Categories
Uncategorized

الهيدروجين الأخضر في ناميبيا.. هل يتجاوز التحديات لإنتاج 15 مليون طن سنويًا؟

تتجه الأنظار إلى صناعة الهيدروجين الأخضر في ناميبيا بوصفها فرس الرهان لبناء اقتصاد خالٍ من الكربون والتصدير إلى الأسواق الأوروبية، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتراود الحكومة الناميبية طموحات كبيرة لتحويل البلاد إلى منتِج رائد للهيدروجين النظيف، مدعومةً بأفضل إمكانات الطاقة الشمسية في العالم، وفقًا لدراسة أعدّها البنك الدولي، ومساحات شاسعة من الأراضي تعود ملكيتها في الغالب إلى الحكومة الداعمة لتطوير الصناعة.

وتتعدد مبادرات الطاقة المطورة في ناميبيا خلال السنوات الأخيرة، أبرزها مشروع هايفن الأيقوني في المتنزه الوطني تساو/خايب على الساحل الجنوب الغربي للبلاد.

وتتزايد الرهانات على إنتاج قرابة مليون طن من الأمونيا الخضراء سنويًا، بدءًا من عام 2028، مع منح أولوية لتصدير الوقود النظيف إلى أوروبا وآسيا.

تحديات عديدة

يصطدم قطاع الطاقة في ناميبيا بسلسلةٍ من التحديات، في وقت يسعى فيه إلى انتهاز الفرص التي تتيحها أسواق الطاقة الجديدة التي تقدّم مستقبلًا مستدامًا للبلد الواقع في جنوب قارة أفريقيا، وفق مقالة للكاتبة نيكوليت بومبو –فان زيل، نشرها موقع “إي إس آي أفريكا”.

وتُعدّ ناميبيا موطنًا لواحدة من أكثر الصحاري جفافًا في العالم، ممثلةً في صحراء “ناميب”، وهي من بين أقل البلدان كثافة سكانية على وجه الأرض (3 ملايين نسمة)، كما تطل على سواحل بطول 1572 كيلومترًا.

وقالت بومبو –فان زيل، إن ناميبيا لديها ثاني أعلى معدل إشعاع شمسي في العالم، وإمكانات رياح تزيد سعتها على 100 غيغاواط؛ ما يجعل البلاد أحد أكثر الأماكن التي تتمتع بوفرة موارد الرياح في العالم.

ومع ذلك، فإنه في عام 2022، لم يمثّل قطاع الطاقة المتجددة -باستثناء مخططات الطاقة الكهرومائية- سوى كمية ضئيلة من السعة المركبة في البلاد، وفق الكاتبة.

وتُعدّ إمكانات الطاقة المتجددة الضخمة تلك أحد العوامل الداعمة لاهتمام ويندهوك بتطوير محطات شمس ورياح، ويتمثل العامل الآخر في طموح البلاد بأن تصبح لاعبًا إقليميًا وعالميًا في سوق الهيدروجين الأخضر.

شركة هايفن هيدروجين إنرجي في ناميبيا
شركة هايفن هيدروجين إنرجي في ناميبيا – الصورة من موقع الشركة الإلكتروني

رؤية الهيدروجين الأخضر

قالت كاتبة المقال، إن الحكومة الناميبية معنيّة بتوفير بيئة سياسات جاذبة لاستثمارات الهيدروجين الأخضر، مع تركيز اهتمامها على تصدير الوقود النظيف إلى السوق الأوروبية، مضيفةً أن السياسات المنظمة لصناعة الهيدروجين الأخضر في ناميبيا تستهدف إنتاج ما يتراوح من 10 إلى 15 مليون طنًا من الهيدروجين سنويًا بحلول عام 2050؛ ما يمثّل من 5% إلى 8% من حجم تجارة الوقود عالميًا.

وتركّز إستراتيجية الحكومة على استغلال موارد الطاقة المتجددة الوفيرة في ناميبيا لإنتاج الهيدروجين ومشتقاته بتكاليف تنافسية؛ إذ تستهدف تصدير منتجات الهيدروجين مثل الأمونيا والميثانول والكيروسين الاصطناعي إلى الأسواق العالمية، وفق الكاتبة.

وبناءً عليه يُنظَر إلى الهيدروجين الأخضر في ناميبيا على أنه محرك رئيس للتنمية الاقتصادية الاجتماعية؛ ما قد يسهم بما يصل إلى 6 مليارات دولار أميركي في الناتج المحلي الإجمالي، بحلول عام 2030، وتوفير فرص عمل جديدة.

