Categories
Uncategorized

مصافي أباريق الشاي الصينية تتضرر من الاتفاق النووي المحتمل بين إيران وأميركا

تشير توقعات إلى أن مصافي أباريق الشاي الصينية الصغيرة، ستكون أكبر الخاسرين، حال التوصل إلى اتفاق نووي بين إيران وأميركا، خاصة أنها المشتري الأكبر للخام الإيراني.

وتحصل مصافي التكرير الصينية الصغيرة والمستقلة، التي سُميت بـ”أباريق الشاي” لصغر حجمها، على أكثر من 90% من النفط الإيراني (وفق بعض التقديرات)، رغم العقوبات الأميركية؛ إذ بنَت لنفسها نظامًا في النقل وشراء هذا النفط بطرق تستطيع الهروب بها من العقوبات.

وتتركز مصافي نفط أباريق الشاي الصينية الصغيرة المستقلة في مقاطعة شاندونغ الشرقية، وتبلغ طاقتها الإنتاجية نحو 4 ملايين برميل يوميًا، أي ما يقارب من خُمس إجمالي طاقة التكرير في الصين، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ويتعامل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مع إيران بمنطق العصا والجزرة؛ إذ يشدّد العقوبات على طهران، وفي الوقت نفسه يُجري مباحثات رفيعة المستوى معها.

وعلى سبيل المثال، قررت إدارة البيت الأبيض، في 16 أبريل/نيسان 2025، فرض عقوبات على شركة “شاندونغ شينغشينغ للكيماويات”، وهي مالكة لإحدى مصافي نفط أباريق الشاي الصينية؛ وذلك بسبب شرائها خامًا إيرانيًا بقيمة تزيد على مليار دولار.

مباحثات معقّدة

تتصف المباحثات الإيرانية الغربية النووية بالتعقيد الشديد. وتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأخيرة بشأن أي اتفاق محتمل مع إيران تنطوي على الكثير من التحوط، إلا أنه في حال التوصل إلى اتفاق نهائي؛ فمن المؤكد أن واشنطن ستلغي العديد من العقوبات على صناعة النفط في طهران، خاصة أن هذا الأمر من ضمن شروطها للانخراط في تلك المحادثات.

وانسحب ترمب (خلال ولايته الأولى)، من الاتفاق النووي الإيراني المُبرم عام 2015، بين الدولتين، إضافة للدول الأوروبية، عام 2018، زاعمًا في ذلك الوقت خطورة برنامج إيران للصواريخ الباليستية، ومطالبًا بشمول البرنامج هذه الصواريخ، من بين شروط العودة للاتفاق.

وفرض ترمب عقوبات صارمة على صناعة النفط الإيرانية منذ الانسحاب من الاتفاق النووي المدعوم من الأمم المتحدة.

ورغم أن العقوبات أثرت سلبًا في صادرات النفط الإيراني؛ فإنها لم تنجح في خفض الصادرات إلى الصفر، كما تعهد ترمب قبل 7 سنوات، إذ بلغت 2.8 مليون برميل يوميًا في مايو/أيار 2018، ووصلت إلى أدنى مستوى لها في مايو/أيار عام 2020، عند 150 ألف برميل يوميًا، قبل أن تتعافى تدريجيًا وتزيد إلى 1.65 مليون برميل يوميًا حاليًا (خلال 2025)، وفق بيانات شركة التحليلات “كبلر”.

ناقلة نفط
ناقلة نفط – الصورة من جيه إن إس.أورغ

مصافي أباريق الشاي الصينية تستورد الخام الإيراني

تُعد مصافي أباريق الشاي الصينية الصغيرة والمستقلة المشتري الرئيس للخام الإيراني، خلال السنوات الأخيرة؛ بفضل جاذبية الأسعار المنخفضة، والتي تضطر إليها إيران لإيجاد سوق لإنتاجها في ظل عقوبات أميركية مشددة.

ويُنقل النفط الإيراني إلى مصافي أباريق الشاي الصينية عبر أساطيل الظل أو “أساطيل الظلام”، التي تنقل الخام عبر سفن مختلفة ومتعددة لإخفاء منشئها.

ولا يتضح حجم هذا الخام الإيراني المنقول إلى مصافي أباريق الشاي الصينية، إلا أن شركة “كبلر”، قدّرتها -مستعملة بيانات تتبع السفن- بأن الصين حصلت على 77% من 1.6 مليون برميل يوميًا، صدّرتها طهران العام الماضي (2024).

وكشفت البيانات -أيضًا- عن أن الصين استوردت حتى الآن (خلال 2025) نحو نصف النفط الإيراني المستورد، ما يعني أن النسبة أقل من العام الماضي، وقد يرجع ذلك -على الأرجح- إلى العقوبات الأميركية الجديدة التي استهدفت العديد من مصافي التكرير ومشغلي المواني في مقاطعة شاندونغ التي تضم مصافي أباريق الشاي الصينية.

ويعزز هذا التفسير تراكم النفط الخام الإيراني الراكد على متن السفن في البحر، وعدم تفريغها، فقد وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023. وفي حال تخفيف العقوبات الأميركية سيجري بيع هذا النفط بسرعة، ولن تكون طهران مضطرة لتقديم تخفيضات سعرية كبيرة.

وتشير تقارير إلى أن مصافي أباريق الشاي الصينية لا تشتري نفط إيران فقط، بل تعتمد على الخام القادم من دول تعاني عقوبات، مثل روسيا، التي فُرضت عليها عقوبات هائلة منذ شن حرب على أوكرانيا في 2022.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. إلغاء العقوبات على النفط الإيراني يضرب مصافي نفط أباريق الشاي الصينية من رويترز.
  2. كيف أصبحت مصافي نفط أباريق الشاي الصينية عمودًا فقريًا للنفوط المفروض عليها عقوبات من ريغتك.
  3. معاقبة مصفاة نفط صينية من أباريق الشاي بسبب خرق العقوبات على إيران من الموقع الإلكتروني للحكومة الأميركية.

إقرأ: مصافي أباريق الشاي الصينية تتضرر من الاتفاق النووي المحتمل بين إيران وأميركا على منصة الطاقة