الوقود المزدوج في ناقلات النفط.. مسار يتسارع بفضل لوائح الانبعاثات الأوروبية (تقرير)
يتعزّز استعمال الوقود المزدوج في قطاع ناقلات النفط بموجب متطلبات السوق التي تشهد إقبالًا على تقنيات إزالة الكربون.
في هذا الإطار، ركّز تحليل اقتصادي مُفصّل على جدوى تعزيز استعمال الوقود المزدوج في قطاع ناقلات النفط، وذلك في اليوم الأول من مؤتمر ريفييرا لإزالة الكربون البحري في آسيا، المُنعقد في سنغافورة، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وفي ظلّ اللوائح الأوروبية الجديدة للانبعاثات والإجراءات المُرتقبة للمنظمة البحرية الدولية، قدّمت شركة الاستشارات لويدز ريجستر أدفايزري (Lloyd’s Register Advisory)، بيانات شاملة تُسلّط الضوء على بيئة استثمارية مُتغيّرة لمالكي السفن، لا سيما في قطاع ناقلات النفط.
وأشار الرئيس العالمي لتحول الطاقة لدى الشركة، جاك سبيروس برينغل، إلى احتمال انخفاض إجمالي تكاليف ملكية السفن المُزوّدة بالوقود البديل إلى النصف مُقارنةً بنظيراتها العاملة بالوقود التقليدي.
تسارع اعتماد تقنية الغاز المسال المزدوج
كان من أبرز الاتجاهات التي حدّدها الرئيس العالمي لتحول الطاقة لدى شركة لويدز ريجستر أدفايزري، جاك سبيروس برينغل، تسارع اعتماد تقنية الغاز المسال المزدوج في ناقلات النفط.
وقال برينغل: “لدينا حاليًا 312 ناقلة تعمل بالغاز المسال ثنائي الوقود، منها 125 سفينة قيد الطلب”.
وبتقسيمها حسب حجم السفينة، أظهرت البيانات اعتماد هذه التقنية في فئات أفراماكس، وسويز ماكس، وناقلات النفط الخام العملاقة.
وأشار إلى أن “هذه إشارة واضحة جدًا من السوق على أن الغاز المسال خيار لوقود قوي لقطاع ناقلات النفط”.
وأوضح أن “السبب يكمن بالأساس في التوافق بين إمدادات الغاز المسال وتجارة ناقلات النفط”.
اهتمام متزايد بأنواع وقود بديلة أخرى
كشف بحث الرئيس العالمي لتحول الطاقة لدى شركة لويدز ريجستر أدفايزري، جاك سبيروس برينغل، عن اهتمام متزايد بأنواع وقود بديلة أخرى، حيث طُلبت 52 ناقلة تعمل بالوقود المزدوج للميثانول، وناقلتان تعملان بالوقود المزدوج للأمونيا حاليًا.
في المقابل، لا يزال الغاز المسال الخيار السائد للوقود البديل، إذ يمثّل 16-18% من إجمالي طلبات ناقلات النفط.
وأضاف برينغل: “إذا قارنا هذه النسبة المئوية لطلبات الغاز المسال بالوقود المزدوج مع توقعات الطلب، فإننا نتحدث عن 20% من السفن التي تنطلق من أحواض بناء السفن المزودة بقدرات الغاز المسال المزدوج”.
وأكد أن “هذا مؤشر قوي جدًا حيث تحركت السوق استجابةً للأنظمة”، وفق التصريحات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

دراسة حالة التكلفة الإجمالية لملكية سفينة أفراماكس
كان العنصر الأكثر إقناعًا في عرض الرئيس العالمي لتحول الطاقة لدى شركة لويدز ريجستر أدفايزري، جاك سبيروس برينغل، هو دراسة حالة التكلفة الإجمالية لملكية سفينة من فئة أفراماكس تعمل في 50% من الوقت في المياه الأوروبية.
وقارن تحليله بين سفينة أفراماكس التي تعمل بالوقود التقليدي وأخرى تعمل بالوقود المزدوج للغاز المسال ومجهزة بقدرة إمداد برية.
وأوضح برينغل: “ما نتحدث عنه هو خفض التكلفة الإجمالية للملكية هناك إلى النصف تقريبًا”.
وأضاف: “خلال فترة الأعوام الـ15 الممتدة من عام 2025 إلى عام 2040، نتحدث عن تكلفة إجمالية للملكية تبلغ 104 ملايين دولار أميركي مقابل 54 مليون دولار أميركي”.
وينشأ هذا الفارق الكبير في المقام الأول من التصاعد السريع لتكاليف نظام تداول الانبعاثات في الاتحاد الأوروبي وتكاليف لوائح الوقود البحري التي ستواجهها السفن التقليدية حتى عام 2040، في حين يمكن للسفن التي تعمل بالوقود المزدوج ذات كثافة الكربون المنخفضة أن تخفّف بصورة كبيرة من هذه العقوبات التنظيمية.
وأكد برينغل أهمية التحليلات الخاصة بكل سياق بدلًا من الحلول العامة، قائلًا: “من الضروري للغاية أن ننظر إلى مسألة الوقود في سياق كل سفينة على حدة وخصائصها التشغيلية، بالإضافة إلى الأنظمة التنظيمية”.
ودعا إلى مراعاة جميع الجوانب الفنية المرتبطة بتشغيل السفن العاملة بالوقود المزدوج، بالإضافة إلى الجانب التجاري.
وشدد، في ختام كلمته للمشاركين في المؤتمر، على اتباع أسس منهجية قائمة على البيانات، حسب تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وقال: “لدينا الآن معيار لكثافة وقود غازات الاحتباس الحراري، وأنصح الجميع ببدء إجراء بعض الحسابات، إنها بسيطة للغاية، فابدأوا بدراسة أسباب ارتفاع العقوبات، وافهموا الوسائل التي يمكنكم استعمالها لتقليلها”.
وأردف: “أوصيكم بدراسة أسواق الوقود هذه، فإذا كنا نتحدث عن الأمونيا، فعليكم تحليل هذه السوق، وفهم العوامل المؤثرة في العرض والطلب على الأمونيا النظيفة وتكاليف الإنتاج، ثم فهم قيمة الأمونيا منخفضة الكربون للسفينة، ومدى تأثير ذلك في جدوى تشغيلها”.
موضوعات متعلقة..
- السفن العاملة بالوقود المزدوج.. كيف يخفض الغاز المسال التكاليف والانبعاثات معًا؟ (تقرير)
- السفن العاملة بالوقود المزدوج تؤدي دورًا مهمًا في خفض انبعاثات الشحن البحري (تقرير)
- الوقود المزدوج خيار بيئي لخفض انبعاثات زوارق السحب والإنقاذ
اقرأ أيضًا..
- قيمة واردات الأردن من النفط ومشتقاته تنخفض 11% في 9 أشهر
- مستشار رئاسي: الطاقة الشمسية الحرارية توفر أرخص سعر كهرباء للمصريين (حوار)
- وزير النفط العراقي يكشف إمكان الانسحاب من أوبك.. ومطلب عاجل
المصدر:
إقرأ: الوقود المزدوج في ناقلات النفط.. مسار يتسارع بفضل لوائح الانبعاثات الأوروبية (تقرير) على منصة الطاقة