Categories
Uncategorized

أوضاع الكهرباء في العراق والكويت.. مدير تحرير منصة الطاقة يكشف عن أبعاد الأزمة

تتفاقم أزمة الكهرباء في العراق والكويت مع اقتراب فصل الصيف؛ إذ تعاني بغداد أزمة الانخفاض الحاد في إمدادات الغاز الإيراني، وتهالك بنية محطات التوليد، والعجز المالي الذي يعوق مشروعات الصيانة والتحديث، في حين تختنق الكويت رغم وفرة الوقود.

ويوضح مدير تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) عبدالرحمن صلاح، أن أوضاع العراق من سيئ إلى أسوأ، والوضع مرشح لمزيد من التدهور في حال استمرار التراجع بكميات الغاز المستوردة؛ ما يجعل الملف شائكًا أمام الحكومة خلال موسم الذروة.

وأضاف أن الاتفاق الموقّع بين بغداد وطهران ينص على تزويد العراق بنحو 50 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا خلال الصيف، و70 مليونًا خلال الشتاء، لكن ما يصل فعليًا إلى الأراضي العراقية لا يتجاوز 20 مليون متر مكعب يوميًا.

ويؤدي هذا النقص الحاد، وفق صلاح، إلى تراجع قدرات التوليد، ويضع قطاع الكهرباء في العراق أمام أزمة مستمرة تتكرر سنويًا.

جاء ذلك خلال حديثه لبرنامج “أنسيات الطاقة”، الذي يقدمه خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، عبر منصة “إكس”، بعنوان: “أزمات الكهرباء وأثر أجهزة التكييف في أسواق الطاقة العالمية”.

معضلة البنية والعجز المالي

يُشير عبدالرحمن صلاح إلى أن قطاع الكهرباء في العراق لا يواجه فقط أزمة إمدادات الوقود، بل يعيش منذ سنوات تحت ضغط بنية تحتية متهالكة، تحتاج إلى استثمارات بمليارات الدولارات.

وأضاف: “مع محدودية الموازنة العامة، تجد الحكومة صعوبة في تأمين التمويل اللازم لتطوير الشبكة أو صيانة المحطات”.

وفي هذا السياق، تتعثر جهود تنويع مصادر الوقود، وبينما كان يُعوَّل على الغاز التركمانستاني لتقليل الاعتماد على الغاز الإيراني؛ فإن هذا الخيار لا يزال بعيدًا عن التطبيق.

وتابع: “يجري وزير الكهرباء العراقي زياد علي فاضل، محادثات مع تركمانستان لتجاوز عقبات الربط عبر إيران، كون الغاز لا يمكن أن يصل إلى العراق دون المرور بالأراضي الإيرانية، ما يجعل من الكهرباء في العراق قضية ذات أبعاد جيوسياسية معقّدة”.

الغاز الإيراني إلى العراق

من بين المقترحات المطروحة، بحسب ما ذكره مدير تحرير منصة الطاقة، أن تزود تركمانستان شمال إيران بالغاز، مقابل أن تمنح طهران بغداد الغاز من الجنوب.

السيناريو الآخر، التوصُّل إلى صيغة مع شركة وسيطة تنقل الغاز عبر إيران، لكن تظل هذه المقترحات رهينة التعقيدات المرتبطة بالعقوبات الأميركية المفروضة على طهران، والتي تؤثر بشكل مباشر في التعاملات المالية.

ويوضح صلاح أن كل تأخير في تأمين إمدادات بديلة يزيد من العجز المزمن بإنتاج الكهرباء في العراق، خصوصًا مع ارتفاع الطلب خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب.

عبدالرحمن صلاح

الفجوة بين الإنتاج والطلب

قال عبدالرحمن صلاح إنه -بحسب بيانات منصة الطاقة- يتراوح إنتاج الكهرباء في العراق حاليًا بين 19 و20 ألف ميغاواط، إلا أن تراجع إمدادات الغاز الإيراني يُنذر بانخفاض هذا الرقم إلى نحو 16 ألف ميغاواط خلال أيام.

في المقابل؛ فإن الطاقة القصوى التي يمكن لقطاع الكهرباء في العراق إنتاجها إذا توافر الغاز بالكامل تبلغ 28 ألف ميغاواط، لكن حتى هذا الرقم لا يغطي سوى نصف الطلب الفعلي الذي يصل إلى 55 ألف ميغاواط في ذروة الصيف.

إنتاج الكهرباء في العراق

ويعني ذلك، أن قطاع الكهرباء في العراق يواجه عجزًا لا يقل عن 27 ألف ميغاواط، يُتَعامل معه من خلال القطع المبرمج الذي يتراوح بين 12 و15 ساعة يوميًا ببعض المحافظات.

وتابع: “تكرار هذه الانقطاعات يولّد استياءً شعبيًا ويؤثر في الإنتاج الصناعي والخدمات الأساسية”، مؤكدًا أن قطاع الكهرباء في العراق بحاجة إلى إصلاح جذري، يتجاوز الحلول المؤقتة.

وأردف: “مع الارتفاع السنوي في درجات الحرارة، والزيادة السكانية، وتوسع النشاط الصناعي، لم يعد بالإمكان الاعتماد على المعالجات الوقتية، خاصة مع غياب مشروعات إستراتيجية طويلة الأمد”.

وأشار إلى أن التحديات أمام قطاع الكهرباء في العراق لا تتوقف عند نقص الوقود، بل تشمل ضعف الكفاءة، والفاقد الكبير في الشبكة، وغياب العدادات الذكية، وتداخل التوليد الحكومي والخاص دون تنظيم واضح.

وحذّر صلاح من أن استمرار الوضع الحالي سيجعل القطاع أمام واحدة من أكبر العقبات أمام التنمية الاقتصادية والاستقرار الاجتماعي، خلال وقت تتزايد فيه الضغوط على الحكومة للاستجابة لمطالب المواطنين وتحقيق نتائج ملموسة.

الكويت.. أزمة مماثلة رغم الوفرة

يرى مدير تحرير منصة الطاقة أن أوضاع الكهرباء في الكويت لا تختلف كثيرًا؛ إذ بدأت الدولة الخليجية تواجه أزمة مماثلة في قطاع الكهرباء رغم قوة اقتصادها.

وأضاف: “سجلت البلاد العام الماضي ذروة استهلاك بلغت نحو 18 ألف ميغاواط، مقارنة بقدرة توليد تبلغ 20.5 ألف ميغاواط فقط.. ومع تهالك عدد من محطات التوليد، اضطرت وزارة الكهرباء لتنفيذ تخفيف للأحمال يتراوح بين ساعتين و4 ساعات يوميًا”.

توليد الكهرباء بالغاز في الكويت

ولفت عبدالرحمن صلاح إلى توقعات منصة الطاقة بأن تُكرر الكويت هذه الإجراءات خلال صيف 2025، خصوصًا مع استمرار التأخر في تنفيذ مشروعات جديدة لتوسعة شبكة التوليد.

وتابع: “يأتي ذلك رغم توقيع اتفاقيات لاستيراد الغاز المسال من قطر، ومحاولة سد النقص من خلال هيئة الربط الخليجي التي ستزوّد الكويت بـ500 ميغاواط خلال ذروة الصيف”.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إقرأ: أوضاع الكهرباء في العراق والكويت.. مدير تحرير منصة الطاقة يكشف عن أبعاد الأزمة على منصة الطاقة