Categories
Uncategorized

أنس الحجي: أزمة الكهرباء العالمية “تاريخية”.. و3 أسباب تقود إليها

تتفاقم أزمة الكهرباء العالمية، وسط ارتفاع ملحوظ في الطلب مؤخرًا، وفي ظل مخاوف من أن تواجه جميع دول العالم عجزًا خلال المرحلة المقبلة، حتى الدول التي تمتلك مشروعات كبيرة.

ولعل أبرز ما ساعد في ذلك التخوّف هو الانقطاع الذي شهدته دول أوروبية مؤخرًا، وهي إسبانيا والبرتغال، وكذلك فرنسا، التي شهدت عطلًا ضرب مهرجان كان السينمائي قبل أيام.

وفي هذا السياق، يقول مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن العالم مقبل حاليًا على مرحلة لم يرها أحد في التاريخ، فهي مرحلة تاريخية حاسمة.

وأضاف: “حتى الدول المتقدمة تعاني عجزًا في الكهرباء ومشكلات في الكهرباء، كان آخرها ما رأيناه في إسبانيا والبرتغال وأجزاء من فرنسا منذ مدة بسيطة، في حين تاريخيًا كانت هناك مشكلات في كاليفورنيا وتكساس مثلًا”.

وأوضح الحجي أن ولاية كاليفورنيا الأميركية، لو كانت دولة مستقلة، لكانت خامس أكبر اقتصاد في العالم، ومع ذلك تواجه مشكلات في قطاع الكهرباء، ومع ذلك هناك أزمة كهرباء عالمية، وليست في الدول الفقيرة وحدها.

جاء ذلك خلال حلقة من برنامج “أنسيّات الطاقة”، قدّمها أنس الحجي عبر مساحات منصة التواصل الاجتماعي “إكس” (تويتر سابقًا) بعنوان: “أزمة الكهرباء وآثار التكييف في أسواق الطاقة العالمية”.

أسباب أزمة الكهرباء العالمية

أفرد أنس الحجي أسباب أزمة الكهرباء العالمية، والمشكلات التي من المتوقع أن يعاني منها العالم، ولعل السبب الرئيس لهذا هو اتجاه العالم إلى كهرباء كل شيء، إذ إن هناك أشياء كثيرة لا تحتاج إلى العمل بالكهرباء.

وتساءل: “هل نحن بحاجة إلى أن تكون فتاحة العلب كهربائية مثلًا؟ هل نحتاج أن تكون الستائر تعمل بالكهرباء؟”، ومع ذلك، هناك اتجاه نحو جعل كل شيء يعتمد على الكهرباء، حتى السيارات، بل هناك حديث حاليًا عن الطائرات الكهربائية وأشياء أخرى.

السيارات الكهربائية

وأوضح مستشار تحرير منصة الطاقة أن من أسباب أزمة الكهرباء العالمية وارتفاع الطلب -كذلك- أولًا أن كثيرًا من الناس تعزو ذلك إلى الزيادة السكانية.

لكن، وفق الحجي، الحقيقة أن الزيادة السكانية ليست السبب الرئيس في زيادة استهلاك الطاقة أو الكهرباء، بل السبب هو التمدن، أي الهجرة من الريف إلى المدن.

وأضاف: “قد تكون هناك قبيلة تعيش في الأمازون بشكل معزول، وتضاعف عدد سكانها دون أن يكون لذلك أي أثر يُذكر في استهلاك الطاقة، بالمقارنة مع شخص واحد ينتقل من الريف إلى المدينة”.

ولفت إلى أن هذا الاتجاه نراه في الصين، والهند، وباكستان، وعدد من الدول الآسيوية، وكذلك في أميركا الجنوبية، والدول العربية.

وتابع: “عندما يهاجر الشخص من الريف إلى المدينة، فإنه ينتقل إلى نمط حياة يعتمد على الكهرباء، حتى لو لم يكن لديه دخل”.

والإشكالية هنا، بحسب أنس الحجي، أن من ينتقل من مكان دون كهرباء إلى مدينة بها كهرباء، فإنه لا يعود أدراجه حتى لو لم يجد عملًا.

صورة تعبيرية ترمز إلى الهجرة من الريف إلى المدن
صورة تعبيرية ترمز إلى الهجرة من الدول الفقيرة إلى الدول الغنية

الهجرة من الدول الفقيرة

قال أنس الحجي إن من أسباب أزمة الكهرباء العالمية -أيضًا- الهجرة من الدول الفقيرة إلى الدول الغنية، والحديث هنا عن عشرات الملايين من المهاجرين إلى الدول الغنية.

وأضاف: “هناك أزمة في أوروبا، وأخرى في الولايات المتحدة، بسبب الهجرة الكثيفة من وسط أميركا وأماكن أخرى حول العالم، وهذه الهجرة تؤدي إلى زيادة كبيرة في استهلاك الكهرباء”.

وضرب خبير اقتصادات الطاقة مثلًا بانسحاب أميركا من أفغانستان، إذ جلبت إدارة الرئيس السابق جو بايدن عشرات الآلاف من الأسر الأفغانية إلى الولايات المتحدة، وبمجرد وصولها -حتى دون أن يعمل الأب- تم تسكينهم في شقق أو بيوت.

ومن ثم، وفق الحجي، تضاعف استهلاك الطاقة بنحو 70 ضعفًا، على الرغم من أن أرباب بعض هذه الأسر لم يكونوا قد عثروا على وظائف بعد.

استهلاك الطاقة في العالم

وبالنسبة إلى المهاجرين من وسط أميركا إلى الولايات المتحدة، أو من أفريقيا إلى أوروبا، فبمجرد وصولهم يزداد استهلاك الطاقة بنحو 30 إلى 40 ضعفًا.

وتابع: “هناك أيضًا عامل آخر، وهو نمو الاقتصادات الناشئة، إذ يزيد الدخل بصورة كبيرة. وهذا ما رأيناه في الصين، والهند، والبرازيل، وعدد من الدول العربية، خصوصًا دول الخليج”.

وأوضح أنه مع بدء الدخل في الزيادة، فإن الأشخاص لا ينفقون أموالهم على الطعام أو الملابس بصورة مضاعفة، بل يتوجه الإنفاق نحو الرفاهية والترفيه.

على سبيل المثال، من كان يزور سوريا أو الأردن أو مصر يعرف -تمامًا- كيف يتغيّر نمط الاستهلاك مع زيادة الدخل. والبداية تكون بشراء مروحة، ثم جهاز تكييف، ثم أجهزة تكييف لكل غرفة. وهذه الأجهزة معروفة باستهلاكها الكبير للكهرباء.

إذًا، لدينا 3 عوامل رئيسة لزيادة استهلاك الكهرباء:

  1. الهجرة من الريف إلى المدن.
  2. الهجرة من الدول الفقيرة إلى الغنية.
  3. ارتفاع مستويات الدخل في الاقتصادات الناشئة وزيادة الإنفاق على الرفاه.

والحقيقة أن من أكبر أسباب زيادة استهلاك الكهرباء حاليًا في دول مثل الهند والصين هو التوسع في استعمال أجهزة التكييف.

وفي دول الخليج، يزداد الطلب على الكهرباء بصورة كبيرة خلال فصل الصيف لهذا السبب، والآن، دخل عامل جديد هو مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى السيارات ذاتية القيادة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إقرأ: أنس الحجي: أزمة الكهرباء العالمية “تاريخية”.. و3 أسباب تقود إليها على منصة الطاقة