Categories
Uncategorized

احتياطيات النفط والغاز في العراق تجذب استثمارات الشركات الصينية (تقرير)

بالنظر إلى إمكاناتها الواعدة، تجذب احتياطيات النفط والغاز الضخمة في العراق استثمارات الشركات الصينية، ويأتي ذلك بموجب اتفاقية “النفط مقابل إعادة الإعمار والاستثمار”.

ومنذ تسعينيات القرن الماضي، كثّفت الصين جهودها إلى تأمين الطاقة الكافية لتحريك نموها الاقتصادي ومنافسة الولايات المتحدة، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتحديثات القطاع.

وتتركز منافسة الدول الكبرى على العراق بسبب موقعه الجغرافي واحتياطياته النفطية المقدّرة -بشكل متحفظ للغاية- بنحو 145 مليار برميل و3.5 تريليون متر مكعب من الغاز.

وعلى الرغم من أن القوات الأميركية ظلّت موجودة في البلاد بعد الإطاحة بنظام الرئيس الأسبق، صدام حسين، في عام 2003، كانت خيارات بكين لتوسيع نفوذها في العراق محدودة للغاية.

فتح الطريق أمام بكين لتوسيع نفوذها

بحلول عام 2018، أدت عدم شعبية ما عَدَّه العديد من العراقيين آنذاك احتلالًا والانسحاب أحادي الجانب للولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة (“الاتفاق النووي”) مع الراعي الإقليمي الرئيس لبغداد، إيران، إلى فتح الطريق أمام بكين لتوسيع نفوذها.

وقد وضعت الصين الأساس لجميع التطورات المستقبلية في بغداد باتفاقية “النفط مقابل إعادة الإعمار والاستثمار” واسعة النطاق الموقّعة بين البلدين عام 2019.

حقل مجنون النفطي بالقرب من مدينة البصرة
حقل مجنون النفطي بالقرب من مدينة البصرة– الصورة من رويترز

وكان النموذج الأساس لهذه الاتفاقية -الذي يتضمن الأولوية في عقود الحقول الجديدة للشركات الصينية وخصومات كبيرة لها على النفط والغاز المستخرج، من بين أمور أخرى- هو “اتفاقية التعاون الشامل بين إيران والصين لمدة 25 عامًا”.

وتمّ توسيع وتعميق الصفقة لعام 2019 بشكل كبير في “الاتفاقية الإطارية بين العراق والصين” لعام 2021، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتضمَّن جزء من هذا خصومات أكبر مُنحت للشركات الصينية على النفط والغاز المكتشَفَين في بغداد (حتى 30% حسب الحقل).

مشروع حقل غرب القرنة 1 النفطي

يقع مشروع حقل غرب القرنة 1 النفطي بعد نحو 65 كيلومترًا من مركز النفط والتصدير الرئيس في جنوب العراق في البصرة، ويحتوي على نحو 22 مليار برميل من احتياطيات النفط القابلة للاستخراج.

وزادَ هدف وزارة النفط للمرحلة الحالية من التطوير في عام 2021 من 500 ألف برميل يوميًا إلى 700 ألف برميل يوميًا، حيث يُنتج الحقل حاليًا نحو 550 ألف برميل يوميًا.

وأوضحت الوزارة، في ذلك الوقت، أنه على الرغم من أن هدف هضبة الإنتاج الأصلي البالغ 2.825 مليون برميل يوميًا (بحلول أوائل الثلاثينيات من القرن الـ21) تمّ التفاوض عليه إلى 1.6 مليون برميل يوميًا خلال المناقشات مع شركات النفط المشاركة، فقد يُرفع هدف الهضبة مرة أخرى في السنوات الـ5 المقبلة.

وشاركت في تلك المناقشات شركة بتروتشاينا (PetroChina) – الذراع المُدرجة لشركة النفط الوطنية الصينية “سي إن بي سي” (CNPC)، التي كانت تمتلك آنذاك حصة 32.7% في حقل غرب القرنة 1، وإكسون موبيل الأميركية (ExxonMobil)، التي كانت تمتلك حصة 32.7% في تلك المرحلة.

