توقف مشروع الربط الكهربائي المغربي-البريطاني بـ30 مليار دولار بسبب عقبات التمويل والموافقات
سولارابيك، المغرب- 8 يونيو 2025: يواجه مشروع الربط الكهربائي البحري الطموح بين المغرب وبريطانيا، الذي تُقدر استثماراته بنحو 30 مليار دولار، توقفاً مؤقتاً يُلقي بظلال من الشك حول مستقبله، وذلك جراء عقبات إدارية وقانونية معقدة. وأدى هذا التعثر إلى تعليق شركة “إكس لينكس” البريطانية، المسؤولة عن تطوير المشروع، لعملية الحصول على ترخيص التطوير الحيوي (DCO) في المملكة المتحدة، مما يُنذر بتأجيلات طويلة المدى قد تُعيق تدفق الطاقة النظيفة إلى ملايين المنازل البريطانية.
معضلة “عقد الفروقات” وتأثيرات السياسة البريطانية
تُعزى الأسباب الرئيسية لهذا التأخير إلى عدم تمكن المشروع حتى الآن من تأمين “عقد الفروقات” (CfD) من الحكومة البريطانية. ويُعتبر هذا العقد، الذي يضمن سعراً ثابتاً لبيع الكهرباء المنتجة، شرطاً جوهرياً لجذب التمويل الضخم والاستثمارات اللازمة لإطلاق المشروع. وتطالب شركة “إكس لينكس” بسعر ثابت يناهز 77 جنيهاً إسترلينياً لكل ميغاواط/ساعة للطاقة الشمسية، و87 جنيهاً لطاقة الرياح التي سيتم إنتاجها في المغرب. كما أنه يُعد ضمان هذا السعر عاملاً حاسماً لاستمرارية المشروع، حيث يواجه الممولون حالة من التردد والترقب بسبب عدم وضوح الدعم المالي المستقبلي من الحكومة البريطانية. وبالإضافة إلى ذلك، أدت التغيرات السياسية الأخيرة في بريطانيا، وخصوصاً الانتخابات العامة المقررة في يوليو 2024 وما سينتج عنها من تشكيل حكومة جديدة، إلى إجبار الشركة على إعادة فتح قنوات التفاوض والترويج مجدداً لأهمية المشروع الحيوية. ورغم تصنيف الحكومة البريطانية للمشروع كأحد المشاريع ذات الأهمية الوطنية لأمن الطاقة، إلا أن الموافقات النهائية ما تزال معلقة، فضلاً عن الحاجة الماسة لموافقات إضافية من دول أوروبية أخرى ستمر عبر مياهها الإقليمية خطوط الكهرباء البحرية، وهي فرنسا وإسبانيا والبرتغال.
مواصفات المشروع الطموح وبدائل محتملة في الأفق
يتمثل المشروع في إنشاء خط كهرباء بحري عملاق يمتد بطول 4000 كيلومتر، مُخصص لنقل الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة، تحديداً طاقة الرياح والطاقة الشمسية، من منطقة كلميم واد نون المغربية الغنية بمواردها الطبيعية، وصولاً إلى السواحل البريطانية. وتبلغ الطاقة التصميمية للمشروع 10.5 جيجاواط، وهي كمية كافية لتزويد ما يزيد على تسعة ملايين منزل بريطاني بالكهرباء النظيفة والمستدامة. كما يتضمن المشروع إنشاء منشآت متطورة لتخزين الطاقة بقدرة تصل إلى 20 جيجاواط، لضمان استمرارية الإمداد. وفي حين أنه مع استمرار هذه التأخيرات، بدأت شركة “إكس لينكس” في استكشاف خيارات بديلة، من بينها إمكانية توجيه بعض الموارد نحو تطوير مشروع ربط كهربائي محتمل آخر بين المغرب وألمانيا. من ناحية أخرى، يواجه المشروع منافسة متزايدة من شركات دولية أخرى، مثل مجموعة فورتيسكيو الأسترالية، التي تعمل على تطوير مشروع ربط كهربائي أضخم بين شمال أفريقيا والقارة الأوروبية. وفي ظل هذه المعطيات، يتوقع الخبراء أن تستغرق عملية الحصول على التراخيص اللازمة واستكمال تطوير المشروع حتى عام 2026 على أقل تقدير، مع تأجيل محتمل لبدء التشغيل الفعلي لما بعد عام 2031، الأمر الذي يثير قلقاً متزايداً لدى المستثمرين حول الجدوى النهائية لهذا المشروع الحيوي في قطاع الطاقة المتجددة.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: اقتصادكم
The post توقف مشروع الربط الكهربائي المغربي-البريطاني بـ30 مليار دولار بسبب عقبات التمويل والموافقات appeared first on Solarabic سولارابيك. Written by بسمه عبود