Categories
Uncategorized

قطاع الطاقة في عهد ترمب.. 4 قرارات خلال الساعات الأولى (تقرير)

لم ينقض الرئيس الأميركي دونالد ترمب وعوده إلى ناخبيه؛ إذ أكدها بالقول والفعل خلال الدقائق الأولى بعد تنصيبه رئيسًا وعودته من جديد إلى أروقة البيت الأبيض.

وكانت استعادة السيطرة على قناة بنما وتغيير اسم خليج المكسيك ليصبح خليج أميركا، كلّها أمورًا صادمة لجيران أميركا بسبب تصريحات الرئيس الجديد.

وفي ضربة لخطط سابقه جو بايدن المناخية وإجراءات خفض الانبعاثات، وقّع ترمب أمرًا تنفيذيًا بالانسحاب من اتفاق باريس للمناخ المُبرَم في عام 2015، وذلك للمرة الثانية.

كما ألغى الحظر المفروض على منح تصاريح جديدة لمحطات تصدير الغاز المسال الأميركي الذي أقرّه بايدن في مطلع العام الماضي (2024)، بهدف تقييم آثار تلك الصادرات في المناخ والبيئة والاقتصاد.

قناة بنما

اتهم الرئيس دونالد ترمب الصين بإدارة قناة بنما التي بناها الأميركيون في مطلع القرن الماضي.

وقال خلال مراسم تنصيبه رئيسًا أمس الإثنين (20 يناير/كانون الثاني): “لم نعطها للصين.. أعطيناها بنما وسنستعيدها”.

وأضاف: “الهدف من اتفاقنا وروح معاهدتنا انتُهكا بالكامل.. تعرّضنا لمعاملة سيئة للغاية من هذه (الهدية) التي ما كان يجب تقديمها أبدًا. السفن الأميركية تخضع لضرائب مرتفعة على نحو خطير، ولا تلقى معاملة عادلة”.

بدوره، ردّ رئيس بنما خوسيه راؤول مولينو على مزاعم ترمب “الخاطئة” بقوله، إن القناة الواقعة في أميركا الوسطى تنتمي إلى بنما، وستظل كذلك.

والحقيقة هي أن شركة “مواني هاتشيسون” -مقرّها هونغ كونغ- هي من تدير ميناءين متاخمين لقناة بنما على البحر الكاريبي والمحيط الهادي.

وفازت الشركة بحقوق إدارة الميناءين في عام عام 1997، وهو العام الذي عادت فيه  هونغ كونغ إلى حكم الصين، كما أصبحت حكومة الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي أكثر قربًا من حكومة البر الصيني الرئيس منذ قمع الاحتجاجات الموالية للديمقراطية في 2019، وهو ما أثار الشكوك.

سفينة بضائع داخل قناة بنما
سفينة بضائع داخل قناة بنما- الصورة من الموقع الإلكتروني

وفور التهديد، وفي رسالة واضحة لاسترضاء ترمب، أرسلت سلطات التفتيش في بنما فريقًا من المدققين لفتح تحقيق مع الشركة المملوكة للملياردير وأحد أغنى رجال آسيا لي كا شينغ لـ”ضمان استعمال الموارد العاملة بكفاءة وشفافية”.

ويمرّ من قناة بنما نحو 3% من حركة الشحن العالمية، وتتحكم بحركة التجارة بين الولايات المتحدة وشرق آسيا والساحل الغربي لأميركا الجنوبية بصورة كبيرة للغاية.

خليج المكسيك

كرّر الرئيس دونالد ترمب وعده السابق بتغيير اسم خليج المكسيك ليصبح خليج أميركا “بعد مدة وجيزة من الآن” على حدّ وصفه.

وقبل أسبوع، أعلنت العضوة بالكونغرس، مارجوري تايلور غرين، أن فريقها بصدد إعداد مسودة قانون يقضي بتغيير الاسم ليصبح ساريًا رسميًا على الخرائط الفيدرالية والسياسة الإدارية.

لكن الدول الأخرى غير ملزمة بأن تحذو حذو واشنطن في ذلك الأمر.

وبحسب غرين: “إنه خليجنا.. والاسم الصحيح هو خليج أميركا، وهو ما ينبغي للعالم بأسره أن يشير إليه به”.

وكل من الولايات المتحدة والمكسيك عضوان في المنظمة الهيدروغرافية الدولية المعنيّة بضمان المسح والرسم الموحّد لحدود البحار والمحيطات والقنوات المحلية، كما تسمّي بعضها.

وتقول وزارة الخارجية الأميركية، إن الحدود البحرية بين البلدين في خليج المكسيك تبدأ من منتصف مصب نهر ريو غراندي، وعلى طول خط ثابت، وتمارس الولايات المتحدة والمكسيك الولاية القضائية البحرية على الجزء الخاص بكل منهما.