حقل غرب القرنة 1 النفطي في محافظة البصرة
حقل غرب القرنة 1 النفطي في محافظة البصرة – الصورة من رويترز

وفي الوقت نفسه، سعت الصين على الفور تقريبًا إلى ترسيخ نفسها بصفتها قوة مهيمنة على الموقع، باستعمال الاستحواذ السري والتدريجي على مجموعة من العطاءات الضخمة “التعاقدية فقط” الممنوحة لشركاتها في الموقع، بالإضافة إلى أنشطة بتروتشاينا.

وكان أبرز هذه العقود في وقت مبكر عقد الهندسة بقيمة 121 مليون دولار أميركي في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 لتحديث المرافق المستعمَلة لاستخراج الغاز خلال إنتاج النفط الخام لشركة (تشاينا بتروليوم إنجينيرنيغ آند كونستركشن) الصينية (China Petroleum Engineering & Construction Corp).

وأبرمت الصين صفقات مماثلة “تعاقدية فقط” في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك حقل مجنون النفطي العملاق، لشركة صينية أخرى لم يُسمع بها من قبل، وهي شركة هيلونغ للخدمات النفطية والهندسية (the Hilong Oil Service & Engineering Company).

خطط الصين الخاصة بحقل غرب القرنة 1

أصبحت بكين في وضع يسمح لها بطرح المرحلة التالية من خططها الخاصة بحقل غرب القرنة 1، التي لا علاقة لها بزيادة إنتاج النفط حسبما اتُّفِقَ مع مسؤولي بغداد.

وبدلًا من ذلك، افتُتِح العديد من المشروعات الخاصة في منطقة الصادق بمحافظة البصرة الغنية بالنفط، وفقًا لإعلانات وزارة النفط الأسبوع الماضي.

وسيكون مركز عمليات حقل غرب القرنة 1 (المرحلة 1)، الذي شهد حفل وضع حجر الأساس الأسبوع الماضي، محوريًا في التخطيط لهذه المشروعات وغيرها من المشروعات التشغيلية التي تقوم بها شركة بتروتشاينا (بدعم من شركة نفط البصرة).

وسوف يؤدي هذا دورًا محوريًا بإدارة حقن المياه في الحقل، وعمليات معالجة الغاز المصاحب، والإشراف على أنشطة الإنتاج في جميع أنحاء الحقل، وسوف يشمل مشروعات طرق وكهرباء جديدة، وزيادة فرص العمل في التطوير وبناء 7 مدارس جديدة.

وستُربَط هذه المرافق بشبكة الصين الأوسع في جميع أنحاء جنوب العراق، بموجب “الاتفاقية الإطارية العراقية الصينية” الجارية لعام 2021، وبعد انتهاء مهمة القتال الأميركية في العراق في العام نفسه.

وتضمنت هذه العناصر الإضافية لهذه الخطة واتفاقية “النفط مقابل إعادة الإعمار والاستثمار” لعام 2019 في العراق مشروعات البنية التحتية بقيمة تريليون دينار عراقي (700 مليون دولار أميركي) في مدينة الزبير بمحافظة البصرة.

مصفاة نفط في منطقة الرميلة
مصفاة نفط في منطقة الرميلة بالعراق – الصورة من وكالة الصحافة الفرنسية

احتياطيات النفط والغاز في العراق

في أغسطس/آب الماضي، فازت الشركات الصينية بمعظم عقود استغلال احتياطيات النفط والغاز العراق، الـ13 الخاصة بحقول النفط ومربعات الاستكشاف التي منحتها وزارة النفط في أحدث جولة عطاءات.

وعند تطويرها بالكامل، ستضيف 750 ألف برميل يوميًا من النفط و850 مليون قدم مكعبة يوميًا من الغاز إلى إنتاج البلاد.

ووفقًا لأرقام الصناعة، فإن أكثر من ثلث احتياطيات النفط والغاز المؤكدة وأكثر من ثلثي إنتاجه الحالي تديرها شركات صينية.

وفي يونيو/حزيران الماضي، أعلن المسؤولون الصينيون والعراقيون خططًا لربط برنامج طريق التنمية الإستراتيجي العراقي الذي تبلغ قيمته 17 مليار دولار أميركي مباشرةً بمبادرة الحزام والطريق الصينية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إقرأ: احتياطيات النفط والغاز في العراق تجذب استثمارات الشركات الصينية (تقرير) على منصة الطاقة