إزالة الكربون في أوروبا قد تتحقق دون الإضرار بالقطاع الصناعي.. وهذه أبرز الحلول
تمثّل إزالة الكربون في أوروبا تحديًا بيئيًا واقتصاديًا مع الالتزام بأهداف خفض الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وهذه المهمة تتطلب حلولًا مبتكرة توازن بين الحفاظ على القدرة التنافسية للصناعات الأوروبية والحدّ من تأثيرها البيئي.
وبحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، تُعدّ تفويضات مزج الوقود والغاز الاصطناعي من الحلول الرئيسة التي توفر بديلًا منخفض الكربون للعديد من الصناعات، خاصة في القطاعات التي تصعب كهربتها.
ولضمان نجاح هذه الحلول، ثمة حاجة إلى تبنّي سياسات تشجع على الابتكار وتعزيز الاستفادة من التقنيات النظيفة؛ ما يسهم في تحقيق أهداف إزالة الكربون في أوروبا دون المساس بالقطاعات الصناعية.
تفويضات مزج الوقود أحد الحلول
من المتوقع أن تواجه المفوضية الأوروبية والدول الأعضاء تعقيدات في ظل التوازن بين تنفيذ الصفقة الأوروبية الخضراء والحفاظ على تنافسية الصناعات.
وسيقتضي ذلك الاستفادة القصوى من الحلول المتاحة حاليًا، مثل الوقود المتجدد من مصادر غير بيولوجية، وهو مثال قوي على كيفية تجاوز حاجة أوروبا للبنية التحتية الجديدة، بحسب تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي.
والوقود المتجدد من مصادر غير بيولوجية (RFNBOs) هو الوقود المتجدد المنتَج دون الاعتماد على الكتلة الحيوية، ويشمل أنواعًا غازيّة وسائلة، مثل الغاز الاصطناعي.
وأكد التقرير أهمية دور تفويضات مزج الوقود في تسريع جهود إزالة الكربون في أوروبا، وهي عبارة عن سياسات تفرض دمج نسب معينة من الوقود المتجدد مع الوقود التقليدي قبل وصوله للمستهلكين.
بالإضافة إلى ذلك، تتماشى هذه التفويضات مع أهداف الصفقة الخضراء الأوروبية، من خلال تعزيز كفاءة الطاقة والحدّ من الاعتماد على الوقود الأحفوري في القطاعات الحيوية مثل النقل والصناعات الثقيلة، فضلًا عن بناء مسار واضح نحو تقليل البصمة الكربونية للقطاع الصناعي.
وحاليًا، تشكّل الكهرباء قرابة 20% من استهلاك الطاقة العالمي، بينما تهيمن مصادر الطاقة التقليدية مثل الغاز والفحم والنفط على الـ80% المتبقية، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ومع توقُّع وكالة الطاقة الدولية بأن تتجاوز حصة الكهرباء 50% من استهلاك الطاقة بحلول عام 2050، تبدو العقبات جلية أمام القطاعات التي تعتمد على الحرارة العالية في التحول الكامل إلى الكهرباء، وبات من الضروري البحث عن حلول مكملة.

الغاز الاصطناعي
يظهر الغاز الاصطناعي بصفته أحد الحلول الواعدة لإزالة الكربون في أوروبا، ويُعرف -أيضًا- باسم الميثان الاصطناعي المستدام-، فهو نوع من الوقود المتجدد من مصادر غير بيولوجية، إذ يُنتج عبر مزيج مكون من الهيدروجين الأخضر وثاني أكسيد الكربون بعد إخضاعه لعملية تدوير.
وهذه التقنية، التي تعود جذورها إلى اكتشاف الكيميائي الفرنسي بول ساباتييه في عام 1912، تمثّل نقلة نوعية بفضل قدرتها على الاستفادة من البنية التحتية للغاز الحالية دون الحاجة إلى استثمارات ضخمة، مثل خطوط الأنابيب وناقلات الغاز المسال والتخزين.
ويعتمد نجاح هذال الوقود على تطوير تقنيات التحليل الكهربائي، الذي يمثّل العمود الفقري لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
ولا يقتصر اعتماد هذا الوقود على فوائده البيئية، بل يحمل في طيّاته فرصًا اقتصادية هائلة، إذ يمثّل تطوير قطاع التحليل الكهربائي محليًا نقطة انطلاق للابتكار والقدرة على منافسة القوى العالمية.
يأتي ذلك مع تأكيد خطة الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي، ماريو دراغي، لإنقاذ الاقتصاد الأوروبي، ضرورة تحفيز التقنيات النظيفة، ودورها في تحويل إزالة الكربون إلى فرصة للنمو الاقتصادي، بدلًا من خطر يهدد الصناعة في القارة العجوز، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ومع توسُّع أسواق الهيدروجين وتطوّر سلاسل القيمة، تتزايد قدرة الوقود المتجدد على المنافسة مع الوقود الأحفوري من حيث التكاليف، حال توفير الدعم الملائم على المستويين الاقتصادي والسياسي.
ويوضح الإنفوغرافيك التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- تطورات إزالة الكريون من الغلاف الجوي والمتطلبات لتحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول 2050:
تعزيز الطلب بهدف إزالة الكربون في أوروبا
بالإضافة إلى ذلك، تبرز القواعد الجديدة لتوجيهات الطاقة المتجددة في أوروبا بصفتها خطوة رئيسة لدعم الطلب على الوقود المتجدد من مصادر غير بيولوجية داخل العديد من القطاعات، مع تحديد هدف تجاوز 250 تيراواط/ساعة بحلول عام 2030
وتتضمن هذه التوجيهات أهدافًا طموحة، مثل استعمال 1% من هذا الوقود في القطاع البحري، و 1% إلى 5.5% في النقل، واستبدال أكثر من 42% من الهيدروجين الرمادي في القطاعات الصناعية.
وتُظهر تجارب بعض المناطق -مثل كيبيك واليابان- نجاحًا ملحوظًا في دمج الوقود المتجدد في شبكات الغاز الحالية.
وأشار التقرير إلى ان هذه المبادرات تساعد في تسريع التبنّي، وجعل المشروعات أكثر جاذبية للمستثمرين، ما يسهم في تأمين قرارات الاستثمار النهائي، والتخفيف من عبء التكاليف، فضلًا عن تعزيز الطلب على التقنيات الخضراء.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج الهيدروجين الأخضر في ناميبيا يعزز إزالة الكربون في أوروبا (تقرير)
- مزج الوقود الحيوي مع التقليدي حل مثالي لخفض انبعاثات الشحن البحري
- سوق الحفر البحري متماسكة رغم تعثر التنقيب وتوسعات الوقود المتجدد
اقرأ أيضًا..
- أغنى جزيرة نفط إيرانية.. تضم 5 حقول وتُخزّن 5 ملايين برميل
- في دولة عربية.. حكاية 4 آبار مهدت الطريق لاكتشاف 267 مليار برميل نفط
- معدن الثوريوم ثروة نووية خفية.. ودولة عربية تسيطر على احتياطي كبير
المصادر:
- إزالة الكربون في أوروبا من المنتدى الاقتصادي العالمي
- إنفوغرافيك يوضح متطلبات إزالة الكربون لتحقيق الحياد الكربوني من وحدة أبحاث الطاقة
إقرأ: إزالة الكربون في أوروبا قد تتحقق دون الإضرار بالقطاع الصناعي.. وهذه أبرز الحلول على منصة الطاقة