مستقبل الهيدروجين الأخضر يتصدر فعاليات يوم الطاقة المستدامة
يتصدّر مستقبل الهيدروجين الأخضر اهتمامات الحكومة المصرية والجامعات والجهات البحثية المختلفة في محاولة لتطوير الابتكارات في هذا القطاع المهم.
وأكّد عدد من خبراء الطاقة أن التشريعات المصرية المحفّزة تبشّر بمستقبل واعد في قطاع الهيدروجين الأخضر.
كما أن الجهود البحثية المكثفة في هذا القطاع تؤكد الريادة المصرية، وتسهم في تحقيق رؤية البلاد 2030 للطاقة المستدامة.
وجاء ذلك خلال فعالية بعنوان “يوم الهيدروجين والطاقة المستدامة” نظّمته الجامعة المصرية الصينية بالقاهرة -حضرته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)-، ضمن إطار دعم البحث العلمي والابتكار وتطوير مشروعات الطاقة النظيفة في مصر.
تشكيل مستقبل الطاقة
قالت رئيسة الجامعة المصرية الصينية الدكتورة رشا الخولي -خلال كلمتها الافتتاحية-، إن الجامعة تؤمن بأن الاستثمار في البحث العلمي والابتكار هو المفتاح لمستقبل أكثر استدامة.
وأضافت: “اليوم نشهد طاقات شبابية واعدة تقدّم حلولًا عملية للتحديات البيئية، ومن واجبنا دعمهم وتوفير البيئة المناسبة لتحويل أفكارهم إلى مشروعات قابلة للتنفيذ”.
وأكّدت الدكتورة رشا الخولي أهمية التكاتف بين البحث العلمي والتطبيق العملي، مشيرة إلى أن دعم المشروعات الطلابية هو السبيل الأساس لتحقيق تحوّل ملموس في قطاع الطاقة المتجددة.

وتضمنت فعاليات اليوم جلسة نقاشية بعنوان “تشكيل مستقبل الطاقة: الهيدروجين الأخضر والابتكار المستدام”، أدارها المتخصص في الطاقة المستدامة والمشرف على مشروعات الهيدروجين الأخضر المهندس عمر أبو العينين.
وسلّطت الجلسة الضوء على مستقبل الهيدروجين الأخضر في مصر والمنطقة، وكيف يمكن أن تسهم الأبحاث والابتكارات العلمية في تطوير هذا القطاع المهم.
الحوافز والتنظيمات الحكومية
أكد رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة الدكتور محمد الخياط أن الدعم الحكومي من خلال تقديم حوافز مالية وتنظيمات تشجيعية أسهم في إطلاق مشروعات الطاقة المتجددة.
وأشار إلى أن تبنّي الحكومة سياسات واضحة ومتماسكة هو الأساس لتحقيق نجاحات مستقبلية في مجال الهيدروجين الأخضر.
من جهتها، أوضحت رئيسة الجامعة المصرية الصينية الدكتورة رشا الخولي أن الجامعات تؤدي دورًا محوريًا في إعداد الكوادر البحثية المتخصصة وتطوير مراكز الابتكار.
ولفتت إلى أن دعم المشروعات الطلابية وتشجيع البحوث التطبيقية يمكنه تحويل الأفكار النظرية إلى حلول عملية تشكّل فارقًا حقيقيًا في قطاع الطاقة.
كما أشارت إلى أن الشراكات مع القطاع الصناعي والحكومي تفتح آفاقًا واسعة لتطبيق هذه الحلول على أرض الواقع.
دور الشبكات الذكية
سلّط رئيس قسم الطاقة والطاقة المتجددة في كلية الهندسة بالجامعة، الدكتور هادي فايق، الضوء على دور الشبكات الذكية في إدارة الطاقة الناتجة عن مصادر الطاقة المتجددة بشكل أكثر كفاءة.
وأوضح الدكتور هادي فايق أن الشبكات الذكية تؤدي دورًا محوريًا في تحسين توزيع الطاقة ودمج مصادر الطاقة المتجددة؛ ما يساعد في استقرار شبكة الكهرباء، حتى مع التغيرات في مصادر الطاقة المتجددة.
من جانبه، نوّه المتخصص في سياسات الهيدروجين والطاقة المستدامة في الاتحاد الأوروبي، بنجامين باور، بدور السياسات الأوروبية في دعم انتشار الهيدروجين بصفته خيارًا أساسًا للطاقة.
وأشار باور إلى أن أوروبا تتبنى إستراتيجيات شاملة تُعزز من الابتكار وتوفر بيئة تنظيمية جاذبة للاستثمارات، ما يُعدّ نموذجًا يمكن للدول العربية الاستفادة منه وتكييفه وفقًا لاحتياجاتها المحلية.
تخفيف المخاطر الاستثمارية
أبرز الخبير في تنظيم أسواق الطاقة والقوانين المتعلقة بالهيدروجين، جوفانيو سانتوس، أن التشريعات ما تزال تمثّل أكبر التحديات التي تواجه إدماج الهيدروجين في أسواق الطاقة.
