الأصول العالقة أحدث ضحايا الحياد الكربوني في بريطانيا.. 141 مليار دولار خسائر
يمضي قطار الحياد الكربوني في بريطانيا في طريقه مخلّفًا وراءه ضحايا كُثرًا؛ وآخرهم خسائر استثمارات الفحم والنفط والغاز الطبيعي فيما يُعرف بـ”أصول الطاقة العالقة”.
والأصول العالقة في مجال الطاقة هي التي خسرت قيمتها قبل نهاية عمرها الافتراضي بسبب السوق المتغيرة وسياسات مكافحة تغير المناخ والتغيرات التقنيّة، بحسب المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ومن المتوقع أن تصل قيمة خسائر الأصول العالقة عالميًا إلى 2.28 تريليون دولار بحلول عام 2040؛ سيكون نصيب بريطانيا منها 141 مليار دولار.
وعلى نحو خاص، سيكون المستثمرون بصناديق التقاعد الأكثر تضررًا من ذلك التحول؛ كونهم عُرضة لخسائر تصل قيمتها إلى 19 مليار دولار.
خسائر الحياد الكربوني في بريطانيا
كشفت دراسة حديثة أن الحياد الكربوني في بريطانيا سيحرم الاقتصاد من 141 مليار دولار هي قيمة أصول أحفورية عالقة خلال الـ15 عامًا المقبلة.
وستكون بريطانيا التاسعة عالميًا على قائمة أكثر الدول المتضررة من حيث نصيب الفرد من خسائر الأصول العالقة قبل الولايات المتحدة وإيطاليا وفرنسا.
وسيصل نصيب كل بالغ بريطاني من الخسائر المالية لأصول الوقود الأحفوري العالقة إلى 3 آلاف و279 دولارًا.

وأرجعت الدراسة -التي أعدّتها رابطة الاستثمار والتمويل المستدام البريطانية (UKSIF) وشركة إكسيتير لتحليل مخاطر تحول الطاقة (Exeter)- تراجُع قيمة استثمارات الوقود الأحفوري إلى التغيرات التقنية وتغير ظروف السوق، فضلًا عن سياسات المناخ.
ورغم ضخامة المبلغ، فإنه لا يُقارن بحجم الدمار الاقتصادي المصاحب لعدم خفض انبعاثات غازات الدفيئة؛ إذ ستؤدي الكوارث الطبيعية الناتجة إلى خسائر اقتصادية بقيمة 12.5 تريليون دولار بحلول عام 2050.
صناديق التقاعد في بريطانيا
تشير الدراسة إلى أن صناديق التقاعد في بريطانيا ستشكّل 13% من الخسائر المتوقعة في أصول الوقود الأحفوري العالقة.
وتفصيليًا، ستكون تلك الصناديق على موعد مع خسارة ما يصل إلى 19 مليار دولار بحلول عام 2040، رغم أنها تضخ استثمارات تتماشى مع السياسات البيئية والاجتماعية والمتعلقة بالحوكمة.
وتستحوذ تلك الصناديق على نحو 17% من 88 مليار يورو (95.1 مليار دولار) هي قيمة أصول الوقود الأحفوري، وهو ما يعادل 15.2 مليار يورو (16.5 مليار دولار).
وإذا تحققت سياسات الحياد الكربوني في بريطانيا، فإن تلك الحصة -بحسب مُعدّي الدراسة- ستتعرض لخطر التحول إلى أصول عالقة بحلول عام 2040.
النفط والغاز في بريطانيا
يقول الرئيس التنفيذي لرابطة الاستثمار والتمويل المستدام البريطانية جيمس ألكساندر، إن التحول المُدار بحرص بعيدًا عن مصادر الوقود الأحفوري -مثل الفحم والنفط والغاز في بريطانيا– ضرورة بيئية ومالية؛ كون تلك الأصول العالقة خطرًا على صحة الاقتصاد على المدى الطويل، ولا سيما مدخرات التقاعد لملايين لمواطنين.
ولذلك؛ دعا الحكومة البريطانية إلى إظهار قيادتها المناخية العالمية عبر تنفيذ سياسات إزالة الكربون وتعزيز الاستثمارات في نمو صناعات الطاقة المتجددة، على سبيل المثال.
في المقابل، فإن العديد من شركات النفط والغاز يراهن على الطلب على الوقود الأحفوري -بحسب ألكساندر-، وهو ما “لن يتحقق” في ظل مساعي إزالة الكربون، ومخاطر تحمُّل المواطنين للخسائر الناجمة.
ويوضح الإنفوغرافيك أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- توقعات الطلب العالمي على النفط والمعروض منه خلال عام 2025 الجاري:
ولذلك؛ فإن السبيل الأضمن لتعويض خسائر الأصول العالقة هو الاستثمار في صناعات ستزدهر مقابل تراجع الوقود الأحفوري، بحسب ألكساندر.
بدوره، أعاد المحاضر في شؤون علوم أنظمة الأرض بالجامعة المفتوحة فيل هولدن تسليط الضوء على المطالبات بالتخلي السريع عن مصادر الوقود الأحفوري من أجل تجنّب الآثار الأكثر خطورة لظاهرة تغير المناخ.
وقال، إن التنقيب عن النفط والغاز ربما يبدو جاذبًا على المدى القصير، لكن كلما طالت مدة عدم اتّساقه على المدى الطويل مع المسار العالمي لإزالة الكربون، كانت الحاجة إلى إعادة التنظيم الاقتصادي أكثر إلحاحًا.
لكن تحول الطاقة المدفوع بزيادة الميزات الاقتصادية لمصادر الطاقة المتجددة يُسبّب ضرورة جديدة للتحول عن الوقود الأحفوري سريعًا.
وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة لسياسة الحياد الكربوني في بريطانيا بحلول 2050، تمنح الحكومة الحالية -بقيادة اللورد كير ستارمر- الأولوية لمصادر الطاقة المتجددة؛ إذ ألغت الحظر الفعلي على بناء مزارع الرياح البحرية وضاعفت مستهدفات إنتاج الكهرباء من مصادر متجددة.
كما رفعت مستهدف خفض الانبعاثات إلى 81% من 78% سابقًا بحلول عام 2035، بالمقارنة بمستويات عام 1990، وتتجه لزيادة الضرائب على شركات النفط والغاز مع حظر تراخيص التنقيب الجديدة.
موضوعات متعلقة..
- الحياد الكربوني في بريطانيا.. كيف يؤثر في اتجاهات أسعار الكهرباء؟ (تقرير)
- الحياد الكربوني في بريطانيا يهدّد صناعة السيارات (تقرير)
- خطط الحياد الكربوني في بريطانيا قد تأتي بنتائج اقتصادية عكسية (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- منظمة الهيدروجين الأخضر: 3 دول عربية مؤهلة للريادة والتصدير إلى أوروبا (حوار)
- حقول النفط والغاز في الكويت.. معلومات حصرية عن الاحتياطيات والإنتاج (ملف خاص)
- زيادة أسعار الكهرباء في فلسطين 19%.. وتحرك من الحكومة للتخفيف عن المواطنين
- اكتشافات النفط والغاز البحرية.. توسع محفوف بالمخاطر أم ضرورة لتلبية الطلب؟
المصدر:
إقرأ: الأصول العالقة أحدث ضحايا الحياد الكربوني في بريطانيا.. 141 مليار دولار خسائر على منصة الطاقة