Categories
Uncategorized

سياسات الهيدروجين في أوروبا ترجع إلى الخلف.. انتكاسات بـ5 دول (تحليل)

كان التراجع عن مستهدفات الهيدروجين في أوروبا هو العنوان الرئيس لتطورات القطاع المتعثر خلال شهر أبريل/نيسان المنقضي (2025).

إذ أعلنت القيادة الجديدة في ألمانيا تخلّيها عن “مثالية” إنتاج الهيدروجين الأخضر، وخفضت فرنسا مستهدفات الإنتاج بحلول نهاية العقد الجاري في 2030، بحسب متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وعلى صعيد المشروعات على أرض الواقع، أرهقت الخسائر كاهل شركة ألمانية لتخزين الهيدروجين لتعلن إفلاسها، كما أعلنت النمسا إغلاق محطات التزود بوقود الهيدروجين كاملة بعد أشهر معدودة.

كل ذلك يهدد آفاق تحقيق هدف المفوضية الأوروبية في إستراتيجيتها “ري باور إي يو” (REPowerEU ) لإنتاج 10 ملايين طن سنويًا واستيراد الكمية نفسها بحلول عام 2030، من أجل تحقيق أهداف إزالة الكربون، وصولًا إلى الحياد الكربوني بحلول 2050.

سياسات الهيدروجين في أوروبا

تقول شركة التحليلات والاستشارات “ويستوود غلوبال إنرجي”، في أحدث تقاريرها عن صناعة الهيدروجين في أوروبا، إن وتيرة تطوير المشروعات سجلت تباطؤًا خلال شهر أبريل/نيسان المنقضي (2025).

وأرجع التقرير الشهري للشركة ذلك التباطؤ إلى حالة عدم اليقين التنظيمي الناتجة عن التغييرات بالقوانين والمستهدفات بما يشمل تقديم الإعانات الحكومية اللازمة للصناعة المتعثرة.

تصميم لمحطة للتزود بوقود الهيدروجين
تصميم لمحطة للتزود بوقود الهيدروجين- الصورة من موقع شركة شركة إير برودكتس

وفي فرنسا، خفّضت باريس مستهدف إنتاج الهيدروجين الأخضر والهيدروجين الأصفر المنتج بوساطة الطاقة النووية من 6.5 غيغاواط إلى 4.5 غيغاواط بحلول عام 2030.

كما خفضت هدف إنتاج الهيدروجين بحلول عام 2035 من أكثر من 10 غيغاواط إلى 8 غيغاواط فقط.

وأرجعت آخر تحديثات الإستراتيجية الوطنية التخفيضات إلى تحديات هيكلية عديدة، وعلى رأسها المنافسة الشرسة عالميًا والتطورات الملاحقة في تقنيات أخرى لإزالة الكربون، علاوة على التأخيرات وتحديات التطبيق.

وفي التقرير الذي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة، قالت “ويستوود”، إن هذا التحول الفرنسي يعكس التأخر في وصول التقنية إلى مرحلة النضج وارتفاع تكاليف الإنتاج وبطء تطوير الهياكل التنظيمية.

لكن رغم تلك الانتكاسات، ما زالت فرنسا ملتزمة بإنتاج الهيدروجين منخفض انبعاثات الكربون لإزالة الكربون من القطاع الصناعي عبر استغلال مزيج الكهرباء النظيف المؤلف من الطاقة النووية ومصادر الطاقة المتجددة.

وفي هولندا، أعلن مجلس الوزراء إلزام قطاع الصناعة باستهلاك 4% من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، لكنه يظل بعيدًا عن مستهدفات الاتحاد الأوروبي للوقود الوقود المتجدد من أصل غير بيولوجي حيوي (RFNBO) عند 42%.

وبحسب تقرير “ويستوود”، اختارت هولندا نهجًا عمليًا وأكثر مرونة ومدفوعًا بالإعانات، حيث تركّز الإستراتيجية على التوسع التدريجي بوتيرة أكثر ملاءمة لظروف السوق، و”ربما تشكّل سابقة لأعضاء آخرين (بالاتحاد الأوروبي) ممن يواجهون تحديات مماثلة في التنفيذ”.

وفي ألمانيا، أدخل الائتلاف الحاكم تحديثات على إستراتيجية الهيدروجين لتجمع بين “العملية” والابتعاد عن المثالية المناخية؛ إذ من المقرر استعمال كل أنواع الهيدروجين، وليس الهيدروجين الأخضر فحسب، ولو باستعمال الغاز الأحفوري.

