Categories
Uncategorized

إغلاق مضيق هرمز لن يمنع تصدير النفط السعودي والإماراتي.. من المتضرر؟ (تحليل)

تزداد احتمالات إغلاق مضيق هرمز من جانب إيران، مع استمرار القصف الإسرائيلي لمنشآتها النووية والدفاعية، فضلًا عن منشآت النفط والغاز والبنية التحتية للطاقة.

وإذا توسعت الحرب ولجأت إيران لإغلاق المضيق، فمن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى انقطاع كبير في إمدادات النفط والغاز المسال العالمية، لكن بعض دول المنطقة تستطيع تجاوز ذلك، وأبرزها السعودية والإمارات، بحسب تحليل حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة، ومقرّها واشنطن.

واتّسع نطاق الهجمات الإسرائيلية المستمرة على إيران لليوم الرابع على التوالي منذ الجمعة (13 يونيو/حزيران 2025)، ليشمل محطة معالجة للغاز في محيط حقل بارس الجنوبي المشترك مع قطر، وهو أكبر حقل غاز طبيعي في العالم، ويقع على بُعد 100 إلى 150 كيلومترًا من مضيق هرمز.

كما شملت الهجمات استهداف مجمع معالجة تابع لشركة فجر جام، إضافة إلى مستودع تخزين للوقود تابع لمصفاة لتكرير النفط في شهران، وردّت إيران بهجمات صاروخية مضادّة استهدفت بعض منشآت التكرير في إسرائيل.

أهمية مضيق هرمز

يقع مضيق هرمز بين عمان وإيران، ويربط الخليج العربي بخليج عمان وبحر العرب، ويتميز بعمقه واتّساعه بما يكفي لاستيعاب مرور أكبر ناقلات النفط الخام في العالم.

ويتحكم المضيق في مرور أكثر من ربع تجارة النفط العالمية المنقول بحرًا، فضلًا عن خُمس تجارة الغاز المسال عالميًا، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وبلغ إجمالي حجم تدفقات النفط المارة من مضيق هرمز (شاملة الخام والمكثفات والمنتجات) قرابة 20.3 مليون برميل يوميًا في عام 2024، بينما بلغ الحجم قرابة 20.1 مليونًا خلال الربع الأول من عام 2025.

ويوضح الرسم التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تدفقات النفط عبر مضيق هرمز منذ عام 2020 حتى الربع الأول من 2025، مقارنة بحجم التدفقات العالمية المنقولة بحرًا:

تجارة النفط المارة عبر مضيق هرمز (2020-2025)

وشكّل الرقم المسجل في 2024 قرابة 27% من إجمالي تجارة النفط العالمية المنقول بحرًا (75.5 مليون برميل يوميًا)، وأكثر من 20% من إجمالي استهلاك السوائل النفطية (102.7 مليون برميل يوميًا).

وكانت السعودية أكبر الدول المستعملة للمضيق في عبور صادراتها النفطية عام 2024، إذ شكّلت وحدها قرابة 38%، أو ما يعادل 5.5 مليون برميل يوميًا، من إجمالي تدفقات النفط الخام والمكثفات المارة عبره خلال العام، البالغة 14.3 مليون برميل يوميًا.

وإلى جانب السعودية، تستعمل الإمارات والكويت والعراق مضيق هرمز في عبور صادراتها النفطية -أيضًا-، بينما تعتمد عليه قطر بصورة واسعة في تصدير الغاز المسال.

وبلغ حجم تدفقات الغاز المسال المارة من مضيق هرمز قرابة 10.3 مليار قدم مكعبة يوميًا خلال عام 2024، في حين وصلت إلى 11.5 مليار قدم مكعبة يوميًا خلال الربع الأول من 2025، ومعظمها من قطر.

ويوضح الرسم التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تدفقات الغاز المسال عبر مضيق هرمز منذ عام 2020 حتى الربع الأول من عام 2025:

تجارة الغاز المسال المارة عبر مضيق هرمز (2020-2025)

3 دول قادرة على تجاوز إغلاق مضيق هرمز

تبدو احتمالات إغلاق مضيق هرمز كارثية على أسواق النفط والغاز العالمية، بالنظر إلى حجم التجارة المارة عبره، خاصةً أن بدائله ما زالت محدودة وغير متاحة لأغلب الدول.

ولم تغلق إيران المضيق حتى الآن، كما لم تصرّح بذلك عبر مستويات التمثيل السياسي العليا، لكن عضو لجنة الأمن في البرلمان الإيراني، إسماعيل كوثري، أشار -مؤخرًا- إلى أن بلاده لا تستبعد ذلك إذا توسعت الحرب.

وتمتلك إيران خط أنابيب احتياطيًا مُرفقةً به محطة تصدير على خليج عمان (غوره – جاسك -Goreh Jask)، وتبلغ قدرة هذا الخط قرابة 0.3 مليون برميل يوميًا، ما قد يمكّنها من تجاوز اضطرابات مضيق هرمز جزئيًا.

