وزير الطاقة العماني: لا يمكننا التعويل على الغاز.. والهيدروجين البديل الأنسب
أكد وزير الطاقة العماني المهندس سالم العوفي أن سلطنة عمان تعوّل بشكل كبير على الهيدروجين الأخضر بصفته إحدى الركائز الأساسية لضمان أمن الطاقة في المستقبل، ومواجهة التحديات التي تعصف بقطاع الغاز.
جاء ذلك خلال لقاء إذاعي نظّمه المنتدى الاقتصادي عبر إذاعة سلطنة عمان، وأداره الخبير الاقتصادي أحمد بن سعيد كشوب.
وأوضح العوفي -خلال اللقاء الإذاعي الذي تابعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- أن التوجه نحو الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر نابع من إدراك استراتيجي بضرورة تنويع مصادر الطاقة والتخطيط بعيد المدى.
وقال: “لا يمكننا التعويل على الغاز في المدى الطويل، وعلينا التفكير في المستقبل لـ30 عامًا مقبلة، والهيدروجين هو البديل الأنسب لرفع الإنتاج ومواكبة الطلب العالمي المتزايد”.
التحدي الأكبر
أكد العوفي أن سلطنة عمان تمتلك الإمكانات الكافية لإنتاج الهيدروجين الأخضر بكفاءة، مشيرًا إلى أن حجم إنتاج الطاقة المتجددة في البلاد كبير جدًا؛ ما يجعلها سوقًا واعدة للعديد من الصناعات.
وأوضح أن التحدي الأكبر لا يتمثل في الجوانب الفنية أو الإنتاجية، بل في توافر الأسواق القادرة على شراء الهيدروجين بالسعر الحالي، الذي ما يزال أعلى بكثير من أسعار الغاز الطبيعي.
ولفت إلى أن الهيدروجين يوفر طاقة مستدامة لا تتأثر بالعوامل الطبيعية أو النضوب كما هو الحال مع النفط والغاز، ولكنه ما يزال يواجه صعوبة في تسويق الكميات المنتجة بسبب ارتفاع تكلفته.
وأضاف قائلًا: “أيّ تأخير في تنفيذ مشروعات الهيدروجين سببه الأساس تقبُّل السوق محليًا وعالميًا للأسعار المرتفعة، رغم أنه يضمن استمرار الصناعات”.
مشروعات طموحة
سلّط وزير الطاقة العماني الضوء على أبرز مشروعات الطاقة المتجددة في السلطنة، مشيرًا إلى توقيع نحو 8 اتفاقيات حتى الآن في قطاع الهيدروجين الأخضر، بعضها ما يزال في طور التنفيذ.
وأشار إلى أن إنتاج 1.3 مليون طن من الهيدروجين الأخضر سيتطلّب تركيب أكثر من 40 مليون خلية شمسية، إلى جانب أكثر من 2000 توربين رياح، وما يصل إلى 9 آلاف شفرة رياح، وهو ما وصفه بـ”عملية لوجستية ضخمة ومعقّدة”.
كما أعلن مشروع تطوير مشترك مع هولندا لإعادة إسالة الهيدروجين ونقله من منطقة الدقم إلى ميناء أمستردام، بالتعاون مع 11 شريكًا من سلطنة عمان وهولندا وألمانيا، مؤكدًا أن المشروع واعد، لكنه يواجه تحديات تتعلق بتوافر السفن اللازمة للنقل.
خريطة تحول الطاقة
قسّم الوزير خريطة الطريق التي تعتمدها سلطنة عمان في تعزيز قطاع الطاقة إلى 3 مسارات رئيسة:
1- دمج الطاقة المتجددة في شبكة الكهرباء الوطنية، حيث تسعى السلطنة لرفع مساهمة مصادر الطاقة المتجددة إلى 30% بحلول عام 2030، على أن تصل إلى 50–70% بحلول 2040، ثم إلى 80–90% بحلول 2050.
2- نقل الصناعات الحالية إلى الكهرباء المنتجة من مصادر متجددة، وخاصة الصناعات الكبرى الجديدة التي تُشجع على الاعتماد على الكهرباء النظيفة بدلًا من الكهرباء المولدة من الغاز.
3- التوسع في إنتاج الهيدروجين الأخضر، ليُستعمَل محليًا وتُصدّر الفوائض إلى الأسواق العالمية، مع العمل بالتوازي على مشروعات تخزين الطاقة المتجددة باستعمال البطاريات.
موضوعات متعلقة..
- الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان يتلقى تمويلًا بـ540 مليون دولار
- هايدروم تطلق مزايدة ثالثة لمشروعات الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان
- سلطنة عمان تعلن سياسة جديدة لتوليد وبيع كهرباء الطاقة المتجددة
اقرأ أيضًا..
- مصر تتفاوض على شحنات غاز مسال إضافية.. وهذا موعد الربط مع السعودية (خاص)
- أكبر الدول من حيث خطوط أنابيب النفط العاملة.. 4 بلدان عربية بالقائمة
- مشروع الغاز الضخم للمغرب والجزائر يتأجل.. ومصادر: استحالة التنفيذ
- كنز الغاز المصري حقل ظهر.. رحلة ذروة الإنتاج حتى الانخفاض 50% (تقرير)
إقرأ: وزير الطاقة العماني: لا يمكننا التعويل على الغاز.. والهيدروجين البديل الأنسب على منصة الطاقة