بطاريات فوسفات الحديد والليثيوم تغير خريطة مشروعات تخزين الكهرباء في العالم
تتزايد مشروعات تخزين الكهرباء المعتمدة على بطاريات فوسفات الحديد التي يُراهَن عليها لتكون بديلًا مثاليًا في السيارات الكهربائية؛ بفضل ما تتّسم به من معايير الأمان.
وفي الوقت الذي تقترن فيه بطاريات الكوبالت والنيكل بحوادث الحرائق؛ نظرًا لطبيعتها القابلة للاشتعال، تُعدّ بطاريات الحديد والفوسفات أكثر أمانًا؛ نظرًا لعدم احتوائها على عنصر الأكسجين.
ووفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، قفز الطلب على بطاريات تخزين الكهرباء بنسبة 51% خلال العام الماضي، ومن المقرر أن يستقر هذا الرقم عند 40% في عام 2025.
وتكون كثافة الطاقة في بطارية فوسفات الحديد والليثيوم أقل بنحو 30-40% مقارنةً بالبطاريات التقليدية، غير أنها يمكن أن تستمر لآلاف دورات الشحن، كما أنها تتحمل الآثار الناتجة عن استعمال الشحن السريع.
طفرة في تخزين الكهرباء
تغذّي بطاريات فوسفات الحديد والليثيوم طفرةً هائلةً في مشروعات تخزين الكهرباء التي تتخطى حاليًا النمو في مبيعات السيارات الكهربائية.
ووفق تقديرات بنك “يو بي إس” يتعين أن تنمو السعة الإجمالية لتخزين الكهرباء بواقع 8 أضعاف بحلول نهاية العقد الحالي، وبواقع 34 مرة بحلول أواسط القرن الحالي؛ بهدف مواكبة التوسع المطّرد في استعمال مصادر الطاقة المتجددة.
وعلى الرغم من أنَّ السيارات الكهربائية ما تزال تهيمن على الطلب على البطاريات، فإن تخزين الكهرباء سيشكّل قرابة خُمس السوق بحلول عام 2030، وفق توقعات أطلقتها شركة الاستشارات المتخصصة في تحول الطاقة رو موشن (Rho Motion).
وسيواجه النمو في الولايات المتحدة -وهي ثاني أكبر سوق لتخزين الكهرباء في العالم، وما تزال تعتمد على الواردات الصينية- رياحًا معاكسةً خلال السنوات القليلة المقبلة؛ نتيجة عدم اليقين الذي يواجه التعرفات الجمركية، وفق محللين.
غير أن النمو على المدى الطويل ما يزال قائمًا، وهو ما يمثّل أنباء جيدة بالنسبة لقطاع الطاقة المتجددة، بل ينبغي أن يساعد الشبكات الوطنية بالمحافظة على إمدادات متوازنة من الكهرباء، في الوقت الذي تتحول فيه إلى المصادر النظيفة.
ويساعد هذا في تفادي حوادث انقطاعات الكهرباء التي اجتاحت إسبانيا والبرتغال وبعض مناطق في فرنسا في شهر أبريل/نيسان الماضي.
ويسهم تسارع الطلب على بطاريات فوسفات الحديد والليثيوم منخفضة الكربون، التي تعدّ أرخص بكثير من البطاريات التقليدية ولا تستعمل الكوبالت أو النيكل، بإنعاش أسواق تلك المعادن التي تعاني من الكساد.
وقال المسؤول في شركة سي آر يو (CRU) الاستشارية العاملة في مجال السلع: “لقد رأيتم تحولًا كبيرًا نحو الانخفاض بالنسبة لاستعمال النيكل والكوبالت في البطاريات”.

النيكل والكوبالت.. تراجع الطلب
منذ سنوات يتوقع المحللون أن يحتاج قطاع البطاريات إلى كمياتٍ كبيرةٍ جدًا من النيكل والكوبالت؛ ما يتيح للسيارات الكهربائية السير لمسافات طويلة بين الشحنات، وهي التوقعات التي طالما أدّت إلى ارتفاع أسعار تلك المعادن.
وفي إطار توقعاتها بزيادة الطلب، عززت الشركات الإنتاج، لا سيما في إندونيسيا، أكبر مُعدّن للنيكل، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، أكبر مُصدّر للكوبالت.
غير أن عدم وجود توافر السيارات الكهربائية بأسعار معقولة، والبطء في إطلاق البنية التحتية للشحن، قد قلّل إقبال المستهلكين خارج الصين على السيارات الكهربائية؛ ما دفع بعض شركات صناعة السيارات إلى خفض خططها للتحول إلى المركبات منخفضة الانبعاثات.