وافتتحت طهران هذا الخط عام 2021، لكنها لم تستعمله إلّا مرّات قليلة، كان أولها في يوليو/تموز 2021، لنقل شحنة وحيدة، ثم استعملته مرة أخرى في صيف 2024، لتصدير 70 ألف برميل يوميًا، وتوقفت عن تحميل الشحنات عبره منذ سبتمبر/أيلول 2024، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

على الجانب الآخر، تستطيع السعودية والإمارات تجاوز إغلاق مضيق هرمز -أيضًا- لامتلاكهما خطوط أنابيب عاملة تمكّنهما من نقل صادراتهما النفطية، ما قد يخفف من اضطرابات النقل عبر المضيق.

ويربط خط أنابيب النفط الخام (شرق-غرب) -الذي تديره شركة أرامكو السعودية- بين محطة معالجة النفط في مدينة بقيق بالقرب من الخليج العربي، وميناء ينبغ على البحر الأحمر، بقدرة نقل 5 ملايين برميل يوميًا.

ووسّعت شركة أرامكو في عام 2019 قدرة الخط -مؤقتًا- لتصل إلى 7 ملايين برميل يوميًا، عندما حولت الشركة بعض خطوط أنابيب سوائل الغاز الطبيعي إلى أخرى مهيّأة لنقل النفط الخام.

وفي عام 2024، ضخّت السعودية مزيدًا من النفط الخام عبر هذا الخط، لتجنُّب انقطاعات الشحن حول مضيق باب المندب.

ويمتد الأمر نفسه إلى الإمارات التي تربط حقولها النفطية البرية بمحطة الفجيرة للتصدير الواقعة على خليج عمان عبر خط أنابيب يتجاوز مضيق هرمز، و تبلغ طاقته 1.8 مليون برميل يوميًا.

ولا تعمل خطوط السعودية والإمارات بكامل طاقتها في الغالب، إذ تُقدِّر إدارة معلومات الطاقة الأميركية حجم القدرة غير المستغلة لهذه الخطوط بنحو 2.6 مليون برميل يوميًا، ما سيُمكّن الدولتين من تجاوز إغلاق مضيق هرمز.

4 دول آسيوية المتضرر الأكبر من إغلاق مضيق هرمز

من المتوقع أن تكون الأسواق الآسيوية أكبر المتضررين في حالة إغلاق مضيق هرمز، لكونها الوجهة الأولى لأغلب تدفقات النفط الخام والغاز المسال المارة من المضيق.

وبحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، ذهبت 84% من شحنات النفط الخام والمكثفات، و83% من شحنات الغاز المسال المارة عبر المضيق، إلى آسيا خلال عام 2024.

وكانت الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية أكبر الدول المستوردة النفط الخام المتجه إلى آسيا عبر مضيق هرمز، بحصّة وصلت إلى 69% من إجمالي تدفقات الخام والمكثفات المارّة في عام 2024.

بينما استوردت الولايات المتحدة قرابة نصف مليون برميل يوميًا فقط من النفط والمكثفات الخليجية عبر المضيق خلال عام 2024، ما يشكّل 7% من إجمالي وارداتها، و2% فقط من إجمالي استهلاكها من السوائل النفطية.

ويوضح الرسم التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- إجمالي حجم وقيمة واردات النفط الأميركية من 5 دول عربية خلال عام 2024، شاملة السعودية والإمارات والكويت:

واردات النفط الأميركية من 5 دول عربية في 2024

وكان مستوى واردات الولايات المتحدة من النفط الخليجي في عام 2024 هو الأدنى منذ 40 عامًا، إلى جانب كونه أقل بمقدار النصف منذ عام 2018.

ويرجع السبب في ذلك إلى زيادة الإنتاج المحلي في الولايات المتحدة، إضافة إلى ارتفاع وارداتها من النفط الكندي المجاور، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

استنادًا إلى هذا الوضع، من المرجّح أن تكون الأسواق الآسيوية أكبر المتضررين من انقطاع الإمدادات عبر مضيق هرمز، بينما سيكون الأثر محدودًا في الولايات المتحدة.

ورغم كثرة التكهنات حول احتمالات إغلاق مضيق هرمز، فإن من المستبعد حدوث ذلك، لأن أغلب ممراته تقع في عمان، كما توجد قوات أميركية وبريطانية قريبة من المضيق، فضلًا عن اتّساعه بصورة تصعب إغلاقه عمليًا، بحسب خبير أسواق الطاقة د.أنس الحجي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

تحليل آثار إغلاق مضيق هرمز في أسواق النفط من إدارة معلومات الطاقة الأميركية

إقرأ: إغلاق مضيق هرمز لن يمنع تصدير النفط السعودي والإماراتي.. من المتضرر؟ (تحليل) على منصة الطاقة