إستراتيجية الهيدروجين الأخضر

قالت كاتبة المقال نيكوليت بومبو –فان زيل، إن ناميبيا أطلقت إستراتيجية الهيدروجين الأخضر ومشتقاته خلال فعاليات مؤتمر المناخ كوب 27 المنعقد في شرم الشيخ في عام 2022، وتضمنت خططًا لإنتاج وتصدير الوقود النظيف.

وأوضحت بومبو –فان زيل أن الإستراتيجية ترتكز على تطوير 3 وديان هيدروجين في المناطق الجنوبية (خاراس)، والوسطى (خليج والفيس وويندهوك) والشمالية (كونين)، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وأسّست ناميبيا صندوق تمويل الطاقة النظيفة “إٍس دي جي ناميبيا وان”، لجذب الاستثمارات في قطاع الهيدروجين الأخضر، وهناك خطة لاستحداث قانون الوقود الاصطناعي لمواءمة عروض الهيدروجين الأخضر في ناميبيا مع المعايير الدولية، بحسب كاتبة المقال.

وأشارت إلى بناء مجلس الهيدروجين الأخضر المنوط به تطوير صناعة الهيدروجين النظيف، بما في ذلك تثقيف المواطنين الناميبيين ورفع درجة وعيهم بالهيدروجين النظيف عبر برامج تدريبية وتعزيز سياسات المكون المحلي.

الكاتبة نيكوليت بومبو –فان زيل
الكاتبة نيكوليت بومبو –فان زيل – الصورة من esi-africa

مشروعات هيدروجين

سردت بومبو –فان زيل قائمة بأسماء مشروعات الهيدروجين الأخضر الجاري تنفيذها في ناميبيا، التي يُعوَّل عليها بقيادة دفة هذا القطاع الحيوي في البلاد.

وقالت الكاتبة، إنه في مايو/أيار (2023)، منحت الحكومة الناميبية الضوء الأخضر لاتفاقية مع شركة هايفين هيدروجين إنرجي (Hyphen Hydrogen Energy) لتطوير أكبر مشروع هيدروجين أخضر في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

ويستهدف المشروع البالغة قيمته 10 مليارات دولار إنتاج قرابة 350 ألف طنًا من الهيدروجين الأخضر سنويًا، ما إن يدخل حيز التطوير.

ويُتوقع أن يسهم هذا الإنتاج -بحسب كاتبة المقال- بخفض الانبعاثات الكربونية بما يتراوح من 5 إلى 6 أطنان سنويًا.

وسيقع المشروع في مجمع تساو/خايب الوطني، وسيتضمن سعة طاقة متجددة قوامها نحو 7 غيغاواط، و 3 غيغاواط من سعة المحلل الكهربائي.

ومن المخطط بدء تشغيل المرحلة الأولى من المشروع بحلول نهاية عام 2026، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وتضم قائمة مشروعات الهيدروجين الأخضر في ناميبيا مشروع قرية دوريس للهيدروجين الأخضر (The Daures Green Hydrogen Village) التي تطور محطة تجريبية في منطقة دوريس بهدف إنتاج 18 طنًا من الوقود النظيف، إلى جانب 100 طن من الأمونيا الخضراء.

وتتضمن الرؤية طويلة الأجل توسيع محطة متجددة سعتها 6 غيغاواط، بجهاز تحليل كهربائي سعته 2.5 غيغاواط، ولديها القدرة على إنتاج أكثر من 180 ألف طن من الهيدروجين ومليون طن من الأمونيا الخضراء سنويًا.

وفي إقليم إيرونغو كذلك، أنتج مشروع هيلرون أوشيفيلا (Hylron Oshivela) -وهو شراكة بين ناميبيا وشركات طاقة متجددة وهندسية ألمانية- أول شحنة هيدروجين أخضر، باستعمال محلل كهربائي سعة 12 ميغاواط.

وقال القائمون على المشروع، في بيان إعلامي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، إنهم بصدد تحديث سعة المحلل الكهربائي بالكامل؛ ما سيضع حجر أساس لإنتاج الحديد منخفض الانبعاثات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

1.الهيدروجين الأخضر في ناميبيا من موقع “إي إس آي أفريكا”

إقرأ: الهيدروجين الأخضر في ناميبيا.. هل يتجاوز التحديات لإنتاج 15 مليون طن سنويًا؟ على منصة الطاقة