إدارة ترمب تدرس استعمال النفايات النووية وقودًا للمفاعلات (تقرير)
تدرس إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب مسودة أمر تنفيذي يخصّ النفايات النووية، في ظل المساعي لتوسيع الاعتماد على الطاقة النووية، وسط طفرة تشهدها البلاد في الطلب على الكهرباء.
في هذا الإطار، ستُقيّم تلك النفايات والبلوتونيوم المشع لتكون وقودًا للمفاعلات بموجب مسودة أمر تنفيذي تدرسها إدارة الرئيس دونالد ترمب بشأن توسيع الطاقة النووية، وهي خطوات يعارضها خبراء منع الانتشار النووي، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
من ناحية ثانية، تدرس إدارة ترمب 4 مسودات أوامر تنفيذية، اطلعت عليها وكالة رويترز، ووصفتها بأنها مدروسة ومُتخَذة قبل اتخاذ القرار، بشأن توسيع نطاق الطاقة النووية.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة كانت أول من طوّر الطاقة النووية، فإن مصدر الطاقة هذا يشهد، حاليًا، أسرع نمو في الصين.
تقييم إعادة معالجة النفايات النووية
كان موقع أكسيوس (Axios) الإخباري أول من نشر مسودات الأوامر التنفيذية، ولم تُنشر سابقًا أي توجيهات في أحد الأوامر تتعلّق بتقييم إعادة معالجة النفايات النووية، المعروفة باسم الوقود النووي المستهلك، وباستعمال البلوتونيوم عالي الإشعاع بوصفه وقودًا.
ويدعو أحد الأوامر التنفيذية، المعنون “الطريق إلى النهضة النووية”، وزير الطاقة الأميركي، في غضون 90 يومًا من توقيع الرئيس عليه، إلى منح رئيس المجلس الوطني لهيمنة الطاقة “تقييمًا للاعتبارات القانونية ذات الصلة بضمان النقل الفعال للوقود المستهلك من المفاعلات إلى منشأة إعادة تدوير تجارية”.
وفي الوقت نفسه، تسعى الأوامر التنفيذية إلى تعزيز سيطرة الإدارة على موافقات مشروعات الطاقة النووية التي تتولاها حاليًا هيئة التنظيم النووي الأميركية المستقلة المكونة من 5 أعضاء.
ومن غير المؤكد ما إذا كانت الأوامر التنفيذية ستصل إلى مكتب ترمب، لكن مسألة توسيع الطاقة النووية تُمثل أولوية لدى العديد من المسؤولين في الإدارة، حيث يشهد الطلب الأميركي على الكهرباء طفرةً لأول مرة منذ عقدَيْن بسبب نمو مراكز البيانات اللازمة للذكاء الاصطناعي.
ويدعو الأمر التنفيذي إلى تقييم القدرة على نقل أي نفايات ناتجة عن إعادة المعالجة للتخلص منها في أعماق الأرض، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
معارضة إعادة معالجة النفايات النووية
يعارض خبراء منع الانتشار النووي إعادة معالجة النفايات النووية، أو إعادة تدويرها، قائلين إن سلسلة توريدها قد تكون هدفًا للمتشددين الذين يسعون للحصول على مواد تُستعمل في صنع قنبلة نووية بدائية. ويضيفون أن بناء مثل هذه المحطات في الولايات المتحدة من شأنه أن يُضفي الشرعية على استعمالها في دول أخرى، ما يزيد من مخاطر الانتشار النووي.
رغم ذلك، يبدو أن إدارة ترمب تسعى إلى إحياء فكرة إعادة معالجة الوقود المستهلك التجاري، وهي أسوأ طريقة ممكنة لإدارة النفايات النووية، حسبما يقول خبير سلامة الطاقة النووية لدى اتحاد العلماء المعنيين، إدوين ليمان.
ويوجد أكثر من 90 ألف طن من النفايات النووية مُخزّنة في محطات نووية في جميع أنحاء البلاد، وقد رأى المشرعون من جميع الأحزاب السياسية الرئيسة وقطاع الصناعة في ذلك وسيلة ممكنة لتقليل الاعتماد على روسيا وموردي اليورانيوم الآخرين.

إعادة استعمال النفايات النووية
أعادت فرنسا ودول أخرى معالجة النفايات النووية عن طريق تحليلها إلى يورانيوم وبلوتونيوم وإعادة استعمالها لصنع وقود جديد للمفاعلات.
ويقول خبراء منع الانتشار النووي إن سلسلة التوريد الأميركية ستكون على الأرجح أطول بكثير من تلك الموجودة في تلك الدول؛ ما يجعلها أكثر سهولةً للمجموعات المسلحة.
جدير بالذكر أن الرئيس الأميركي الأسبق، جيرالد فورد، أوقف إعادة المعالجة عام 1976، مُشيرًا إلى مخاوف انتشار الأسلحة.
ورفع الرئيس الأميركي الأسبق، رونالد ريغان، الحظر عام 1981، لكن ارتفاع التكاليف حال دون افتتاح المحطات.
من جهته، يدعو الأمر وزير الطاقة الأميركي إلى وقف برنامج “تخفيف فائض البلوتونيوم والتخلّص منه”، واعتماد مبادرة لجعل هذه المادة شديدة الإشعاع متاحة للصناعة لإنتاج وقود للمفاعلات عالية التقنية.
ويُشكل البلوتونيوم خطر انتشار نووي، ويُعد سامًا إشعاعيًا وكيميائيًا.

وصرح وزير الطاقة الأميركي، كريس رايت، في جلسة استماع بمجلس النواب في 7 مايو/أيار الجاري بأن تخزين النفايات النووية في المفاعلات التجارية في جميع أنحاء البلاد كان خطأً ارتُّكب على مدى 50 عامًا، و”مسؤولية متزايدة”.
وأضاف رايت أنه قبل يوم واحد من جلسة الاستماع، نُوقشت إعادة المعالجة بين مسؤولي الوزارة وممثل البيت الأبيض، مشيرًا إلى أن وزارة الطاقة ستصدر قريبًا دراسة بشأن إعادة المعالجة.
موضوعات متعلقة..
- مناجم اليورانيوم الخاملة في تكساس.. سلاح أميركا لتحريك قطاع الطاقة النووية
- الكشف عن خُطط لزيادة سعة الطاقة النووية في أميركا 3 أضعاف
- رسميًا.. اكتمال تشغيل أكبر محطات الطاقة النووية في أميركا
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: دول أوبك+ فجّرت مفاجأة في أسواق النفط.. وهذا أثر الـ950 ألف برميل
- أكبر 4 محطات كهرباء في السودان.. التفاصيل والقدرات بالأرقام
- هل يستطيع غاز شرق المتوسط عبور بوابة أوروبا؟.. دراسة تجيب
المصدر:
إقرأ: إدارة ترمب تدرس استعمال النفايات النووية وقودًا للمفاعلات (تقرير) على منصة الطاقة