توليد الكهرباء بالفحم يستمر.. وتمويلات الصين الخارجية تسجل مفاجآت (تحليل)
فيما وُصف بالتحول في سياستها الخارجية بقطاع الطاقة، سجلت الاستثمارات الصينية تطورات لافتة على صعيد مشروعات بناء محطات جديدة لتوليد الكهرباء بالفحم.
إذ توقفت التمويلات الصينية لبناء محطات الفحم في الدول النامية مقابل ارتفاع كبير بنسبة 68% لمحطات توليد الكهرباء من المصادر المتجددة بقيادة الطاقة الكهرومائية، حسب نتائج دراسة حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
يأتي ذلك تنفيذًا لتعهُّد الرئيس الصيني شي جين بينغ أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول (2021) بوقف التمويلات الجديدة لبناء محطات توليد الكهرباء بالفحم.
وفي ذلك الوقت، تعرضت الصين ودول أخرى لضغوط دبلوماسية لإنهاء تمويلات الفحم بالخارج من أجل المساعدة في تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ المُبرم في عام 2015، للحدّ من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.
لكن ما زال الوقود الأحفوري -وعلى رأسه الفحم- يهيمن بقوة على مشروعات الكهرباء الصينية بالخارج، كما أن تمويلات الطاقة المتجددة ما زالت “متواضعة نسبيًا”.
محطات توليد الكهرباء بالفحم
تجاوزت استثمارات الصين في محطات الطاقة المتجددة بالخارج نظيرتها لتوليد الكهرباء بالفحم خلال المدة بين عامي 2022 و2023.
إذ سيطرت الاستثمارات الخضراء في محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بأكثر من 68% على التمويلات الصينية بالخارج، بحسب ما جاء في تحليل حديث أجراه مركز سياسات التنمية العالمية التابع لجامعة بوسطن الأميركية.
يُقارن ذلك باستثمارات بنسبة 13% فقط في قطاع توليد الكهرباء المتجددة خلال المدة بين عامي 2000 و2021.

وخلال عامي 2022 و2023، بلغ إجمالي قدرات محطات الكهرباء الجديدة نحو 5 غيغاواط، كان نصيب الاستثمارات الصينية في أصول جديدة منها 93%.
ووفق التقرير الذي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة، توقفت التمويلات الصينية الجديدة لبناء محطات لتوليد الكهرباء بالفحم بالخارج في 2022 و2023، وفاءً لوعد الرئيس شي جين بينغ.
يشمل ذلك عمليات الاستحواذ والاندماج والاستثمارات في أصول جديدة ومؤسسات تمويل التنمية (DFI).
استثمارات الصين في محطات الكهرباء بالخارج
خلُص تحليل مركز سياسات التنمية الأميركي إلى أن الاستثمارات الصينية في محطات توليد الكهرباء بالخارج أصبحت أكثر توافقًا مع خطة التحول الأخضر العالمية.
لكن توليد الكهرباء بالفحم ربما يواصل تشكيل جزء كبير من حافظة المشروعات الصينية بالخارج؛ إذ إن عددًا من المشروعات المعلنة قبل عام 2021 ما زال قيد التشغيل أو التطوير.
وتفصيليًا، دخلت محطات فحم بقدرة 8 غيغاواط حيز التشغيل، كما أن 9 غيغاواط إضافية ما زالت قيد البناء أو في طور التخطيط.
وما زالت مشروعات توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري مثل الفحم والغاز الطبيعي تشكّل 56% من إجمالي القدرات التشغيلية لمحطات الكهرباء التي تموّلها الصين خارج الحدود، يستحوذ الفحم فيها على النسبة الكبرى بنحو 36%.
وبالنسبة للقدرات التي لم تدخل بعد حيز التشغيل، يمثّل الوقود الأحفوري نسبة 34% في مقابل الأغلبية بنسبة 66% لمشروعات الطاقة منخفضة انبعاثات الكربون مثل الطاقة الكهرومائية والنووية والرياح والطاقة الشمسية وأخرى.
وتفصيليًا، تهيمن محطات الطاقة الكهرومائية على المحطات بانتظار التشغيل بنسبة 38%، يليها الفحم بنسبة 19%.
لكن مبادرات مثل شراكة الاستثمار الأخضر والتمويل (GIFP) قادرة على دفع التنمية المستدامة، بما يساعد الدول النامية في تحقيق مستهدفات الطاقة الخضراء، حسب التقرير.

محطات توليد الكهرباء بالفحم بتمويل صيني
عالميًا، تحمل تمويلات محطات توليد الكهرباء آثارًا كبيرة في مسيرة التنمية بالبلدان النامية، مثل دفع النمو الاقتصادي وزيادة نطاق الوصول للإمدادات، فضلًا عن خفض الانبعاثات الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري.
وعلى نحو خاص، تؤدي الصين دورًا في مهمًا في مواجهة التحديات العالمية بذلك الصدد، وفي القلب منها مسيرة التحول الجارية إلى مصادر الطاقة النظيفة.
ومع التحول إلى المصادر الخضراء، سينصبّ تركيز الصينيين في المرحلة المقبلة على زيادة معدلات العائد على حجم الإنتاج.
وتشكّل محطات توليد الكهرباء بالفحم قيد التطوير، التي تموّلها الصين بالخارج، نسبة 19% من المشروعات بانتظار التشغيل قريبًا.
وإذا دخلت تلك القدرات حيز التشغيل، ستضيف 41 مليون طن سنويًا من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون.
في المقابل، لا يرقى تمويل مشروعات الكهرباء النظيفة في الدول النامية بعد إلى مستوى الدعم القوي الذي وعد به الرئيس شي جين بينغ قبل أكثر من 3 سنوات.
وبحسب التحليل، ما زال حجم التمويل “متواضعًا نسبيًا”؛ إذ أن الصين لم تموّل سوى مشروعات طاقة متجددة بقدرة 3 غيغاواط فقط في الخارج خلال المدة بين عامي 2022 و2023.
وعلاوة على ذلك، ما زالت التمويلات تتركز في قارتي آسيا والأميركيتين، في حين لا تتخطى نسبة التمويلات في أفريقيا 4% فقط.
موضوعات متعلقة..
- محطات توليد الكهرباء بالفحم في أستراليا تواجه أعطالًا متكررة.. تفوق التوقعات (تقرير)
- سعة توليد الكهرباء بالفحم عالميًا ترتفع في 2024 بدعم من دولتين (تقرير)
- تشغيل محطات توليد الكهرباء بالفحم في الهند “بأقصى طاقتها”
اقرأ أيضًا..
- تقديرات باكتشاف 40 تريليون قدم مكعبة من الغاز بدولة عربية.. وشرط وحيد
- أكبر 5 صفقات طاقة متجددة في مايو 2025.. مصر وسلطنة عمان بالمقدمة
- أبرز 5 مناجم في الإمارات.. 11 معلومة عن كنوز الدولة الخليجية
- أنس الحجي: الذكاء الاصطناعي يزيد الطلب العالمي على الكهرباء.. وهذا دور نووي الخليج
المصدر:
إقرأ: توليد الكهرباء بالفحم يستمر.. وتمويلات الصين الخارجية تسجل مفاجآت (تحليل) على منصة الطاقة