وتراجعت أسعار النيكل القياسية على خلفية الزيادة في المعروض، بمعدل النصف خلال السنوات الـ3 الماضية، بينما تباطأت أسعار الكوبالت بنسبة 60%، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
مبيعات السيارات العالمية عالميًا
نمَت مبيعات السيارات الكهربائية العالمية بنسبة 23% في عام 2024، غير أن الطلب على بطاريات تخزين الكهرباء ارتفع بنسبة 51%، وتمضي في مسارها نحو النمو بنسبة 40% هذا العام، وفق تقديرات شركة رو روشن.
وتسيطر بطاريات فوسفات الحديد والليثيوم على تخزين الكهرباء الذي يُعدّ حاسمًا لشبكات الكهرباء الوطنية الخضراء.
كما تُستعمَل بطاريات فوسفات الحديد الليثيوم بشكل متزايد بوساطة مصنّعي السيارات الكهربائية الصينيين، بما في ذلك “بي واي دي” التي تجاوزت تيسلا في العام الماضي، لتصبح أكبر بائع للسيارات الكهربائية في العالم.
ونتيجة لذلك، انخفضت كثافة استعمال النيكل في البطاريات المُستعمَلة في المركبات الكهربائية وبطاريات تخزين الكهرباء والإلكترونيات الاستهلاكية بنحو الثُلث على مدى السنوات الـ4 حتى عام 2024، وبنحو الثلثين بالنسبة للكوبالت، وفقًا لبيانات “سي آر يو”.
ومن المرجّح أن يؤثّر التحول إلى استعمال بطاريات فوسفات الحديد الليثيوم بدرجة أكبر في أسعار المعدنين المذكورين.
في المقابل، من الممكن أن يحصل الليثيوم على دفعة قوية، وهو ما تطرّقت إليه المحللة في شركة “رو موشن” لولا هوفيز بقولها، إن “حصة التخزين الثابت في إطار الطلب على البطاريات تنمو بشكل كبير للغاية، وتكتسب أهمية متنامية بالنسبة لمصنّعي الليثيوم، في وقت يتباطأ فيه الطلب على السيارات الكهربائية عن المتوقع”.
لكن هذا لم يُترجم إلى سوق قوية، حتى الآن، في حين يساعد المعروض الزائد في خفض أسعار كربونات الليثيوم بنسبة 20% أخرى هذا العام.

ما وراء الأسعار
لا يُعدّ السعر العامل الأوحد الذي يساعد بتغذية الطفرة المتحققة في بطاريات فوسفات الحديد والليثيوم.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة فيدرا إنرجي (Fidra Energy) كريس إلدر، إن التطورات التقنية الأخيرة الحاصلة في بطاريات فوسفات الحديد والليثيوم تعني أن تلك البطاريات المستعمَلة في مشروع ثوربي مارش (Thorpe Marsh) سيصل عمرها التشغيلي إلى 20 عامًا، صعودًا من 5 إلى 15 عامًا في السابق.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة مورو باتريز (Morrow Batteries) النرويجية لارز كريستيان باشر، إن المخاوف بشأن كثافة الكربون المرتبطة بإنتاج النيكل، وكذلك قضايا الحقوق المتعلقة بتعدين الكوبالت في الكونغو الديمقراطية، تعذّي التحول إلى بطاريات فوسفات الحديد والليثيوم.
وأضاف باشر: “هناك توقعات بشأن مورّدي البطاريات، وإمكان تتبُّع مصدر كل تلك البطاريات”، موضحًا: “هناك بعض المعادن المرتبطة تاريخيًا بدول لديها علامات استفهام كبيرة حول قضايا حقوق الإنسان وعمالة الأطفال”.
موضوعات متعلقة..
- حرائق بطاريات السيارات الكهربائية.. حل وحيد قد يُنهي الأزمة
- حرائق بطاريات الليثيوم أيون.. تقنية غير مسبوقة تتنبأ بحدوثها
- خبير: حرائق بطاريات الليثيوم أيون ترتفع.. وهذه أهم أسبابها
اقرأ أيضًا..
- بيع حصة من حقل غاز احتياطياته 636 مليار قدم مكعبة
- بطاريات الليثيوم أيون تشعل حرائق الطائرات.. كوارث دراماتيكية (مقطع فيديو)
- العراق يمنع سرقة المنتجات النفطية بمشروع ضخم.. وضبط 3 ملايين لتر خلال شهر
المصدر:
1.مشروعات تخزين الكهرباء تقود طفرة في بطاريات فوسفات الحديد والليثيوم من “رويترز”
إقرأ: بطاريات فوسفات الحديد والليثيوم تغير خريطة مشروعات تخزين الكهرباء في العالم على منصة الطاقة