Categories
Uncategorized

استثمارات الطاقة عالميًا قد تتجاوز 3 تريليونات دولار في 2025

تشير التوقعات إلى أن استثمارات الطاقة عالميًا ستسجل قفزة جديدة في 2025، حيث يتجه ثلثا الإنفاق نحو المصادر النظيفة، بينما تتقلص الحصة المخصصة للوقود الأحفوري إلى الثلث.

فرغم تصاعد التوترات الجيوسياسية وضبابية المشهد الاقتصادي، قد تقفز استثمارات العام الجاري إلى 3.3 تريليون دولار، بزيادة قدرها 2% بالقيمة الحقيقية مقارنة بعام 2024، بحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

ومن المتوقع ضخ نحو 2.2 تريليون دولار في مصادر الطاقة النظيفة، مثل الطاقة المتجددة والنووية والشبكات والتخزين، وهو ما يعادل ضعف الاستثمارات الموجهة للنفط والغاز والفحم، البالغة 1.1 تريليون دولار.

وتتربع الصين على رأس قائمة المستثمرين في قطاع الطاقة عالميًا، بينما تحتل الطاقة الشمسية الكهروضوئية المركز الأول، كونها أكثر تقنية استقطابًا للاستثمار.

طفرة استثمارات الطاقة عالميًا

في غضون 5 سنوات فقط، شهد العالم طفرة في استثمارات الطاقة عالميًا، مدفوعة بحزم التعافي التي أعقبت جائحة كورونا، ثم عززتها عوامل صناعية واقتصادية وتقنية، إلى جانب أمن الطاقة، لتتجاوز دوافع المناخ.

وأظهر التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية، اليوم الخميس 5 يونيو/حزيران (2025)، أن 70% من الزيادة في الإنفاق جاء من دول مستوردة للوقود الأحفوري، بقيادة الصين التي تسعى لخفض واردات النفط والغاز، وأوروبا التي تسارعت خطواتها في الطاقة النظيفة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، والهند التي كثفت استثماراتها في الطاقة الشمسية.

أمّا الولايات المتحدة، فشكّلت 20% من الزيادة العالمية في الإنفاق، مدفوعة بسعيها لتحدي هيمنة الصين على سلاسل توريد تقنيات الطاقة النظيفة.

وتزامن ذلك مع ما يُعرف بـ”عصر الكهربة”، مع ارتفاع الطلب في قطاعات، مثل الصناعة والتبريد والنقل ومراكز البيانات والذكاء الاصطناعي، وبذلك أصبحت استثمارات الكهرباء تفوق نظيراتها في الوقود الأحفوري.

وفي عام 2025، من المتوقع أن تبلغ استثمارات قطاع الكهرباء نحو 1.5 تريليون دولار، أي أعلى بنسبة 50% من الإنفاق على النفط والغاز والفحم مجتمعَين، الذي كان يفوق استثمارات الكهرباء بنسبة 30% قبل 10 سنوات.

وفي هذا السياق، صرّح المدير التنفيذي للوكالة الدولية، فاتح بيرول، أن أمن الطاقة سيكون العامل الأكثر تحفيزًا لزيادة استثمارات الطاقة هذا العام، موضحًا أن بعض المستثمرين أصبحوا أكثر حذرًا بشأن المشروعات الجديدة نتيجة التقلبات التجارية والاقتصادية، إلّا أن غالبية المشروعات الحالية لم تتأثر بعد.

ويوضح الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- توقعات الإنفاق في الطاقة النظيفة حتى 2030:

استثمارات الطاقة النظيفة بحلول 2030

الصين تقود استثمارات الطاقة عالميًا

على مدار العقد الماضي، ارتفعت حصة الصين من استثمارات الطاقة النظيفة عالميًا من الربع إلى الثلث، بفضل الاستثمار في مجموعة واسعة من التقنيات، مثل الطاقة الشمسية والرياح والطاقة الكهرومائية والنووية والبطاريات والمركبات الكهربائية.

وفي الولايات المتحدة، تضاعفت الاستثمارات في مصادر الطاقة المتجددة والوقود منخفض الانبعاثات خلال العقد الماضي، لكن وتيرة النمو ستتباطأ مع تقليص السياسات الداعمة.

في المقابل، يتجه الإنفاق على التنقيب عن النفط والغاز نحو دول الشرق الأوسط التي تحتفظ بأكبر الموارد وبأقل التكاليف، حيث من المتوقع أن تصل حصتها إلى 20% في 2025، وهو أعلى مستوى مسجَّل، في حين إن تراجُع الإنفاق في روسيا أدى إلى انخفاض حصّتها إلى 6%.

بالإضافة إلى ذلك، يتضح التفاوت في الاقتصادات النامية، لا سيما أفريقيا، التي تواجه تحديات في تعبئة رأس المال الرازم لتطوير البنية التحتية، إلى جانب تقلبات العملة وارتفاع أسعار الفائدة.

وكشف التقرير أن استثمارات الطاقة في أفريقيا أقل بمقدار الثلث مقارنة بعام 2015، ولا تتجاوز حصتها من الاستثمار في الطاقة النظيفة 2%، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وتشير فجوة التمويل المتزايدة في الدول النامية إلى ضرورة تعزيز الدور الدولي في تمويل مشروعات الطاقة النظيفة، إذ ما تزال التمويلات العامة الدولية تشكّل نحو 7% فقط من استثمارات الطاقة النظيفة في الأسواق الناشئة (باستثناء الصين)، أي ما يعادل 32 مليار دولار سنويًا.

توربينات رياح بجوار محطة شمسية
توربينات رياح بجوار محطة شمسية – الصورة من إنوسيل

استثمارات الطاقة النظيفة والوقود الأحفوري

من جهة أخرى، توقّع التقرير أن تبلغ استثمارات الطاقة الشمسية -سواء على نطاق المرافق أو الأسطح- نحو 450 مليار دولار في عام 2025، لتصبح بذلك أكبر مصدر في قائمة استثمارات الطاقة عالميًا.

وفي موازاة هذا الصعود، ستواصل استثمارات بطاريات التخزين ارتفاعها لتتجاوز 65 مليار دولار هذا العام، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

كما ستشهد الطاقة النووية انتعاشًا لافتًا، إذ ارتفعت استثماراتها بنسبة 50% خلال 5 سنوات، ومن المتوقع أن تصل إلى نحو 75 مليار دولار في 2025.

وأضاف التقرير أن ارتفاع الطلب العالمي على الكهرباء سيسفر عن استمرار الاستثمار في الفحم، لا سيما في الصين والهند.

غير أن البنية التحتية لشبكات الكهرباء ستكون الحلقة الأضعف، إذا تبلغ استثماراتها نحو 400 مليار دولار سنويًا، لكنها أقل من المطلوب لمواكبة استثمارات التوليد والكهربة.

في المقابل، من المتوقع أن تشهد استثمارات قطاع المنبع (الاستكشاف والإنتاج) تراجعًا لأول مرة منذ أزمة كورونا، بنسبة تصل إلى 6% خلال العام، نتيجة انخفاض أسعار النفط وتراجع الطلب، خاصة في قطاع النفط الصخري الأميركي.

على النقيض، ستشهد استثمارات الغاز المسال طفرة، مع دخول مشروعات ضخمة في الولايات المتحدة وقطر وكندا وغيرها مرحلة الإنتاج.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

  1. استثمارات الطاقة عالميًا من وكالة الطاقة الدولية

إقرأ: استثمارات الطاقة عالميًا قد تتجاوز 3 تريليونات دولار في 2025 على منصة الطاقة