الطاقة المتجددة في السعودية أولوية للصين.. وتعاون وثيق لوضع المملكة بالصدارة
تمثّل الطاقة المتجددة في السعودية إحدى أبرز أولويات المملكة لتحقيق أهداف رؤية 2030، إذ باتت محركًا رئيسًا للنمو الاقتصادي، خاصة مع تزايد دخول الشركات العالمية، وعلى رأسها الشركات الصينية، إلى السوق السعودية.
وأشار تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، إلى أن مبادرة الحزام والطريق الصينية تواصل دفع عجلة نمو الطاقة المتجددة في العديد من الدول الآسيوية والأفريقية.
وشكّلت آسيا 70% من إجمالي القدرة المركبة للكهرباء ضمن المبادرة، البالغ 156 غيغاواط، تليها أفريقيا بنسبة 15%.
وتوقّع التقرير أن تشهد 5 أسواق رئيسة في مبادرة الحزام والطريق، وهي: باكستان وإندونيسيا وفيتنام والسعودية وماليزيا، طفرة هائلة في سعة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية والرياح خلال العقد المقبل.
دور الشركات الصينية في نشر الطاقة المتجددة
سلّط التقرير الصادر عن شركة أبحاث الطاقة وود ماكنزي الضوء على دور الشركات الصينية في تعزيز قطاع الطاقة المتجددة بالأسواق الـ5 الرئيسة لمبادرة الحزام والطريق.
وعززت الشركات الصينية استثماراتها خارجيًا، حيث كانت تسيطر على 7% فقط من سعة الرياح والطاقة الشمسية في هذه الأسواق قبل 5 سنوات، لكن حصتها تجاوزت 60% خلال عام 2024.
ومع استمرار هذا الاتجاه التصاعدي، توقّع التقرير أن تصل الحصة الصينية إلى 80% بحلول عام 2030، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وفي هذا السياق، من المتوقع أن تشهد تركيبات طاقة الرياح والطاقة الشمسية في باكستان وإندونيسيا وفيتنام والسعودية وماليزيا نموًا ملحوظًا خلال السنوات الـ10 المقبلة، حيث يُتوقع إضافة 120 غيغاواط؛ ما يتطلب استثمارًا بقيمة 73 مليار دولار.
ومن بين الدول المذكورة، من المتوقع أن تكون السعودية الأكثر طلبًا على الطاقة المتجددة، إذ تخطط لتثبيت 41 غيغاواط من الطاقة الشمسية و13 غيغاواط من طاقة الرياح.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- سعة توليد الكهرباء المتجددة في السعودية بين عامي 2014 و2024:
تعاون صيني سعودي في الطاقة المتجددة
في ضوء التحولات الجذرية التي يشهدها قطاع الطاقة المتجددة في السعودية، تبرز الصين كونها أحد الشركاء الرؤساء للمملكة.
وفي المجمل، بلغت قيمة الاستثمارات الصينية في قطاع الطاقة السعودي نحو 8 مليارات دولار خلال المدة من يناير/كانون الثاني 2016 إلى يونيو/حزيران 2024، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
أمّا واردات السعودية من الألواح الشمسية الصينية، فقد قفزت في 2024 بنسبة 107%، ليصل إجمالي السعة إلى 16.44 غيغاواط، مقارنة بـ7.95 غيغاواط في 2023، مدعومة بالمشروعات الضخمة للطاقة الشمسية.
ويستعرض الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- أبرز محطات الطاقة المتجددة في السعودية:
وتتبنّى الصين 4 إستراتيجيات رئيسة لتتناسب مع خطة المملكة بشأن الطاقة المتجددة، وهي:
- الاستثمار المباشر، ويتجلى ذلك في استحواذ صندوق طريق الحرير الصيني على حصة 49% في شركة أكوا باور السعودية.
- عقود البناء والمشتريات، وأبرزها:
-
- تنفيذ شركة “تشاينا سولار” مع شركة “ماهيندرا سوستن” الهندية أعمال الهندسة والمشتريات والبناء لمشروع سكاكا للطاقة الشمسية بقدرة 300 ميغاواط في منطقة الجوف، باستثمارات بلغت 292 مليون دولار.
- توقيع البرنامج الوطني السعودي للطاقة المتجددة مذكرة تفاهم في 2019، مع شركة “لونجي سولار” الصينية وشركة “أو سي آي” الكورية الجنوبية، لإجراء دراسة جدوى لبناء مجمع متكامل للطاقة الشمسية والكربون الأسود بقيمة ملياري دولار.
- في يوليو/تموز 2024، أبرمت شركتا “جينكو سولار” و “تي سي إل تشونوان رينوابل إنرجي تكنولوجي” اتفاقيات مع صندوق الاستثمارات العامة وشركة “فيجن إندستريز” السعودية الخاصة، لبناء محطات طاقة شمسية بقدرة 30 غيغاواط، باستثمارات تُقدَّر بـ3 مليارات دولار.
- توطين صناعة الطاقة المتجددة في السعودية، وذلك من خلال:
- في يوليو/تموز 2024، دخلت شركة “إنفيجن إنرجي” الصينية في مشروع مشترك مع صندوق الاستثمارات العامة وشركة “فيجن إندستريز” لبناء مصنع توربينات رياح في المملكة.
- وقّعت السعودية اتفاقيتين مشتركتين مع شركات صينية أخرى لتصنيع وتجميع المعدّات والمكونات الخاصة بمشروعات الطاقة الشمسية.
- دخلت شركة لونجي سولار الصينية في شراكة مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية لتعزيز الابتكار في تقنيات الطاقة الشمسية وتحسين كفاءتها وموثوقيتها.
- امتداد التعاون إلى الاستثمار المشترك في دول أخرى:
- عام 2022، خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى أوزبكستان، استحوذ صندوق طريق الحرير على 49% من أسهم محطة كهرباء عاملة بالغاز بقيمة مليار دولار مملوكة من قبل أكوا باور السعودية.
- عام 2024، باعت أكوا باور 35% من أسهمها في شركتين فرعيتين لمشروعات الرياح إلى شركة “تشاينا ساوثرن باور غريد إنترناشيونال” مقابل 158.87 مليون دولار.
موضوعات متعلقة..
- قفزة ملحوظة بسعة توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة في السعودية (رسم بياني)
- 4 أسباب تجعل السعودية دولة محورية في صناعة طاقة المستقبل
- الطاقة الشمسية في الشرق الأوسط 2024.. السعودية والإمارات ومصر أبرز المنتجين (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- مزيج الكهرباء في الاتحاد الأوروبي.. حصة الطاقة النظيفة تتجاوز 71% (إنفوغرافيك)
- توقعات الطلب على النفط في السعودية خلال 2025 و2026 (تقرير)
- المفاعلات المعيارية الصغيرة تكتسب زخمًا.. دول أفريقية وعربية تنضم للسباق
المصادر:
- الشركات الصينية تسهم بتطوير الطاقة المتجددة في السعودية من شركة أبحاث الطاقة وود ماكنزي
- استثمارات الشركات الصينية بالطاقة المتجددة في السعودية من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي
- إنفوغرافيك عن أبرز محطات الطاقة المتجددة في السعودية من وحدة أبحاث الطاقة
إقرأ: الطاقة المتجددة في السعودية أولوية للصين.. وتعاون وثيق لوضع المملكة بالصدارة على منصة الطاقة