Categories
Uncategorized

إغلاقات مصافي التكرير الأوروبية تنعش فرص الشرق الأوسط وأفريقيا

تواجه مصافي التكرير الأوروبية منعطفًا بعدما اجتمعت عليها عوامل ضغط عدّة، أبرزها: تراجع الهوامش الذي كان قاسمًا مشتركًا لتراجع أرباح كبريات شركات الطاقة، ومطالبات خفض الكربون وتقليل الانبعاثات.

وتُصارع المصافي لاستمرار دورها في ضبط أسعار الوقود، خاصة مع اتجاه بعض الشركات المشغّلة لإغلاق مرافقها.

ومقابل ذلك، يخشى محللون من تسبُّب هذه الإغلاقات في نمو فرص المنتجين بالشرق الأوسط وأفريقيا.

وحسب تحليل منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لبيانات قطاع التكرير العالمي والأوروبي، فإن الأنظار تتجه إلى المصافي الصامدة أمام موجة الإغلاقات، لتعويض هوامش التكرير.

وخصصت بعض الشركات المشغّلة للمصافي حصة من المخصصات، لصالح تطبيقات تقنيات الطاقة النظيفة وتعزيز عمليات المعالجة بها.

التكرير في أوروبا

أكد خبير بقطاع التكرير في أوروبا أن ارتفاع التكاليف وتضخُّم الأجور فاقَما من تراجع الأرباح، خاصةً أن تكلفة الكربون تسجل مستويات مرتفعة.

وقال مسؤول الاستثمار في شركة فيتول، جاي غليتشر، إن مواصلة إغلاق مصافي التكرير الأوروبية -في غضون عام إلى عامين- ستعزز دور المصافي المتبقية.

وتوقّع “غليتشر” استمرار دور مصافي التكرير الواقعة شمال غرب أوروبا في تلبية الطلب المحلي، مستبعدًا تمسُّك الشركات المستقلة بالمشروعات قصيرة الأجل، لتجنُّب تحمُّل تكاليف الانتقال المرتفعة.

مصفاة بي بي في إسبانيا
مصفاة بي بي في إسبانيا – الصورة من GreenAir News

وأعرب عن أمله في ظهور شركات على الساحة، لديها المخصصات اللازمة لتمويل استثمارات مصافي التكرير في أوروبا عبر الشراكات وصفقات الدمج والاستحواذ.

وحمل “غليتشر” التغيرات الجيوسياسية، وتغيُّر نهج الإدارات عقب الانتخابات، مسؤولية المؤثرات السلبية في السوق، وتعزيز حالة عدم اليقين.

ويبدو أن الطلب الأوروبي على النفط يتجه إلى الانخفاض بدءًا من العام الجاري 2025، حسب توقعات إس بي غلوبال.

وتدفع زيادة نشر السيارات الكهربائية على الطرق باتجاه تراجع استهلاك البنزين في القارة العجوز، وخفض الطلب على الديزل الأحمر الرديء (gasoil)، هبوطًا من ذروة عام 2017.

تداعيات إغلاق مصافي التكرير

كشفت توقعات وكالة الطاقة الدولية جانبًا من تداعيات إغلاق مصافي التكرير الأوروبية، إذ حذّرت من فقدان القطاع مليون برميل يوميًا بحلول نهاية العقد الجاري، وذهب محللون إلى تقديرات أعلى من ذلك.

ويعوّل خبراء القطاع على تعويض المصافي غير المخطط إغلاقها هذه الكميات؛ ما يحقق ارتفاعًا للهوامش، حتى وإن كان بصورة مؤقتة.

ومع رصد تراجع بهوامش التكرير في نتائج أعمال غالبية شركات الطاقة السنوات القليلة الماضية، تحيط علامات الاستفهام بمشروعات وأصول الوقود الأحفوري خوفًا من ارتفاع أسعار الطاقة وزيادة رسوم الكربون.

وقد تنعكس هذه التقلبات على تكلفة التشغيل، وظهور منافسين في الشرق الأوسط ونيجيريا يتمتعون بتكلفة إنتاج منخفضة.

كما أن متغيرات قطاع التكرير الأوروبي قد تتفاقم مع ارتفاع تكلفة امتثال تجارة الانبعاثات إلى ما يتراوح بين 3 و4 دولارات/برميل بحلول 2035، التزامًا بتوجيهات الاتحاد الأوروبي حيال الوقود والمبيعات منخفضة الكربون.

مصفاة تكرير توتال إنرجي
مصفاة تكرير توتال إنرجي – الصورة من Middle East Monitor

خريطة الإغلاقات

اتخذت شركات أوروبية خطوات في إغلاقات مصافي التكرير منذ العام الماضي، مثل توقُّف مصفاة “ليفورنو” التابعة لشركة إيني الإيطالية.

كما تستعد مصفاة “غرانماوث” البريطانية لإغلاق أبوابها في الربع الثاني من العام الجاري، وتُشير التوقعات إلى تقليص مصفاتي: “راينلاند” التابعة لشركة شل العالمية و”غيلسنكرشن” التابعة لشركة النفط البريطانية بي بي، أعمالهما العام الجاري.

وتضخ الشركة المشغّلة لمصفاة “ستانلو” البريطانية ما يُقدَّر بنحو 1.2 مليار دولار لصالح تقنيات: احتجاز الكربون وتخزينه، واستثمارات الهيدروجين الأزرق، والكهربة.

وتكرَّر الأمر ذاته مع شركة التكرير الإسبانية “مويف Moeve”، إذ استهدفت خفض استهلاك الغاز الطبيعي والاتجاه والتركيز على مشروعات الهيدروجين الأخضر.

وتعتزم الشركة بدء بناء أكبر أجهزة التحليل الكهربائي في جنوب أوروبا، خلال العام الجاري.

واستحوذت شركتا “فيتول” و”ترافيغورا” على مصافي تكرير في فرنسا وإسبانيا، في ظل تفضيل شركات النفط العالمية التخلّي عن بعض مشروعاتها.

ويركّز تجّار السلع على مصافي التكرير الواقعة بمناطق ساحلية لضمان تنوع تدفّقات النفط الخام.

ونجحت مصافي البحر المتوسط في تأمين مشترين، مقابل حالة من الركود لمصافي: ميرو، وشفيدت، وغيرها.

ويتمسك المستثمرون بالمصافي التابعة لشركتي: شل وبي بي، في روتردام.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إقرأ: إغلاقات مصافي التكرير الأوروبية تنعش فرص الشرق الأوسط وأفريقيا على منصة الطاقة