وأضاف سانتوس أن التحدي الأكبر يكمن في إنشاء أطر قانونية وتنظيمية واضحة تُخفّف المخاطر الاستثمارية، مع ضرورة توفير الدعم التقني والمالي لتحفيز الابتكار في هذا القطاع.
من جانبه، لفت مستشار البنية التحتية للمياه والطاقة الدكتور مصطفى أبو زيد إلى أن إنتاج الهيدروجين الأخضر يتطلب موارد مائية كبيرة.
وأشار أبو زيد إلى أن تبنّي حلول مثل تحلية مياه البحر باستعمال الطاقة المتجددة يعدّ خيارًا واعدًا يضمن استدامة الموارد المائية مع دعم إنتاج الهيدروجين.
معرض للمشروعات الطلابية
اشتملت فعاليات “يوم الهيدروجين والطاقة المستدامة” على معرض للمشروعات الطلابية، عرض خلاله طلاب الجامعة نماذج مبتكرة تتعلق بمجال الطاقة المتجددة.
وتضمنت المشروعات عددًا من الأفكار الواعدة، مثل مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر من مياه البحر.
وأسهم في هذا المشروع عدد من طلاب سنة التخرج، وهم: جرجس نبيل، ومنة أسامة، وملاك كرم، ورقية راغب، ومروان عبد الرازق، ومريم عماد، وإياد محمد، وعمرو هاني، وأدهم الحسن، ومارك ماهر، وأحمد سامي، ونور حامد، وهشام عبدالرحيم.
ونُشرت نتائج هذا المشروع في مؤتمر الطلاب والمحترفين الشباب لدول شمال أفريقيا التابع لجمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات IEEE، وهو الآن في مرحلة التحول إلى مشروع ناشئ، في ظل الاهتمام المتزايد بسوق الهيدروجين في مصر.

كما تَصدّر المعرض مشروع عن تحويل المنشآت لاستعمال الطاقة المستدامة بنسبة 100%، إذ اعتمد فريق من طلاب مشروع التخرج على الجامعة المصرية الصينية بوصفها نموذجًا تطبيقيًا لتحويل منشأة كاملة لاستعمال الطاقة النظيفة.
وأسهم في هذا المشروع: براء هشام، وباسم محمد، وتسنيم أحمد، وسماح ماهر، وجنة الله تامر، ويوسف كامل، ومحمد حازم، وأدهم بكير.
تطوير قطاع النقل
تضمّن المعرض مشروعين متميزين لتطوير وسائل النقل، أحدهما لتحويل دراجة نارية تعمل بالوقود إلى دراجة كهربائية بالكامل؛ ما يسهم في خفض الانبعاثات الكربونية.
والآخر لتحويل دراجة نارية إلى نظام هجين يُمكن تشغيلها بالكهرباء أو الوقود التقليدي؛ ما يُظهر مرونة في استهلاك الطاقة وتقليل التلوث.
كما تعاون فريق من طلاب الفرقة الثالثة في تصميم محلل كهربائي يعمل بالطاقة الشمسية لإنتاج الهيدروجين والأكسجين.
وأسهم في هذا المشروع كل من: أحمد شريف، وميرال أشرف، وعمرو ماهر، وثيؤدورا صموئيل، ونورهان محمد، وبيتر أيمن، ومينا ماجد في تصميم مولد البخار (steam generator)، في حين تولّى تصميم المحلل الكهربائي وربطه باللوح الشمسي لتوفير الطاقة اللازمة للمحلل الكهربائي كل من: محمد أشرف قطب، وفرح محمود، ومنة ممدوح، وعمر محسن، ومازن وليد، وعبدالرحمن عمر، وعمر أسامة، ومريم الدسوقي.
وفي الختام، أعرب المهندس عمر أبو العينين عن إعجابه بمستوى الإبداع والابتكار لدى الطلاب، قائلًا: “ما شهدناه اليوم من أفكار طلابية يعكس وعي الشباب بأهمية الطاقة النظيفة”.
ودعا إلى دعم وتطوير هذه المشروعات بشكل ملائم حتى تصبح حلولًا حقيقية تسهم في تحقيق رؤية مصر 2030 للطاقة المستدامة.
من جهته، قال الدكتور هادي فايق: “الابتكار ليس مجرد أفكار جديدة، بل هو القدرة على تحويل هذه الأفكار إلى مشروعات قابلة للتنفيذ تنافس في السوق العالمية”.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر ينتعش باستثمارات ضخمة
- تطورات مشروعات الهيدروجين الأخضر في مصر (خاص)
- البنك الأوروبي للاستثمار يدرس تمويل مشروعات الهيدروجين الأخضر في مصر (خاص)
اقرأ أيضًا..
- حصص إنتاج النفط لدول أوبك+ من أبريل 2025
- نتائج أعمال أرامكو في 2024 تسجل أرباحًا بـ106.23 مليار دولار
- خطة غامبيا للتنقيب وإنتاج النفط.. والتعاون مع قطر للطاقة (حوار)
- السعودية و7 دول في أوبك+ تجدد التزامها بعودة التخفيضات الطوعية لإنتاج النفط
إقرأ: مستقبل الهيدروجين الأخضر يتصدر فعاليات يوم الطاقة المستدامة على منصة الطاقة