صادرات الغاز المسال الأميركي

أصدر ترمب أمرًا تنفيذيًا بقضي بإنهاء الحظر المفروض على تراخيص محطات صادرات الغاز المسال الأميركي الجديدة، ليسمح بتدفُّق المزيد من مصادر الوقود الأحفوري خلال السنوات المقبلة.

وفي إعلانها القرار، قالت وزارة الطاقة الأميركية، إنه يأتي في ضوء توجيهات ترمب بإطلاق العنان لهيمنة الطاقة الأميركية.

والآن، صدرت توجيهات فورية إلى مكتب إدارة الطاقة الأحفورية والكربون التابع للوزارة بإعادة النظر في الطلبات المعلّقة لتصدير الغاز المسال إلى الدول التي تربطها بأميركا اتفاقية تجارة حرة.

وللعام الثاني على التوالي، تربعت الولايات المتحدة على قائمة أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم؛ إذ قفز حجم الصادرات إلى 87.22 مليون طن من 86.17 مليون طن في عام 2023، بحسب تقرير “مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في 2024” الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة.

كما تتوقع وزارة الطاقة أن تتضاعف الصادرات بحلول نهاية العقد الجاري في 2030، كما قد تتضاعف مرة أخرى في ضوء التصاريح الجديدة.

ويوضح الرسم البياني التالي -أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أكبر 10 مصدّرين للغاز المسال في العالم خلال عام 2024:

أكبر الدول المصدرة للغاز المسال في 2024

وسيسعى فريق ترمب لتنفيذ الوعد الرئاسي بزيادة إنتاج النفط والغاز في أميركا خلال مدة ولايته الجديدة على مدار 4 سنوات.

وإلى ذلك، قال المرشح لوزارة الطاقة كريس رايت قبل أسبوع، إن أهم أولوياته هو زيادة إنتاج الطاقة في البلاد، ولاسيما الغاز المسال والطاقة النووية.

ومن المتوقع أيضًا أن يمهّد المرشح لوزارة الداخلية، دوغ بورغوم، الطريق أمام منح المزيد من عقود إيجار الأراضي الفيدرالية للتنقيب عن النفط والغاز.

اتفاق باريس للمناخ

للمرة الثانية على يد الرئيس دونالد ترمب، تنسحب الولايات المتحدة من اتفاق باريس للمناخ الذي يستهدف مكافحة انبعاثات غازات الدفيئة المسبّبة لظاهرة الاحتباس الحراري.

كما وقّع الرئيس خطابًا موجهًا إلى الأمم المتحدة التي تتولى إدارة شؤون الاتفاق يُخطرها فيه بالانسحاب، وسيصبح الانسحاب ساريًا بعد عام واحد من تقديم هذا الخطاب.

وبذلك، ستصبح الولايات المتحدة إحدى 4 دول فقط لم توقّع الاتفاق، إلى جانب إيران وليبيا واليمن.

بدورهم، هاجم علماء ونشطاء ومسؤولون من الحزب الديمقراطي الانسحاب الذي سيعمّق أزمة المناخ، وسيأتي بنتائج عكسية على العمال الأميركيين.

اتفاق باريس للمناخ

وتدعم سياسات ترمب، المناهِضة للأهداف الخضراء، مضاعفة أعمال التنقيب وإنتاج الوقود الأحفوري على حساب تقنيات الطاقة النظيفة مثل توربينات الرياح والسيارات الكهربائية.

ولذلك، تنذر عودة ترمب إلى السلطة بعدم تحقيق التعهدات الطموحة، بعدما أصاب الجمود جهود واشنطن لخفض انبعاثات غازات الدفيئة خلال عام 2024؛ إذ انخفضت الانبعاثات بنسبة 0.2% فقط على أساس سنوي.

ورغم استمرار النمو السريع لمصادر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بدعم من قانون خفض التضخم الذي أقرّته إدارة الرئيس السابق جو بايدن، سجلت مستويات الانبعاثات مستوى ثابتًا نسبيًا، بسبب ارتفاع الطلب الذي أدى لحرق المزيد من الغاز الطبيعي.

وفي ضوء ذلك، تصبح الولايات المتحدة بعيدة عن الطريق المؤدي لتحقيق هدف بايدن بخفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 61%، مقارنة بمستويات عام 2005، بحلول 2030.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا.. 

المصادر:

  1. استعادة السيطرة على قناة بنما من فايننشال تايمز
  2. تغيير اسم خليج المكسيك من شبكة “سي بي إس”
  3. إنهاء حظر صادرات الغاز المسال من وكالة رويترز
  4. الانسحاب من اتفاق باريس للمناخ من نيويورك تايمز

إقرأ: قطاع الطاقة في عهد ترمب.. 4 قرارات خلال الساعات الأولى (تقرير) على منصة الطاقة