حصة النفط في مزيج الكهرباء السعودي قد تهبط إلى 20% خلال 2027 (تقرير)
يعتمد مزيج الكهرباء السعودي على الوقود الأحفوري بصورة شبه كاملة، لكن حصة النفط تشهد انخفاضًا تدريجيًا منذ سنوات، لصالح الغاز الطبيعي ومصادر الطاقة المتجددة.
في هذا السياق، أظهر تقرير تحليلي حديث –حصلت عليه وحدة أبحاث الطاقة ومقرها واشنطن- انخفاض توليد الكهرباء بالنفط في المملكة العربية السعودية بنسبة 3.8% خلال عام 2024.
وتوقع التقرير، انخفاض حصة النفط في مزيج الكهرباء السعودي إلى 20% بحلول نهاية عام 2027، مقارنة بنحو 40% أو أكثر قليلًا في عام 2023.
وحددت الحكومة السعودية هدفًا للتخلص من استعمال السوائل النفطية في قطاع الكهرباء نهائيًا بحلول عام 2030، لصالح الغاز والطاقة المتجددة، في إطار خطط طموحة لخفض انبعاثات قطاع الطاقة بالمملكة.
تطورات الطلب على الكهرباء في السعودية
ارتفع الطلب على الكهرباء في السعودية بنسبة 3.5% خلال عام 2024، ما يعادل ضعف النمو المسجل في عام 2023 والبالغ 10.8%، بحسب تقرير حالة الكهرباء وتوقعاتها لعام 2027، الصادر عن وكالة الطاقة الدولية –مؤخرًا-.
وكان ارتفاع الطلب على التبريد مع وصول درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، وتحسن الاقتصاد، السببان الرئيسان في زيادة استهلاك الكهرباء بالمملكة خلال العام الماضي.
وتتوقع الوكالة، استمرار نمو الطلب على الكهرباء في السعودية بمتوسط سنوي يصل إلى 3.3% خلال السنوات الـ3 الممتدة من 2025 إلى 2027.
وأدى توسع المملكة في استعمال الغاز بقطاع التوليد، إضافة إلى تعزيز مصادر الطاقة المتجددة، إلى انخفاض حصة النفط في مزيج الكهرباء الوطني بصورة ملحوظة خلال السنوات الأخيرة.
وتستهلك السعودية قرابة 1.1 مليون برميل يوميًا من السوائل النفطية في محطات الكهرباء، وهي اكبر دولة مستهلكة للنفط في قطاع التوليد بدول الخليج، بحسب بيانات وحدة أبحاث الطاقة ومقرها واشنطن.
حصة الغاز في مزيج الكهرباء السعودي
ارتفع توليد الكهرباء بالغاز الطبيعي في السعودية بنسبة 6.5% خلال عام 2024، ومن المتوقع استمرار نموه بمتوسط سنوي يصل إلى 10% خلال السنوات المقبلة وحتى عام 2027.
كما يتوقع ارتفاع حصة الغاز في مزيج الكهرباء السعودي من 60% عام 2024، إلى 74% في عام 2027، بحسب أحدث تقديرات صادرة عن وكالة الطاقة الدولية.
ويوضح الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- حصص مصادر الطاقة في مزيج الكهرباء السعودي خلال عامي 2023 و2022:
ووقعت شركة أرامكو في يونيو/حزيران 2024، صفقة بقيمة 1.5 مليار دولار مع شركة سيمنز إنرجي، لبناء محطتي توليد تعملان بالغاز (طيبة 2 والقصيم 2) بقدرة إجمالية تصل إلى 4 غيغاواط.
وتقع المحطتين في المناطق الغربية والوسطى بالسعودية، ومن المقرر توصيلهما بالشبكة بحلول عام 2026، تمهيدًا للتشغيل الكامل بنظام الدورة المركبة في عام 2027.
ومن المتوقع، أن تسهم هذه المحطات في خفض الانبعاثات بنسبة 60% مقارنة بنظيرتها التي تعمل بالنفط، بحسب تقديرات الوكالة.
ويأتي التعاقد مع سيمنز في إطار مشروع أكبر بقيمة 10 مليارات دولار لتوسيع شبكة نقل الغاز في السعودية، وتسريع التحول من النفط إلى الغاز بقطاع التوليد.
