الربط الكهربائي بين المغرب وبريطانيا.. مشروع جديد يقوده ملياردير أسترالي
تُشكِّل مشروعات الربط الكهربائي بين المغرب وبريطانيا طوق نجاة لخفض فواتير الطاقة المرتفعة في أوروبا، ودعم الجهود الرامية إلى خفض الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الحالي.
ويسعى ملياردير أسترالي يعمل في مجال التعدين إلى الحصول على الدعم من وزير الطاقة البريطاني إد ميليباند، لإنشاء خط كهرباء جديد بقيمة مليارات الدولارات بين أوروبا وشمال أفريقيا.
وأجرى مؤسس ورئيس شركة فورتسكيو العملاقة لخام الحديد أندرو فورست، المعروف باسم “تويجي”، وفق بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) مناقشات مع وزير الطاقة في الأسابيع الأخيرة حول مشروع ربط كهربائي بين المغرب وبريطانيا.
ويهدف المشروع إلى نقل الطاقة النظيفة المولدة من مزارع الطاقة الشمسية في شمال أفريقيا وعلى وجه الخصوص المغرب إلى قارة أوروبا.
الطاقة النظيفة في شمال أفريقيا
تسى شركة فورتسكيو إلى تطوير ما يصل إلى 100 غيغاواط من قدرة الطاقة النظيفة في شمال أفريقيا، مع إجراء محادثات مع مختلف الحكومات الأوروبية حول تشغيل كابلات بحرية متعددة جنبًا إلى جنب لتوصيل الكهرباء.
وستكون هذه المحطات قادرة على نقل ما يصل إلى 500 تيراواط/ساعة من الكهرباء سنويًا، وهو ما يعادل تقريبًا الاستهلاك السنوي الكامل لألمانيا أو 17 محطة طاقة نووية بحجم هينكلي بوينت (محطة طاقة نووية في المملكة المتحدة) تعمل على مدار الساعة.

وستُدعَم المشروعات من خلال تخزين البطاريات ومحطات الكهرباء التي تعمل بالهيدروجين؛ ما يضمن توفير الإمدادات على مدار الساعة ودعم استقرار النظام أيضًا.
ولم يؤكد فورتسكيو بعد مسار خط الربط الكهربائي، لكن من المفهوم أن نقل الكهرباء إلى بريطانيا سيتم عبر دول أخرى وسيطة في أوروبا الغربية.
ووقّعت شركة التعدين الأسترالية، العام الماضي، صفقة مع شركة صناعة الكابلات البحرية البلجيكية “جان دي نول” للنظر في مرافق التصنيع المحتملة في المغرب.
مشروع فورتسكيو
تعد فورتسكيو أحدث شركة تتطلع إلى الاستفادة من الطاقة الشمسية الهائلة في شمال أفريقيا خاصة في المغرب، مع مشروع بقيمة 25 مليار جنيه إسترليني (33 مليار دولار) اقترحته شركة إكس لينكس (Xlinks) المنافسة التي تتنافس أيضًا على الدعم من الحكومة.
وقال فورست: “إن كمية الطاقة المهدرة كل يوم في شمال أفريقيا تعد الأكبر على الإطلاق في الوقت الحالي، ولذلك نعمل على تطوير اقتراح لنقل ما يعادل 500 تيراواط إلى أوروبا”.
وأضاف: “وأودّ التأكيد على أن الطاقة المنقولة لن تكون متقطعة، بل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، بجهد أساسي”.
وأسس فورست شركة فورتسكيو عام 2003، وحوّلها إلى واحدة من أكبر منتجي خام الحديد في العالم، ولكن بعد تجربة كادت أن تودي بحياته عام 2016، انخرط في العمل البيئي، وتعهد بتحويل شركته إلى رائدة في مجال الطاقة الخضراء.
وقال إن مخطط الربط الكهربائي بين المغرب وبريطانيا يمكن أن يساعد في خفض فواتير الكهرباء للأسر والشركات الأوروبية مع تحسين استقرار الشبكة.
وشدد الملياردير الأسترالي على أنه لا يسعى للحصول على دعم مالي من الحكومة البريطانية، لكنه يريد صفقة تلزم المملكة المتحدة بشراء الكهرباء بأسعار السوق خلال مدة زمنية محددة.
إكس لينكس
بالمقارنة، فإن المخطط المنافس الذي اقترحته شركة إكس لينكس، والذي يدعمه رئيس شركة “تيسكو” (Tesco) السابق ديف لويس، يسعى إلى ما يسمى بعقد الفروقات الذي من شأنه أن يضمن للمشروع “سعر إضراب” ثابتًا للكهرباء التي يوفرها.