يمثّل ذلك تراجعًا عن السياسات السابقة التي ركّزت على مضاعفة هدف إنتاج الهيدروجين الأخضر إلى 10 غيغاواط بحلول عام 2030 من 5 غيغاواط سابقًا.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي –من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- أنواع الهيدروجين وفق طريقة الإنتاج:

أنواع الهيدروجين

مشروعات الهيدروجين في أوروبا

كان تعثُّر مشروع لإنتاج الهيدروجين في هولندا مثالًا حيًا على حالة عدم اليقين التنظيمي التي تضرب الصناعة الأوروبية حاليًا.

فقد تقرَّر تعليق المشروع في مطلع أبريل/نيسان، بانتظار تحويل توجيه الطاقة المتجددة المعدل الصادر عن الاتحاد الأوروبي إلى قانون وطني، ثم عاد المشروع من سباته بنهاية الشهر نفسه.

ومن المتوقع أن يصبح المشروع -وهو “هاي تو-فيفتي” (H2-Fifty)- أحد أكبر مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر في أوروبا، وتطوّره شركتا “بي بي” البريطانية، إلى جانب “هاي سي سي” (HyCC) في ميناء روتردام.

كما رصدت منصة الطاقة المتخصصة خلال أبريل/نيسان الماضي عددًا من التطورات السلبية لصناعة الهيدروجين الأوروبية، وأبرزها:

  • إفلاس شركة تخزين الهيدروجين الألمانية “إتش بي إس هوم باور سوليوشنز” (HPS Home Power Solutions)، ووقف عملياتها منذ بداية رابع شهور العام الجاري.
  • إغلاق محطات التزود بالوقود في النمسا بدءًا من سبتمبر/أيلول المقبل، بسبب ظروف السوق والخسائر التشغيلية التي لم تعد تتحمّلها.
  • وقف تطوير أولى مراحل شبكة الهيدروجين في بلجيكا لمدة عام كامل، بعدما كان من المقرر الانتهاء منها في العام المقبل (2026).

تزامن ذلك مع صدور توقعات ضبابية للطلب ليتراوح بين 50 و108 ملايين طن متري بحلول عام 2050، بسبب اختلاف سيناريوهات الطلب.

وفي تقرير منفصل، توقعت شركة ويستوود غلوبال إنرجي ألّا ترى 83% من مشروعات الهيدروجين في أوروبا النور قبل عام 2030، وأن 17% فقط منها سيصل إلى مرحلة الإنتاج بحلول نهاية العقد الجاري.

تمويلات الهيدروجين في أوروبا

يقول التقرير، إن التمويل “عامل تمكين رئيس” لسوق الهيدروجين في أوروبا، وهو قطاع شهد تطورات إيجابية خلال شهر أبريل/نيسان بقيادة إسبانيا، وكان أبرزها كالتالي:

  • وافقت المفوضية الأوروبية على تقديم حزمة إعانات بقيمة 400 مليون يورو (446.5 مليون دولار) لدعم مناقصات مشروعات الهيدروجين في إسبانيا بقدرة 345 ميغاواط، لكنها تشترط استيفاء معايير إنتاج الوقود المتجدد من أصل غير بيولوجي.
  • أكملت الحكومة الإسبانية إعداد حزمة إعانات بقيمة 1.2 مليار يورو تستهدف 7 مشروعات لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
  • أعلنت الحكومة الإسبانية -أيضًا- مقترحات نهائية بتقديم مِنح بقيمة 524 مليون يورو لخمس مشروعات لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
  • وفي ولاية بافاريا الألمانية، قدّمت الحكومة 65 مليون يورو للجولة الثانية من برنامج تمويل المحللات الكهربائية بقيمة 159 مليون يورو.
  • دعت الوكالة التنفيذية الأوروبية للمناخ والبنية الأساسية والبيئة صندوق تمويل مرافق البنية الأساسية للطاقة (CEF) لتقديم تمويل بقيمة 600 ميون يورو لدعم المشروعات الرئيسة عبر الحدود.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر: 

  1. تقرير شركة ويستوود غلوبال إنرجي عن الهيدروجين في أوروبا

إقرأ: سياسات الهيدروجين في أوروبا ترجع إلى الخلف.. انتكاسات بـ5 دول (تحليل) على منصة الطاقة