وتتضمن المرحلة الثالثة من المشروع تحويل عدد من محطات الكهرباء إلى الغاز، في إطار الهدف الأكبر للمملكة بالتخلص من السوائل النفطية في قطاع التوليد بحلول عام 2030.
وبدأت الشركة السعودية للكهرباء العمل على تحويل محطة الكهرباء العاشرة في الرياض بقدرة 3.5 غيغاواط من النفط إلى الغاز منذ نهاية 2023، بالتعاون مع شركة جنرال إلكتريك فيرنوفا الأميركية.
ومن المتوقع، أن يؤدي تحويل هذه المحطة -المصنفة ضمن أكبر محطات الكهرباء في العالم- إلى خفض انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون بنسبة 60% أو ما يعادل 1.7 مليون طن سنويًا، مقارنة بأدائها عندما كانت تعمل بالنفط.
وتخطط السعودية لزيادة إنتاج الغاز المحلي بنسبة 60% بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 2021، بقيادة حقل الجافورة، أكبر حقول الغاز غير التقليدية في البلاد، باحتياطيات مؤكدة تصل إلى 229 تريليون قدم مكعبة.
وتعول الحكومة على هذا الحقل والاكتشافات الغازية الجديدة في دعم خطط تحويل مزيج الكهرباء السعودي إلى الغاز الطبيعي بدلًا من النفط خلال السنوات المقبلة.
تطورات الطاقة المتجددة وتوقعاتها 2027
تستهدف الخطط السعودية تسريع نشر الطاقة المتجددة في البلاد بقيادة الطاقة الشمسية التي ولدت أكثر من 5 تيراواط/ساعة لأول مرة في عام 2024.
ويتوقع تقرير وكالة الطاقة الدولية نمو توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة في السعودية بمتوسط سنوي يصل إلى 55% خلال المدة من 2025 وحتى 2027، ما سيؤدي إلى خفض كثافة انبعاثات الطاقة بنسبة 3% سنويًا خلال هذه المدة.
وأطلقت المملكة الجولة السادسة من التراخيص لمشروعات الطاقة المتجددة في 24 سبتمبر/أيلول 2024، ومن المتوقع أن يصل إجمالي قدرة المحطات العاملة وتحت التطوير والفائزة بالمناقصة إلى 28.2 غيغاواط.
بينما يتوقع تشغيل 5.3 غيغاواط من القدرات الجديدة في عام 2025، ما قد يسهم في تلبية جانب من الطلب المحلي على الكهرباء، ويقلل من حصة النفط في مزيج الكهرباء السعودي.
وتخطط المملكة لزيادة قدرة توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة إلى ما يترواح من 100 إلى 130 غيغاواط بحلول عام 2030، مقارنة بقدرتها الحالية التي تقل عن 3 غيغاواط، ما يمثل أقل من 1.5% من مزيج الكهرباء، بحسب بيانات وحدة أبحاث الطاقة.
ويوضح الرسم التالي -أعدته وحدة أبحاث الطاقة- تطور قدرة توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة في السعودية خلال 10 سنوات وحتى 2023:
موضوعات متعلقة..
- أكثر 10 دول توليدًا للكهرباء بالغاز.. السعودية ومصر في القائمة (إنفوغرافيك)
- سوق تخزين الكهرباء في السعودية تقترب من الصدارة العالمية (تقرير)
- أرامكو السعودية تستثمر في مشروعات توليد الكهرباء بالأمونيا
اقرأ أيضًا..
- الطلب على الكهرباء في أفريقيا يسجل مستوى قياسيًا بقيادة 3 دول
- مصر توقع صفقات غاز لاستغلال 15 تريليون قدم مكعبة
- توقعات الطلب على النفط في 2025.. التفاؤل يسود السوق (تقرير)
- 8 شحنات نفط ليبية تثير الجدل.. وشركة مجهولة تدير المشهد
المصادر:
- بيانات مزيج الكهرباء السعودي وتوقعاته من وكالة الطاقة الدولية.
- رسم مزيج الكهرباء السعودي من وحدة أبحاث الطاقة.
إقرأ: حصة النفط في مزيج الكهرباء السعودي قد تهبط إلى 20% خلال 2027 (تقرير) على منصة الطاقة