من المقرر أن ينقل الربط الكهربائي بين المغرب وبريطانيا الذي اقترحه إكس لينكس الطاقة الشمسية وطاقة الرياح المولدة في منطقة “كلميم واد نون” في المغرب إلى ساحل ديفون، عبر 4000 كيلومتر من الكابلات تحت الماء.
ويخطط مشروع الربط الكهربائي بين المغرب والمغرب إلى بريطانيا، المعروف باسم إكس لينكس، إلى نقل إنتاج مزارع الرياح والطاقة الشمسية، التي تمتد عبر منطقة بحجم لندن عبر خط كهرباء بحري، وهو ما يكفي لتزويد أكثر من 9 ملايين منزل بريطاني بالكهرباء.
ويُتوقع أن يبدأ مشروع إكس لينكس من منطقة كلميم واد نون في المغرب، بمدّ خطَّي كهرباء بحريين يتصلان بخطَّين آخرين في بريطانيا، وستُوَلَّد الكهرباء في منطقة “كلميم واد نون” عبر محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بقدرة 10.5 غيغاواط، ومرافق لبطاريات التخزين بسعة 20 غيغاواط.
وحال تنفيذ المشروع، فإن خط كهرباء يبلغ طوله 4 آلاف كيلومتر مدفون في قاع البحر سينقل ما يصل إلى 8% من احتياجات بريطانيا من الكهرباء من مشروعات الطاقة المتجددة والبطاريات في منطقة كلميم واد نون في المغرب إلى ساحل ديفون في أقل من ثانية.
الخريطة التالية، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، تستعرض مسار مشروع الربط الكهربائي بين المغرب وبريطانيا:
الكهرباء في بريطانيا
تعهد وزير الطاقة البريطاني بخفض فواتير الكهرباء المنزلية بمقدار 300 جنيه إسترليني (396.06 دولارًا أميركيًا) سنويًا وجعل نظام الكهرباء في بريطانيا “نظيفًا” بنسبة 95% بحلول عام 2030.
ويتضمّن هدفه زيادة سعة خطوط الربط الكهربائي المرتبطة بالمملكة المتحدة من 10 غيغاواط حاليًا إلى ما يصل إلى 14 غيغاواط.
وظهرت مقترحات فورتسكيو بعد أسابيع قليلة من انقطاعات غير مسبوقة للتيار الكهربائي في كل من إسبانيا والبرتغال؛ إذ أصبح استقرار شبكة الكهرباء الآن على رأس جدول الأعمال.
وأعرب بعض الخبراء عن مخاوفهم من أن الأعطال المتتالية في النظام الإسباني، والتي لا تزال أسبابها غير معروفة، ربما تفاقمت بسبب الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة.
ويرجع هذا إلى أن العديد من محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لا تميل إلى توفير ما يسمى بقصور النظام – الزخم الدوراني الذي تولدها التوربينات بصفتها منتجًا ثانويًا- ما قد يزيد من عدم استقرار الشبكة عندما تحدث تغييرات مفاجئة في العرض والطلب.
وفي أعقاب الأزمة الإسبانية، سلّط الخبراء الضوء أيضًا على العدد المنخفض نسبيًا لخطوط الربط الكهربائي بين شبه الجزيرة الأيبيرية وبقية القارة.
وانقطع الاتصال الرئيس مع فرنسا مع انتشار حالات انقطاع التيار الكهربائي، وبدأت الأنظمة الآلية في العمل لحماية البنية التحتية الحيوية من التلف.
موضوعات متعلقة..
- الربط الكهربائي بين المغرب وبريطانيا يواجه عقبات حكومية.. والبدائل الأوروبية متاحة
- الربط الكهربائي بين المغرب وبريطانيا يؤمن احتياجات 7 ملايين منزل
اقرأ أيضًا..
- إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر.. سكاتك النرويجية تؤجل مشروعًا مهمًا
- حقل نفط أفريقي يحظى بقرار مهم في 2026.. احتياطياته 3 مليارات برميل
- تقلّب أسعار الطاقة وغموض السياسات العالمية.. ضغوط على موازنة روسيا (مقال)
المصدر..
إقرأ: الربط الكهربائي بين المغرب وبريطانيا.. مشروع جديد يقوده ملياردير أسترالي على منصة الطاقة