الأولمبياد على حافة الهاوية: هل تنجو الرياضة من كارثة تغير المناخ؟
سولارابيك، اليونان – 17 مارس 2025: يهدد تغير المناخ مستقبل الألعاب الأولمبية، ويضع اللجنة الأولمبية الدولية (IOC) أمام تحدٍ وجودي. وفي خطوة غير مسبوقة، أطلق أكثر من 400 رياضي أولمبي صيفي وشتوي من 89 دولة صرخة استغاثة، مطالبين الرئيس القادم للجنة الأولمبية الدولية بجعل حماية الكوكب أولويته القصوى. يأتي ذلك في وقت تستعد فيه اللجنة لانتخاب رئيس جديد في كوستا نافارينو، اليونان، حيث يطالب الرياضيون بضمان بقاء الألعاب قابلة للحياة للأجيال القادمة.
تأثيرات مناخية كارثية على ساحة الأولمبياد
يشكل تغير المناخ تهديدًا متزايدًا على الألعاب الأولمبية، حيث تعطل الظروف البيئية المتدهورة المسابقات ويؤثر على الدول المشاركة. كما أنه يقلل من فرص التدريب ويغير معدلات المشاركة، خاصة بالنسبة للدول الجزرية الصغيرة. وفي حين أن الألعاب الأولمبية كانت رمزًا للوحدة العالمية، فإنها أصبحت الآن مسرحًا لتجليات تغير المناخ في الوقت الفعلي.
حرارة خانقة وأرقام مقلقة
شهد أولمبياد طوكيو 2020، الذي كان الأشد حرارة في التاريخ آنذاك، ارتفاع درجات الحرارة إلى أكثر من 34 درجة مئوية مع رطوبة تقارب 70%. وكما عانى ما يقدر بواحد من كل 100 رياضي من أمراض مرتبطة بالحرارة أثناء المنافسة.
يؤثر الطقس الحار على الأداء الرياضي بطرق عديدة، حيث يعطل النوم، ويسرع الجفاف، ويزيد من خطر المرض والإصابة. من ناحية أخرى، يحذر تقرير صدر عام 2023 من أن درجات الحرارة خلال الألعاب أصبحت الآن أعلى بمقدار 3.1 درجة مئوية مما كانت عليه في عام 1924، مما يجعل موجات الحر الخطرة أكثر احتمالًا. وبحلول عام 2050، قد تصبح المدن المضيفة السابقة للألعاب الصيفية مثل طوكيو وبكين وأثينا وسيؤول وروما وبرشلونة شديدة الحرارة بحيث لا يمكنها استضافة الألعاب الأولمبية بأمان مرة أخرى. وفي الوقت نفسه، فإن ما لا يقل عن نصف المدن التي تتقدم بطلبات لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2036 معرضة لدرجات حرارة تتجاوز الحدود الآمنة.
الألعاب الشتوية على حافة الهاوية
لا تقتصر تأثيرات تغير المناخ على الألعاب الصيفية فحسب، بل تمتد أيضًا إلى الألعاب الشتوية. إذ يؤدي ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى تساقط الثلوج غير الموثوق به والشتاء الأقصر، مما يجعل المنافسة الخارجية أصعب من أي وقت مضى. كما أنه يقلل بشكل كبير من المواقع المحتملة للألعاب، حيث تحذر اللجنة الأولمبية الدولية من أن 10 دول فقط ستبقى لديها المناخ المناسب للاستضافة بحلول عام 2040.
صرخة الرياضيين ودعوة للتحرك
يأتي هذا التحرك من الرياضيين، الذين يمثل العديد منهم بعض المناطق الأكثر عرضة لتغير المناخ في العالم، كصرخة استغاثة لإنقاذ مستقبل الألعاب. يمثل الرياضيون دولًا جزرية صغيرة مثل جزر البهاما والرأس الأخضر وفيجي وساموا، بالإضافة إلى دول تواجه آثارًا بيئية شديدة مثل كولومبيا وكينيا ولاوس وباكستان وزامبيا.
قال فرديناند أومانيالا، حامل الرقم القياسي الأفريقي في سباق 100 متر: “هنا في كينيا وحول العالم، نشهد بالفعل الحقائق القاسية لتغير المناخ، من الطقس المتطرف إلى ارتفاع درجات الحرارة. لا يمكننا تحمل الانتظار. حماية كوكبنا يجب أن تكون أولوية قصوى حتى يتمكن الرياضيون والمجتمعات من الازدهار في عالم أنظف وأكثر استدامة.”
تابعونا على لينكيد إن Linked–in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: Earth
The post الأولمبياد على حافة الهاوية: هل تنجو الرياضة من كارثة تغير المناخ؟ appeared first on Solarabic سولارابيك. Written by بسمه عبود