أسعار النفط ترتفع هامشيًا.. وخام برنت لشهر مايو فوق 71 دولارًا
ارتفعت أسعار النفط هامشيًا خلال تعاملات اليوم الأربعاء 5 مارس/آذار (2025) في محاولة لتعويض جزء من الخسائر التي لحقت بها في الجلسات الـ5 الماضية وسط مؤشرات على تراجع الطلب عالميًا وزيادة المعروض.
وتزايدت المخاوف من أن الرسوم الجمركية الأميركية على كندا والمكسيك والصين ستؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وتضرر الطلب على الوقود.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، أمس الثلاثاء 4 مارس/آذار، على انخفاض لتواصل نزيف الخسائر للجلسة الثالثة على التوالي، وسط مؤشرات على زيادة الإمدادات ومخاوف من ركود اقتصادي يهدّد الطلب عالميًا.
وضغط قرار دول أوبك+، القاضي بالتراجع عن تخفيضات الإنتاج الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا بدءًا من أبريل/نيسان المقبل، على الأسعار لتهبط عند أدنى مستوياتها في عدة أشهر.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 07:15 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:15 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم مايو/أيار 2025، بنسبة 0.08%، لتصل إلى 71.10 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم أبريل/نيسان 2025، بنسبة 0.35%، لتصل إلى 68.02 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وطغت المخاوف بشأن الإمدادات بسبب الضبابية التي تكتنف نمو الاقتصاد العالمي والطلب على الوقود، من جرّاء تهديدات واشنطن بفرض رسوم جمركية ومؤشرات أخرى على تباطؤ الاقتصاد الأميركي.
تحليل أسعار النفط
يرى المستشار والخبير بمجال الطاقة في سلطنة عمان، المدير العام للتسويق بوزارة الطاقة والمعادن العمانية -سابقًا- علي بن عبدالله الريامي، أن السوق تفاجأت بقرار الدول الـ8 بإرجاع الكميات المخفضة طوعًا بصورة تدريجية، وهو ما كان له تأثير فوري في أسعار النفط، التي انخفضت يومي الإثنين والثلاثاء في حدود 2.8%، أي تقريبًا بنحو دولارين أو دولارين ونصف.
وأوضح الريامي في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة أن قرار بدء التخلص التدريجي من تخفيضات الإنتاج سيؤدي إلى انخفاض أسعار النفط خلال المدّة المقبلة، لكن كما جرت العادة، ستصحّح السوق نفسها بصورة أو بأخرى بعد استيعاب القرار.
وقال الريامي: “لن تنخفض أسعار النفط إلى مستوى أقل من الـ60 دولارًا.. قد تصل إلى 65 دولارًا أو أقل من 70 دولارًا خلال المدّة المقبلة، ولكن سرعان ما ستصحّح السوق نفسها، وسنشهد بعض الارتفاعات التي لن تكون كبيرة، إلا إذا كانت أساسيات السوق تساعد في هذه الزيادة، مثل الإمدادات من إيران أو روسيا”.
وتوقّع كبير مستشاري السياسة الخارجية والجغرافيا السياسية للطاقة أومود شوكري، أن يمارس الارتفاع التدريجي في إنتاج أوبك+ بعض الضغوط الهبوطية على أسعار النفط.
وأشار إلى توقعات إدارة معلومات الطاقة الأميركية بأن يبلغ متوسط أسعار خام برنت 74 دولارًا للبرميل في عام 2025، مع انخفاض محتمل إلى 66 دولارًا للبرميل في عام 2026، بسبب ارتفاع المخزونات العالمية.
ومن جانبه، يرى رئيس تحرير منصة “بتروليوم إيكونوميست”، بول هيكن، أنه إذا بدأت السوق إدراك أن رواية العرض القوي من خارج أوبك كاذبة، خاصةً بالنظر إلى التقديرات المبالغ فيها في السوق للمنتجين الرئيسين مثل الولايات المتحدة والبرازيل والنرويج، فمن المرجح أن تظل أسعار النفط في نطاق 70-80 دولارًا للبرميل بعد هبوط أولي محتمل.
الرسوم الجمركية
من جانبه، قال إستراتيجي السوق في آي جي، ييب جون رونغ: “لقد خلقت ديناميكيات العرض والطلب غير المواتية ضربة مزدوجة، إذ تفرض حالة عدم اليقين بشأن التعرفات مخاطر سلبية على النمو العالمي، وبالتالي الطلب على النفط”.
وأضاف يب: “تظل دول أوبك+ على المسار الصحيح لزيادة الإنتاج في أبريل/نيسان، في حين أن التفاؤل بشأن الحل المحتمل للصراع بين أوكرانيا وروسيا يثير احتمالات عودة الإمدادات الروسية إلى السوق”.
وستقوم دول أوبك+ بزيادة صغيرة قدرها 138 ألف برميل يوميا اعتبارا من أبريل/نيسان، وهي الخطوة الأولى في الزيادات الشهرية المخطط لها للتخلص التدريجي من التخفيضات التي تبلغ نحو 6 ملايين برميل يوميا، أي ما يعادل نحو 6% من الطلب العالمي.
ودخلت حيز التنفيذ أمس الثلاثاء تعرفة جمركية بنسبة 25% على جميع الواردات من المكسيك، وتعريفة بنسبة 10% على الطاقة الكندية، ومضاعفة الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى 20%، كما فرضت إدارة ترمب تعرفات بنسبة 25% على جميع الواردات الكندية الأخرى.
ويرى خبراء الاقتصاد أن الحرب التجارية التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب هي وصفة لانخفاض الوظائف، وتباطؤ النمو، وارتفاع الأسعار، وهو ما قد يقتل الطلب.
ومن المرجح أن يؤثر انخفاض النمو الاقتصادي على استهلاك الوقود في أكبر مستهلك للنفط في العالم.
وقالت إدرة ترامب أيضا يوم الثلاثاء إنها ستنهي ترخيصا منحته الولايات المتحدة لشركة شيفرون منذ عام 2022 للعمل في فنزويلا وتصدير نفطها.
وقال إستراتيجيو السلع الأولية في آي إن جي إن هذه الخطوة تعرض 200 ألف برميل يوميا من الإمدادات للخطر.
وأضافوا “هذا سيجعل مصافي التكرير الأميركية تبحث عن درجات ثقيلة بديلة من النفط الخام تماما كما يواجه موردون آخرون – كندا والمكسيك – رسوما جمركية”.
وفي الوقت نفسه، انخفضت مخزونات الخام الأميركية بمقدار 1.46 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 28 فبراير/شباط، نقلا عن أرقام معهد النفط الأميركي، وينتظر المستثمرون بيانات حكومية عن المخزونات الأميركية، المقرر صدورها اليوم الأربعاء.
موضوعات متعلقة..
- التخلص من تخفيضات أوبك+ الطوعية وتوقعات أسعار النفط.. 6 خبراء يتحدثون
- أسعار النفط تنخفض.. وخام برنت لشهر مايو عند 71 دولارًا – (تحديث)
اقرأ أيضًا..
- رحلة المركز السعودي لكفاءة الطاقة.. تجربة رائدة عالميًا في الترشيد والاستدامة
- سكاتك: مصر مؤهلة لتكون مركزًا إقليميًا للهيدروجين الأخضر.. بشروط (خاص)
- اكتشاف نفطي ضخم باحتياطيات 1.3 مليار برميل
المصادر..
إقرأ: أسعار النفط ترتفع هامشيًا.. وخام برنت لشهر مايو فوق 71 دولارًا على منصة الطاقة