مخلفات النفط والغاز السامة تضرب بلدة أميركية.. ما القصة؟
يطلق أحد مكبات النفايات في بلدة يوكون بولاية بنسلفانيا الأميركية مخلفات النفط والغاز السامة التي تشمل الزرنيخ والرصاص والسيانيد والكادميوم والكروم سداسي التكافؤ.
ويصبّ أنبوب مكب النفايات الصغير المتعرج مياه الصرف الصحي المعالجة في خور سيويكلي ببلدة يوكون، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويتعامل مكب النفايات مع بعض أكثر النفايات الصناعية سمية في الولاية، بما في ذلك مخلفات النفط والغاز الناجمة عن حفر الآبار.
وتحذّر لافتة موجودة في الموقع من أن الزرنيخ والرصاص والسيانيد والكادميوم والكروم سداسي التكافؤ هي مواد مسموح بتصريفها في هذا المكب.
مخالفة قانون المياه النظيفة
كان مكب النفايات التابع لشركة “ماكس إنفيرونمنتال تكنولوجيز” Max Environmental Technologies غير متوافق مع المتطلبات المنصوص عليها بموجب قانون المياه النظيفة لمعظم السنوات الـ3 الماضية.
ويتعارض موقع مكب النفايات هذا مع قانون النفايات الخطرة الفيدرالي، وقانون الحفاظ على الموارد واستخراجها، منذ يوليو/تموز 2023.
واختبر العلماء في جامعتَي بيتسبرغ ودوكين أنبوب التصريف التابع لشركة “ماكس إنفيرونمنتال تكنولوجيز”، ووجدوا أن النشاط الإشعاعي في الرواسب أسفل نقطة التفريغ كان أعلى بمقدار 1.4 مرة من المنبع.

وربط الباحثون هذا النشاط الإشعاعي بكمية مخلفات النفط والغاز التي تصل إلى مكب النفايات، التي ارتفعت بشكل كبير في وقت سابق خلال طفرة التكسير المائي في ولاية بنسلفانيا.
إزاء ذلك، قال أستاذ علم الأحياء الدقيقة البيئي في جامعة دوكين، جون ستولز، الذي شارك في تأليف الدراسة وقام بأبحاث حول مخلفات النفط والغاز في ولاية بنسلفانيا لمدة 15 عامًا: “لن آكل السمك ولن أسبح في الماء”.
وتُظهر بيانات جودة المياه التي أصدرتها وكالة حماية البيئة الأميركية في خور سيويكلي أن الكثير منها مُصنّف على أنه “متضرر”.
أضرار مكب النفايات
لعقود من الزمان، دقّ السكان ناقوس الخطر بشأن أضرار مكب النفايات الذي تبلغ مساحته 160 فدانًا (647 كيلومترًا مربعًا) في بلدة يوكون بولاية بنسلفانيا الأميركية، ملقين باللوم على عمليات المكب التي أضرت بصحتهم وأطفالهم وحيواناتهم ومجاري المياه وأراضيهم.
ويقول سكان البلدة إن التعرض للتلوث الناجم عن مكب النفايات أدى إلى ازدياد حالات السرطان والإجهاض وضيق التنفس والأمراض العصبية، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتحديثات القطاع.
وعلى مدى 3 أجيال، منذ افتتاح مكب النفايات في عام 1964، تحمّل سكان البلدة الروائح والغبار والضوضاء والانسكابات، وشاهدوا جيرانهم يمرضون أو يموتون أو ينتقلون للعيش في مكان آخر، ويعيشون في خوف على صحتهم.
من جهتها، تصنّف وكالة حماية البيئة الأميركية بلدة يوكون في مرتبة أعلى من المتوسطات الوطنية والمحلية فيما يتعلق بالمشكلات الصحية الرئيسة مثل السرطان وأمراض القلب.
وبالنظر إلى أن خور سيويكلي يُعد أحد فروع مستجمع مائي أكبر، فإن منفذ مكب النفايات يمثّل عقدة واحدة في شبكة واسعة النطاق للتخلّص من النفايات تمتد عبر ولاية بنسلفانيا والولايات المتحدة.
بالإضافة إلى أخذ النفايات الصناعية مثل قطع البطاريات البلاستيكية وبقايا الطلاء الرصاصي والرماد المتطاير، فإن موقع شركة “ماكس إنفيرونمنتال” في بلدة يوكون هو واحد من أكثر من 25 مكب نفايات في ولاية بنسلفانيا تقبل مخلفات النفط والغاز الصلبة الناتجة عن حفر الآبار.

وتُعد يوكون بلدة صغيرة يبلغ عدد سكانها بضع مئات من الأشخاص، لكن المشكلات في ماكس إنفيرونمنتال تشير إلى أزمة وطنية.
رغم ذلك، لم تأخذ شركات النفط والغاز والوكالات الحكومية المسؤولة عن تنظيمها في الحسبان هذه المشكلة بصورة كاملة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى نجاح القطاع في الضغط من أجل تشريعات فيدرالية تعفي معظم نفاياته من القوانين الصارمة التي تحكم المواد “الخطرة”.
ارتفاع إنتاج الغاز في ولاية بنسلفانيا
نتيجة لارتفاع إنتاج الغاز الطبيعي في ولاية بنسلفانيا خلال طفرة التكسير المائي الهيدروليكي في القرن الـ21، ازدادت النفايات الصلبة ومياه الصرف الصحي في القطاع.
وطلبت الولاية من الشركات الإبلاغ عن أحجام مخلفات النفط والغاز الصلبة في عام 2010.
وفي عام 2023، وفقًا لأحدث الأرقام، وُلّدت 929 ألفًا و216 طنًا من النفايات الصلبة، وأُرسلت 96% منها إلى مكبات النفايات أو مرافق المعالجة.
وفي الوقت نفسه، ارتفع إنتاج مياه الصرف الصحي من نحو 168 مليون غالون (636 مليار لتر) سنويًا قبل الطفرة في عام 2003 إلى أكثر من 3.3 مليار غالون (12 تريليونًا و491 مليار لتر) في عام 2023.
وتشكّل مخلفات النفط والغاز تحديات تنظيمية كبيرة للسلطات الحكومية والفيدرالية؛ لأنها شديدة السمية، وغالبًا ما تكون مشعة.
ويقول النشطاء والعلماء إن الحكومة فشلت في التعامل مع الكمية الكبيرة من هذه النفايات التي تتشكّل يوميًا.
موضوعات متعلقة..
- محارق المخلفات في المملكة المتحدة تثير الغضب ضد حكومة ستارمر
- بريات شركات النفط العالمية تراهن على الوقود الحيوي.. خطط لتطوير 31 مشروعًا
- نوى التمر يدعم صناعة النفط.. كيف أسهم اختراع أرامكو بتوفير ملايين الدولارات؟
اقرأ أيضًا..
- واردات المغرب من الغاز في 2024 وأبرز دولة مصدرة
- بي بي البريطانية تخفض استثمارات الطاقة المتجددة 5 مليارات دولار
- إيرادات صادرات النفط السعودي في 2024 تنخفض 24 مليار دولار (إنفوغرافيك)
المصادر:
إقرأ: مخلفات النفط والغاز السامة تضرب بلدة أميركية.. ما القصة؟ على منصة الطاقة