكارثة بالأرقام؛ فقد استقبلت المدينة خلال نصف ساعة فقط ما يزيد على 20.8 مليمتر من الأمطار. يمثل هذا الرقم ستة أضعاف متوسط الهطول الشهري المعتاد لشهر مايو. ووصل معدل الهطول اللحظي إلى ذروة بلغت 174 مليمترًا في الساعة عند الثالثة فجرًا، وهو معدل تصنفه المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ضمن فئة “الهطول الشديد جدًا”. وبلغت سرعة الرياح المصاحبة 64 كيلومترًا في الساعة، مما فاقم من خطورة الأمطار وأسهم في تطاير الأجسام الخفيفة واحتمالية تضرر البنية التحتية. وسُجِّل انخفاض مفاجئ في الضغط الجوي، مشيرًا إلى اضطراب جوي عنيف. وأوضح طنبل أن كميات المياه التي هطلت تعادل 145 ألف لتر على مساحة ملعب كرة قدم واحد، أو ما يكفي لتغطية ستة ملاعب كرة قدم بطبقة مياه يبلغ سمكها ثلاثة سنتيمترات، مؤكدًا أن هذه الظاهرة تعد مثالًا صارخًا لما يعرف بـ”الطقس المتطرف“.
خارطة طريق لمواجهة حتمية التغير المناخي
أمام هذا الواقع، شدد الدكتور طنبل على أن مدنًا ساحلية مثل الإسكندرية ستقف في الصفوف الأمامية لمواجهة آثار تغير المناخ، مؤكدًا أن “هذه ليست أول مرة، ولن تكون الأخيرة”. ودعا إلى تحرك فوري ومنظم عبر ثلاثة محاور رئيسية لمواجهة التحديات القائمة والمستقبلية. يتمثل المحور الأول في التخفيف (Mitigation)، عبر تقليل الانبعاثات الحرارية بالتحول إلى مصادر الطاقة النظيفة، مستشهدًا بمشروع محطة “بنبان” للطاقة الشمسية في أسوان كنموذج. ويركز المحور الثاني على التكيف (Adaptation)، من خلال تقوية البنية التحتية لتصبح أكثر قدرة على استيعاب الصدمات، مثل مشروعات حماية كورنيش الإسكندرية وإنشاء مصدات للأمواج. أما المحور الثالث فهو المرونة (Resilience)، الذي يستهدف تعزيز قدرة المجتمعات على التعافي السريع من الكوارث، حيث أشاد طنبل بروح التكاتف التي أظهرها المواطنون في التعامل مع تداعيات العاصفة الأخيرة.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: تواصل
The post الإسكندرية تحت “التهديد المناخي”: عاصفة قياسية تسجل أمطار 6 أشهر في نصف ساعة appeared first on Solarabic سولارابيك. Written by بسمه عبود